الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

البحر الأسود.. هل يصبح أرضاً لمعركة الطاقة الكبرى؟

توقع تقرير لمركز الأبحاث الأمريكي، المجلس الأطلسي، في مطلع هذا العام، إمكانية أن يكون البحر الأسود في المستقبل أرض المعركة الكبرى بالنسبة للطاقة في العالم.

وأشار التقرير إلى أنه في السنوات الأخيرة تم اعتبار البحر الأسود خط المواجهة البحري في التوترات المتصاعدة بين الغرب وروسيا، وأدى ذلك إلى مسارعة حلف شمال الأطلسي «ناتو» إلى تطوير أسلوب متعدد المستويات ساعد في تحسن ملموس في الأمن الإقليمي.

كما ذكر تقرير للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن قدرة روسيا على تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد دول البحر الأسود، تُتيح لها الضغط عليها وابتزازها. ويعتبر الحد من إمكانية حدوث مثل هذه العمليات، هو الخطوة الأولى نحو الحيلولة دون الإقدام عليها؛ لأن موسكو تقدر بحرص شديد أخطارها.

وأكد التقرير أنه يتعين على الدول الغربية زيادة قدرة جيوشها على التعاون في العمليات مع القوات المسلحة لدول البحر الأسود، وتحسين البنية الأساسية التي تستخدمها لإرسال تعزيزاتها في المنطقة.

وما يشهده البحر الأسود في الوقت الحالي من تطورات بين روسيا والولايات المتحدة والناتو، يمكن أن يتصاعد ويتحول إلى نزاعٍ غير محمود العواقب يحاول الطرفان تجنبه.

وقال الباحث الأمريكي في قضايا الأمن القومي مارك إبيسكوبوس، في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست» الأمريكية، إن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، صرح مؤخراً بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشعر بالقلق إزاء النشاط العسكري لحلف الناتو في البحر الأسود.

وقال بيسكوف للصحفيين، إن الأمر مقلق تماماً للرئيس الروسي، وإنه تحدث عن ذلك، مضيفاً أن العسكريين الأمريكيين والروس يشاركون في مباحثات جادة لفض الاشتباك للحيلولة دون اندلاع نزاع إقليمي.

وأضاف إبيسكوبوس أنه تردد أن بوتين أثار هذه المخاوف أثناء حديث هاتفي مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وجاء في بيان صحفي للكرملين حول هذا الحديث أنه «تم ملاحظة الطابع الخطير والمزعزع للاستقرار للنشاط الاستفزازي للولايات المتحدة، وعدد من دول الناتو في البحر الأسود».

وقال سيرجي شويجو وزير الدفاع الروسي، للصحفيين مطلع هذا الشهر، إن سفن الصواريخ الموجهة التابعة للولايات المتحدة والناتو تحاول «اختبار» القوات الروسية المحلية في منطقة البحر الأسود.

وأضاف شويجو: «بطبيعة الحال، عندما نرى ذلك: عندما تدخل سفينة حربية تنتمي لدولة من خارج منطقة البحر الأسود، وندرك أنها تحمل أسلحة دقيقة التصويب طويلة المدى، وعندما نرى هذه الأسلحة فوق السفينة، وهي ليست في جولة سياحية، نراقبها عن كثب، ونتبعها وندرك أنه من الممكن حدوث استفزازات في أي وقت كما كان الحال مؤخراً بالنسبة لمدمرة بريطانية وبالتأكيد يتعين علينا منع مثل هذه الأمور»، في إشارة إلى حادث وقع هذا الصيف تردد فيه أن الجيش الروسي أسقط قنابل وأطلق طلقات تحذيرية لمطاردة الطراد البريطاني إلى خارج ما تعتبره موسكو مياهها الإقليمية قبالة ساحل منطقة القرم.

وأوضح شويجو «للتحدث بدقة أكثر، هذه محاولة دائمة لاختبار مدى استعدادنا، ومدى فاعلية منظومتنا على طول ساحل البحر الأسود وعموماً في جنوب بلادنا».

وأضاف: «كما أعلم، فإنهم يخططون للقيام بتدريبات مع الدول المجاورة لنا، تدريبات مع البحرية الجورجية والبحرية الأوكرانية. لكننا أيضاً نجري تدريبات وسنواصل ذلك».

ويقول مارك إبيسكوبوس إن سفينة القيادة الأمريكية «يو إس إس ماونت ويتني»، والمدمرة «يو إس إس بورتر»، اللتين تنتميان للأسطول الأمريكي السادس، تجريان تحركاتٍ مشتركة في البحر الأسود. ووفقاً لبيانات صحفية صادرة عن القيادات العسكرية الأمريكية، فإن السفينتين بورتر وويتني متواجدتان في البحر الأسود لدعم حلفاء وشركاء الناتو في المنطقة.

وجاء في بيان صادر في 5 نوفمبر الجاري، أن حلفاء وشركاء الناتو يقفون معاً لضمان سلامة واستقرار وأمان البحر الأسود، وبناء قدرة الشركاء لتحسين الفاعلية والمشاركة في العمليات.

وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قد سافر إلى رومانيا، وجورجيا، وأوكرانيا في أكتوبر، لطمأنة حلفاء وشركاء واشنطن في المنطقة في وجه التوترات العسكرية المتصاعدة مع موسكو.