السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

«الأسرع من الصوت».. سباق تسلح جديد بين القوى العظمى

«الأسرع من الصوت».. سباق تسلح جديد بين القوى العظمى

صورة تعرضها شركة رايثيون الأمريكية لصاروخ أسرع من سرعة الصوت.

يلوح في الأفق حالياً، سباق تسلح جديد، خاصة بين الدول العظمى، من أجل امتلاك أسلحة أسرع من الصوت، وهو السباق الذي تقوده كل من روسيا وأمريكا والصين، ومعهم كوريا الشمالية.

فقد أعلنت روسيا، في أكتوبر الماضي، أنها اختبرت صاروخاً يخترق جدار الصوت، بينما تم الكشف عن أن الصين أجرت بعدها بأيام قليلة، تجربة على إطلاق صاروخ أسرع من الصوت يدور حول الأرض، قادر على حمل رأس نووي، وصفه رئيس الأركان الأمريكي مارك ميلي بأنه «سيكون من الصعب جداً التصدي له».

قدرات خارقة

وتمتاز الصواريخ التي تتجاوز سرعة الصوت، بقدرتها على التحليق بسرعة أكبر سرعة الصوت، كما أن بمقدورها حمل رؤوس نووية، وتمتاز الصواريخ الجديدة، عن الصواريخ الباليستية، بأن الصواريخ الباليستية تحلق على ارتفاعات عالية لبلوغ هدفها، بينما تحلق الصواريخ الأسرع من الصوت على ارتفاعات منخفضة، ما يجعلها قادرة على الوصول إلى الهدف بشكل أسرع.

كما أن الصواريخ الأسرع من الصوت، تمتاز بميزة أخرى شديدة الأهمية، هي القدرة على المناورة، ما يجعل تعقبها واعتراضها أكثر صعوبة.

قدرات روسية كبيرة

وكانت كل من روسيا والصين والولايات المتحدة وكوريا الشمالية قد أجرت اختبارات على صواريخ أسرع من الصوت، بينما تعمل فرنسا وألمانيا وأستراليا والهند واليابان، على تطوير تلك الصواريخ.

كما نجحت روسيا أخيراً في إجراء اختبار على إطلاق صاروخ لاستهداف قمر صناعي بنجاح، ما دفع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن للقول «ذلك الاختبار يثير قلقنا وكذلك مخاوف المجتمع الدولي».

وذكرت مجلة «ناشونال إنترنست» الأمريكية أن روسيا لديها مجموعة من الصواريخ الأسرع من الصوت، في مقدمتها الصاروخ تسيركون، وهو صاروخ مضاد للسفن، ويمكن أن تصل سرعته إلى 8 أضعاف سرعة الصوت، أي نحو 9800 كم في الساعة، ويصل مدى الصاروخ إلى نحو 1500 كم، ومن المتوقع أن يدخل الخدمة في 2022.

كما أن روسيا أيضاً لديها الصاروخ كينجال، بحسب مجلة «ناشونال إنترنست» الأمريكية، وهو صاروخ باليستي ذو قدرات نووية، ويصل مداه إلى 3 آلاف كم، وتصل سرعته القصوى إلى 12 ضعف سرعة الصوت.

تقدم صيني

أما الصين، فإنها حققت هي الأخرى تقدماً كبيراً في مجال الصواريخ الأسرع من الصوت، حيث ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز، الاثنين، أن الصين أطلقت صاروخاً من سلاح تفوق سرعته سرعة الصوت، خلال اختبار في يوليو، وأن وزارة الدفاع الأمريكية فوجئت بتلك التجربة، لأنها لم تكن تعلم أن أي دولة لديها هذه القدرات.

وذكرت الصحيفة أن مركبة تفوق سرعتها سرعة الصوت، أطلقتها الصين، قامت بإطلاق الصاروخ فوق بحر الصين الجنوبي، أثناء تحركها بسرعة تبلغ 5 أضعاف سرعة الصوت.

وكانت الصحيفة قد ذكرت شهر أكتوبر الماضي، أن الصين أجرت تجارب أسلحة تفوق سرعة الصوت في 27 يوليو الماضي، وفي 13 أغسطس الماضي، ما أثار القلق في واشنطن بشأن القدرات العسكرية المتقدمة لبكين.

بينما كانت وزارة الخارجية الصينية على لسان المتحدث باسمها تشاو ليجيان، قد أعلنت في أكتوبر إجراء اختبار «مركبة فضائية روتينية».

أسلحة أمريكية

أمريكا هي الأخرى كانت قد أجرت اختبارات على صواريخ أسرع من الصوت، حيث قالت وزارة الدفاع الأمريكية في أواخر سبتمبر الماضي، أنها اختبرت بنجاح صاروخاً بمقدوره التحليق بسرعة (5 ماخ) أي تتجاوز سرعة الصوت بخمس مرات، في أول تجربة ناجحة لهذه الفئة من الصواريخ منذ عام 2013.

وجاءت تلك التجربة بعدما أجرت روسيا تجارب على أنظمة صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، وصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها «لا تقهر» ولا مثيل لها في أي مكان في العالم.

وتطير هذه الفئة من الصواريخ في الطبقة العليا من الغلاف الجوي، بسرعات تتجاوز سرعة الصوت 5 مرات، أي حوالي 6200 كم في الساعة.

صواريخ اعتراضية

كما أن واشنطن اتخذت مساراً آخر، بالعمل على تصميم وإنتاج صواريخ مضادة للصواريخ التي تطير بسرعة أكبر من سرعة الصوت، حيث اختارت أمريكا أكبر 3 شركات أمريكية في مجال السلاح، وأوكلت لهما مهمة تصميم صواريخ اعتراضية تفوق سرعتها سرعة الصوت.

فقد اختارت وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية، في 19 نوفمبر الجاري، شركات لوكهيد مارتن، ونورثروب غرومان، ورايثيون للصواريخ والدفاع، وكلها شركات تتمتع بخبرة في تطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت، من أجل تصميم صاروخ اعتراضي يفوق سرعة الصوت.

وتهدف تلك الصواريخ الاعتراضية، إلى أن تكون قادرة على مواجهة صواريخ هجومية تفوق سرعتها سرعة الصوت، وهو تحدي كبير، لأن تلك الصواريخ الهجومية، يمكن أن تنتقل بأكثر من 5 أضعاف سرعة الصوت، كما أن بمقدورها المناورة ما يجعلها عصية على اعتراضها، نظراً لأنه من الصعب التنبؤ بمسار الصاروخ.