السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

قمة المناخ.. تحديات سياسية وضرورة للحل

تحتضن مدينة غلاسكو، بداية من الاثنين المقبل، النسخة الـ26 من قمة المناخ العالمية التي تشرف عليها الأمم المتحدة، حيث ستكون المنصة التي تجمع زعماء العالم وقادتها في قضية يعتبرها كثيرون الفرصة الأخيرة لتفادي زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري بمعدل 1.5 درجة على مناخ كوكب الأرض.

ويبدو أن الولايات المتحدة بدأت مؤخراً استشعار الخطر الكبير، وأطلقت العديد من الدعوات لتبني أطر مشتركة تساعد في الحد من تفاقم الظاهرة، بيد أنها تواجه العديد من التحديات التي تتمثل أبرزها في احتمالية عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الانتخابات القادمة، حيث انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاقية إبان فترة حكمه، ما سيعني إجراء تغييرات كبيرة على ما سيتم الاتفاق عليه خلال القمة المقبلة، وتوجيه جميع أجندات القمة لما يصب في مصلحة الولايات المتحدة أولاً، وهو الشعار الذي رفع ترامب رايته منذ ما قبل توليه السلطة.

الغازات الدفيئة

أما التحدي الآخر فيتمثل في كيفية فصل الاستراتيجيات العالمية المتعلقة بالمناخ عن القضايا السياسية، ففي الوقت الذي تدفع فيه الإدارة الأمريكية نحو هذا التوجه، تقول الصين إنه لا يمكن فصل مجالات التعاون المرتبطة بقضية المناخ، عن الإطار الأوسع للعلاقات الأمريكية الصينية، خاصة أن كلاً من الولايات المتحدة والصين، هما أكثر الدول المنتجة للغازات الدفيئة التي تعد المسبب الرئيسي لظاهرة ارتفاع درجات الحرارة في كوكب الأرض، إلى جانب أن القوة الأمريكية الناعمة والصارمة على حدٍ سواء، لم تعد كما كانت في السابق، وهي حسب خبراء، المشكلة الأكثر تعقيداً في ما يختص بلعب الولايات المتحدة للدور القيادي في قضية المناخ.

ورغم اتفاقية باريس التي تعهد فيها قادة العالم عام 2015 بخفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، والاتفاق على مراجعة الخطط المناخية كل 5 سنوات، فإن ما تحقق حتى الآن يشير وفقاً لمراقبين، إلى أن مخرجات القمة المقبلة «على المحك»، خاصة أن الدول الكبرى المتسببة في إنتاج الكم الأكبر من تلك الغازات، لم تبذل أي جهود تذكر للحد من انبعاثاتها خلال السنوات الماضية.

التنافس الأمريكي- الصيني

وأشارت تقارير بحثية متخصصة إلى أن التنافس الصيني الأمريكي على الصعيد الجيوسياسي، ينبغي أن يُوجّه نحو المنافسة في مجالات تطوير تقنيات الطاقة الخضراء والطاقة المستدامة، بحكم كونهما أكبر اقتصادين يمتلكان ناصية التكنولوجيا الفريدة من نوعها.

وبين هذا وذاك، يعقد العالم آمالاً كبيرة على هذه القمة في الوقت الذي يشهد فيه العديد من مناطقه الكثير من الكوارث التي تسببت فيها الأزمة.

ويهرع قادة العالم مسرعين للاجتماع، الاثنين، في قمة لم يستطع الكثير من قادتها الاجتماع على طاولة أخرى في المجالات السياسية، فبوادر الاحتقان الصيني الأمريكي والأحداث الجيوسياسية في منطقة شرق آسيا، وخارطة التحالفات العالمية الجديدة التي ارتسمت معالمها خلال الفترة الماضية، شغلت قادة العالم عن التفكير في النتائج الكارثية للتغيرات المناخية، حيث يشير مراقبون وخبراء إلى أن الوقت متأخر جداً لعقد هذه القمة التي تقودها بريطانيا، والتي لا يعرف أحد كيف ستنتهي في ظل المعطيات السياسية الحالية في العالم.

لكن ناقوس الخطر الذي دقته الأمم المتحدة منذ سنوات، قد يكون الأمل الأخير لتفادي كوارث وأزمات تفوق في تأثيراتها المجالات السياسية. كما أن الفشل فيها ممنوع في ظل تفاقم الظواهر المناخية الشديدة خلال الفترة الماضية، فهل ينجح القادة في التوصل إلى تفاهمات تؤدي إلى إبطاء وتيرة هذه الظاهرة شديدة الخطورة؟