الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

بعد انطلاقةٍ دافئة.. تايوان تشعل النصف الثاني لقمة بكين - واشنطن

بعد انطلاقةٍ دافئة.. تايوان تشعل النصف الثاني لقمة بكين - واشنطن

ابتساماتٌ متبادلة في مستهل القمة. (أ ب)

افتتح الرئيسان الأمريكي جو بايدن والصيني شي جين بينغ قمتهما الأولى الافتراضية، مساء الاثنين الثلاثاء، بحسب فروق التوقيت بين واشنطن وبكين، بتبادل العبارات الدبلوماسية الودية، مع التأكيد على مسؤوليتهما كزعيمي أكبر اقتصادين في العالم لضمان عدم انحراف العلاقات الثنائية بينهما إلى صراع مفتوح.

لكن بخلاف الأجواء الدافئة التي لفت اللحظات الأولى من المحادثات، عاد الرئيسان من استراحة قصيرة أكثر «شراسة» لتبادل التحذيرات. ففي حين حذر بايدن بكين من أي «محاولة أحادية» لتغيير وضع تايوان، حذر الرئيس الصيني واشنطن من أن التحريض على استقلال تايوان هو «لعب بالنار».

كان بايدن استهل اللقاء من قاعة «روزفلت» في البيت الأبيض، قائلاً «ربما ينبغي لي أن أبدأ بشكل رسمي، رغم أنني وأنت لم نكن أبداً رسميين مع بعضنا البعض بهذا الشكل»، في إشارة إلى علاقة «الصداقة» التي كانت تجمعهما في السابق، حينما كان كل منهما لم يزل بعد في منصب «نائب رئيس».

قال بايدن عبارته، وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة، بينما ظهر الرئيس الصيني مبتسماً أيضاً عبر شاشة كبيرة. وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن البلدين يواجهان العديد من التحديات معاً، ويتعين أن يعززا الاتصالات والتعاون.

وقالت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية إن «الرجلين لم يكونا بحاجة إلى مقدمة»، ناقلة عن بايدن قوله لشي «سبق وأمضينا وقتاً طويلاً جداً في التحدث مع بعضنا البعض. أتمنى أن نجري محادثة صريحة الليلة».

«صديق قديم»

من جانبه، استخدم شي عبارته التي سبق وأغضبت بايدن، واصفاً إياه بأنه «صديق قديم»، لكن الرئيس الأمريكي هذه المرة كان أكثر استخداماً للهجة ودية. وكان بايدن غضب في يونيو الماضي، عندما سأله أحد الصحفيين عما إذا كان سيضغط على صديقه القديم للتعاون مع تحقيق منظمة الصحة العالمية في أصول فيروس كورونا. وقال حينها: «نحن نعرف بعضنا البعض جيداً.. نحن لسنا أصدقاء قدامى.. إنه مجرد عمل بحت».

لكن «CNN» قالت إن بايدن رغم ذلك «يهوى تذكر عشرات الساعات وآلاف الأميال التي سبق وعايشها في الماضي» مع الرئيس الصيني، قبل أن يتقلد كل منهما سدة الحكم في بلاده، «يزعم أنه قضى وقتاً مع الرئيس الصيني أكثر من أي زعيم آخر في العالم». ونقلت عن الرئيس الأمريكي روايته في مواقف عدة أنه كان «يتناول العشاء مع شي فوق هضبة التبت».

وعبر مترجمٍ، قال شي في الاجتماع الذي عُقد عبر تطبيق «زووم»: «باعتبارهما أكبر اقتصادين في العالم، وعضوين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ينبغي للصين والولايات المتحدة زيادة الاتصالات والتعاون». وأضاف «على الصين والولايات المتحدة احترام بعضهما البعض». ودعا إلى التعاون والتعايش السلمي بين البلدين، بحسب تلفزيون الصين المركزي.

واقتصر حضور الصحفيين على اللحظات الأولى من حوار الزعيمين، قبل أن يدخلا وكبار المسؤولين في محادثات خاصة مغلقة، توقع مسؤولون أمريكيون أن تمتد لعدة ساعات.

حوارٌ ممتد

وقالت صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية إن الرئيسين «اختتما النصف الأول من اجتماعهما الافتراضي حوالي 10:42 صباحاً بتوقيت بكين، أي ما يقرب من نصف ساعة إضافية عما كان مقرراً». وأشارت إلى أنهما أخذا قسطاً من الراحة قبل استئناف الحوار، الذي بدا فيما بعد أكثر مواجهة فيما يتعلق بتايوان.

تأتي المحادثات وسط ترقب دولي لنتائجها، ولا سيما أنها تواكب خلافات متزايدة بين البلدين. وتشهد العلاقات بين البلدين توتراً شديداً منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1979. وتستهدف المحادثات تهدئة حدة هذا التوتر في العلاقات. وتشمل نقاط الخلاف ملفات تايوان وهونغ كونغ وحقوق الإنسان، والحرب التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والصين.

ومن الجانب الصيني، يشارك وزير الخارجية وانج يي، ونائب رئيس مجلس الدولة ليو هي، المسؤول عن العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة فى المحادثات، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الصينية الرسمية. ومن الجانب الأمريكي، يشارك وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يلين.

لمسة الجائحة

وأشارت شبكة «سي إن إن» في تقرير لها إلى أن «حفل التوقيع الكبير الذي جرى في الحديقة الجنوبية بالبيت الأبيض لحزمة أشغال عامة جديدة ضخمة، والذي حدث قبل ساعات قليلة من بدء القمة يشير إلى إحراز تقدم في الركيزة الأساسية لسياسة بايدن الخارجية»، من وجهة نظر مسؤولين في البيت الأبيض. وأضافت نقلاً عنهم «إثبات أن الديمقراطيات يمكن أن تقدم أداءاً أكثر فاعلية من الأنظمة الاستبدادية.. لقد خطط لتفصيل حزمة البنية التحتية الجديدة لشي».

وقالت صحيفة «لوس أنجلوس ديلي نيوز» الأمريكية إن «أجواء الجائحة أضفت لمستها على الاجتماع الدبلوماسي رفيع المستوى»، حيث لوح الزعيمان لبعضهما البعض باليد بمجرد ظهور صورتيهما على الشاشة. وقال شي لبايدن: «إنها المرة الأولى التي نلتقي فيها بشكل افتراضي، على الرغم من أنها ليست كذلك جيدة كاجتماع وجهاً لوجه».

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن بايدن «كان يفضل مقابلة شي شخصياً، لكن الرئيس الصيني لم يغادر بلاده منذ بداية جائحة فيروس كورونا». وأضافت أنه نتيجة لذلك، «طرح البيت الأبيض فكرة الاجتماع الافتراضي، كأفضل الحلول أمام الزعيمين ليتسنى لهما إجراء محادثات صريحة بشأن جملة من الملفات التي تسببت في توتر العلاقات بينهما» طوال الفترة الماضية.

تايوان

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين صينيين قولهم إن ملف تايوان يتصدر المباحثات، إذ تصاعد التوتر مؤخراً بعد إرسال الجيش الصيني مزيداً من الطائرات المقاتلة قرب جزيرة تايوان، التي تعتبرها بكين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.

واعتبرت بكين على لسان المتحدث باسم خارجيتها تشاو ليجيان، الاثنين، أن «قضية تايوان ترتبط بشكل وثيق بسيادة الصين.. إنها أكثر القضايا حساسية».

من جانبه، أكد البيت الأبيض التزامه بسياسة «صين واحدة»، التي تعترف ببكين، لكنها تسمح بعلاقات غير رسمية وعلاقات دفاعية مع تايوان. وكان الجيش الصيني أجرى تدريبات الأسبوع الماضي على مشارف الحدود مع تايوان، رداً على زيارة وفد من الكونغرس الأمريكي للجزيرة المتمعة بالحكم الذاتي.