الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

يرفعون سياسات «الكب كيك» وحماية المناخ وقضايا الهجرة.. نواب من أصول عربية بالبرلمان الألماني

يرفعون سياسات «الكب كيك» وحماية المناخ وقضايا الهجرة.. نواب من أصول عربية بالبرلمان الألماني

البرلمان الجديد يضم جيلاً أصغر سناً - رويترز.

اهتمت وسائل الإعلام الألمانية بالنواب الجدد بالبرلمان الألماني «البوندستاغ»، خاصةً النواب من أصول عربية وإسلامية، الذين يدخل بعضهم البرلمان لأول مرة، حيث يتبنون سياسات مواجهة خطاب الكراهية، وكذلك مواجهة التغير المناخي، بالإضافة إلى حماية الأطفال وتمتعهم بحياة كريمة في ألمانيا، وكذلك قضايا الهجرة واللجوء والاندماج.

ووصف موقع «إن تي في» الألماني، البرلمان الجديد بأنه يحمل وجهاً جديداً، يختلف عن البرلمانات السابقة، حيث إنه متنوع الألوان والهويات، كونه يضم لأول مرة 83 نائباً جديداً من أصول مهاجرة.

وأضاف التقرير أن البرلمان الجديد يضم جيلاً أصغر سناً، وأكثر حيوية، وتحتل فيه النساء مكانة أكبر من ذي قبل، حيث يضم البرلمان لأول مرة 63 رجلاً وامرأة، تراوح أعمارهم بين 23 - 30 عاماً، أي أن متوسط الأعمار أصغر من أي وقت مضى، كما ازداد عدد النائبات من 218 إلى 255، كذلك فإن النواب الذين لديهم خلفيات مهاجرة، ارتفعت نسبتهم داخل البرلمان من 8.2 % إلى 11.3%.

رشا.. ووصفات الكب كيك

ومن أبرز وأصغر النواب في البرلمان الجديد من أصول عربية، رشا نصر (29 عاماً)، وهي من أصل سوري، وفازت بمقعد البرلمان ضمن الحزب الاشتراكي الديمقراطي بمدينة دريسدن التي ولدت فيها، ودرست فيها العلوم السياسية والفلسفة.

وتحدثت عنها صحيفة «تاغس الغماينة تسايتونغ» وعن تقديمها لأفكارها بطريقة عصرية متألقة، عبر وصفات «الكب كيك»، حيث تعمل على طبع كتابها الذي يحمل عنوان «سياسات الكب كيك»، والتي تشرح فيه أهدافها السياسية المختلفة، بمساعدة وصفات الكب كيك، مثل تعاملها لمواجهة خطاب الكراهية، والعمل على مجتمع منفتح لا عنصري، والحصول على عمل جيد بحد أدنى للمرتبات 12 يورو بالساعة، وسكن جيد وصحي للجميع، كما كانت تقوم بنشر مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتبسيط المحتوى السياسي لحملتها مع وصفات لـ«الكب كيك».



سناء وقاسم.. وحماية المناخ

ومن بين النواب الجدد أيضاً سناء عبدي، (34 عاماً)، من أب ألماني وأم مغربية، وفازت بمقعد أيضاً ضمن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بمدينة كولونيا، والتي تضع قضية حماية المناخ على رأس أولوياتها.

وترى عبدي، بحسب موقعها الإلكتروني، أن المناخ هو المهمة الاجتماعية للعقود القادمة، وأنه من أجل حماية المناخ والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، يجب على ألمانيا أن تعيش عقداً اجتماعياً بيئياً جديداً، بحلول عام 2045 على أبعد تقدير.

كما أنها مهتمة بالأطفال، وضرورة أن يتمتعوا بحياة كريمة في ألمانيا، وخلق ظروف مناسبة للعائلات، لتكون قادرة على التعامل بشكل جيد مع حياتهم اليومية، ومن أجل تحقيق التماسك الاجتماعي، وبنية تحتية تتيح التعليم والفرص للجميع.

كما حصل أيضاً قاسم طاهر صالح، وهو من أصول عراقية، ويعمل مهندساً معمارياً، من حزب الخضر، على مقعد بالبرلمان، ويهتم بقضايا المناخ بشكل أساسي مع قضايا الهجرة واللجوء والاندماج.

ومن الفائزين أيضاً بمقاعد في البرلمان الألماني، لمياء قدورة، من أصول سورية من حزب الخضر، بمدينة دويسبورغ، وتعمل باحثة في العلوم الإسلامية، وكذلك ريم العبلي رادوفان، عراقية الأصل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ودرست العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة، وتعمل منذ عام 2015 كمفوضة لشؤون الاندماج في حكومة ولاية مكلنبورغ فوربميرن.

النواب من أصول عربية

من جهته، أكد الباحث في جامعة كولونيا، والخبير في الشؤون الألمانية، لؤي المدهون، أنه برغم أن هؤلاء النواب جاؤوا من أصول عربية، لكن التطبيع الاجتماعي لهم تم في ألمانيا، لذلك يجب القول إننا نتحدث عن مواطنين ألمان بالدرجة الأولى.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«الرؤية»، قائلاً: «وصول هؤلاء النواب من أصول عربية للبرلمان، يعتبر أمراً إيجابياً، لكن هذه الخطوة جاءت متأخرة، لأن الأحزاب الألمانية انتبهت بشكل متأخر، خاصة الأحزاب التي دافعت عن حقوق المهاجرين، وعن التنوع الثقافي والديني في ألمانيا؛ مثل حزب الخضر، والحزب اليساري، والاشتراكيين، حيث وجدوا أنهم يعانون من ثغرات في تمثيل شرائح كثيرة من المجتمع».

وتابع قائلاً: «هؤلاء النواب نجحوا بالفعل في الوصول للبرلمان. وعلى الرغم من إيجابية ذلك، فإنه لن يغيّر كثيراً من واقع العمل السياسي في ألمانيا، حيث إن التغيير سيكون تدريجياً وبشكل بطيء جداً، والدور الذي سيلعبه هؤلاء النواب سيحتاج لعملية طويلة الأمد، خاصة أنه عليهم مسؤولية كبيرة، وهي فرض أنفسهم من خلال العمل داخل البرلمان».