الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

في يومها العالمي.. الحروب والأزمات وكوفيد عوائق أمام الصحة النفسية السليمة

في يومها العالمي.. الحروب والأزمات وكوفيد عوائق أمام الصحة النفسية السليمة

أثبتت البحوث والدراسات أن الاكتئاب يبدأ من سن 12 عاماً - رويترز.

يأتي الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يوافق الـ10 من أكتوبر كل عام، وقد خلفت جائحة كورونا أثراً متبايناً على الصحة النفسية للمواطنين ما بين الحزن على فقدان الأهل والأصدقاء، وسيطرة القلق من البطالة والخوف من المستقبل، أو حتى منح القدرة على التعقل ومراجعة النفس وإعادة الحسابات.

وقال الدكتور أحمد عصمت استشاري الأمراض النفسية والعصبية، إن هناك جانباً إيجابياً كبيراً لأزمة فيروس كورونا على الصحة النفسية، حيث أثبتت دراسات أن أزمة كورونا عادت بالفائدة على الصحة النفسية لمن يمتلك وضعاً اقتصادياً قوياً، حيث منحته القدرة على الراحة والتعقل ومراجعة النفس وإعادة الحسابات، مؤكداً أن كورونا تسببت لدى بعض الفئات في أمراض نفسية مرتبطة بالعزلة، أبرزها الوساوس القهرية.

وتشير التقديرات المعدّة قبل اندلاع جائحة كوفيد-19، إلى أن الاكتئاب والقلق وحدهما يلحقان سنوياً خسائر في الإنتاجية الاقتصادية بمبلغ تريليون دولار أمريكي تقريباً، في حين تُظهر الدراسات أن كل دولار أمريكي واحد يتم إنفاقه على خدمات الرعاية المسندة بالبينات لعلاج الاكتئاب والقلق يحقق إيرادات قدرها 5 دولارات أمريكية. بحسب موقع منظمة الصحة العالمية.

وأضاف عصمت لـ«الرؤية»، أن حالات الفقد والوفاة التي تسببت فيها أزمة كورونا ربما تكسب الإنسان معاني جديدة قد لا يجدها في سواها، منها الاعتماد على الذات، والنظر فيما يملك، وتحديد الأهداف. مشيراً إلى أن الانكماش الذي جرى خلال أزمة كورونا، يعقبه بعدها انطلاق في كافة مناحي الحياة وتجديد للطاقة والنشاط.

وأشار عصمت إلى أن الأسرة، التي هي المؤثر الأول والأهم في الصحة النفسية للإنسان، كانت أكبر المستفيدين من أزمة كورونا، حيث امتلأت البيوت بأفراد العائلة وعاد الود بين أفرادها وهو ما أصلح الصحة النفسية لها.

وقال استشاري الأمراض النفسية والعصبية، إن الحروب والأزمات لها تأثيرات كبيرة على الصحة النفسية، مشيراً إلى أن الأمر لا يقتصر فقط على الدول الواقعة فيها تلك الحروب والأزمات، ولكن يتخطاها إلى العالم الذي أصبح قرية صغيرة يتأثر سكانها بالصور الواردة إليهم والمتعلقة بأذهانهم وسمعهم، ما يسبب الأمراض النفسية التي منها القلق والتوتر غير المبرر والوساوس والفزع والاكتئاب، فضلاً عن انتشار جرائم القتل.

ويعاني نحو مليار شخص في جميع أنحاء العالم من شكل من أشكال الاضطرابات النفسية، بحسب موقع الأمم المتحدة، ويحصد الانتحار أرواح ما يقرب من 800 ألف شخص سنوياً، بمعدل حالة كل 40 ثانية.

وأضاف عصمت أن حالات الاكتئاب كانت تظهر قديماً عند المرحلة العمرية 25 أو 30 عاماً، أمّا الآن فقد أثبتت البحوث والدراسات أن الاكتئاب يبدأ من سن 12 عاماً، وهو أمر مخيف، وناتج عن الحروب والأزمات. محذراً من أن تتحول الأمراض النفسية من سلوكيات إلى سمات في الشخصية.

وعطلت جائحة كوفيد-19 خدمات الصحة النفسية الحاسمة الأهمية أو أوقفتها في 93% من البلدان حول العالم، في وقت يتزايد فيه الطلب على تلك الخدمات. بحسب منظمة الصحة العالمية.

وأكد عصمت أن حجم الإنفاق العربي على الصحة النفسية غير كافٍ، وأن ما يتم إنفاقه في غالبية الدول يتم على ما يشبه الصحة النفسية من مؤتمرات وندوات، مشيراً إلى أن أمريكا على سبيل المثال تنفق 70% من ميزانيات شركاتها على التدريب الأخلاقي، كما تدرس في مناهجها مواد القيم والإنفاق، وهو ما يؤثر بالإيجاب على الصحة النفسية للمواطنين.

وتنفق البلدان أقل من 2% في المتوسط من ميزانياتها الوطنية المخصّصة للصحة على الصحة النفسية، ورغم زيادة المساعدة الإنمائية الموجّهة إلى الصحة النفسية في السنوات الأخيرة، فإنها لم تتجاوز قط 1% من المساعدة الإنمائية الموجّهة إلى الصحة. بحسب موقع الأمم المتحدة.

ولا يحصل سوى عدد قليل نسبياً من الناس في شتى أنحاء العالم على خدمات الصحة النفسية الجيدة، ويتلقى 25% فقط من الأشخاص المصابين بأمراض نفسية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، علاج لحالتهم. بحسب موقع الأمم المتحدة

وحدد عصمت 5 محاور لمحو الأمية النفسية تضمنت: الثقة بالنفس، وتحويل طاقة الغضب والعصبية إلى طاقة إيجابية، والقدرة على اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب، وإدارة الضغوط النفسية بشكل إيجابي، والتوازن في العلاقات.