الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

بروفايل | أموس هيتشستاين.. عراب الطاقة في الخارجية الأمريكية

بروفايل | أموس هيتشستاين.. عراب الطاقة في الخارجية الأمريكية

أموس هيتشستاين.

  • ساهم في تشريعات ضوابط التصدير والأنظمة متعددة الأطراف التجارية
  • شارك في الجبهة الأمريكية لتعطيل خطوط إنتاج النفط لـ«داعش»

أموس هيتشستاين، الدبلوماسي الأمريكي السابق، والمستشار الأول لأمن الطاقة الحالي داخل وزارة الخارجية الأمريكية، تردد اسمه مؤخراً داخل الأوساط السياسية العربية عقب الإعلان عن اتفاقية «الغاز العربي» بين 4 دول عربية تتمثل في مصر والأردن وسوريا ولبنان بالإضافة إلى إسرائيل، تلك الاتفاقية التي ما زالت تنتظر موافقة الكونغرس، لا سيما أن سوريا ما زالت مدرجة على قائمة العقوبات الأمريكية وفق «قانون قيصر».

هيتشستاين ولد في إسرائيل، خدم داخل الجيش الإسرائيلي 3 سنوات، انتقل بعدها إلي واشنطن، ثم بدأ يتدرج داخل المناصب النيابية والسياسية، حتي تم تعيينه من قبل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مستشاراً أول لأمن الطاقة داخل الوزارة ذاتها خلال أغسطس الماضي.

في وقت سابق رشح باراك أوباما الرئيس الأمريكي الأسبق هيتشستاين لمنصب مساعد وزير الخارجية لموارد الطاقة، إلا أن مجلس الشيوخ لم يتخذ حينها قراراً بهذا الشأن. وعمل عراب الطاقة خلال تواجده في وزارة الخارجية كمستشار مقرب لنائب الرئيس الأمريكي حينها « جو بايدن».

إمدادات الطاقة

داخل مبني الكابيتول عمل هيتشستاين لأول مرة داخل لجنة مجلس النواب الأمريكي لموظفي الشئون الخارجية، شاغلاً في وقت لاحق عدد من المناصب من بينها رئيس لجنة العلاقات الدولية، وكبير مستشاري السياسات داخل لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي حيث ساهم في صياغة تشريعات بشأن ضوابط التصدير والأنظمة متعددة الأطراف ذات الصلة بالتجارة.

عالميا، ساهم هيتشستاين في وضع تصور لإمدادات الطاقة داخل عدد من البلدان علي رأسها أوكرانيا في أعقاب الغزو الروسي، ورأي ضرورة إجراء حجامة هيكلية وتنظيمية فيما يخص الاعتماد الأوروبي على النفط الروسي، وشجع القارة العجوز على إيجاد مصادر بديلة للطاقة رداً على خطط بوتين لمد خطوط غاز جديدة تتجاوز منسق العبور الحالي عبر أوكرانيا باتجاه اليونان وإيطاليا، ودعا الدول الأوروبية إلي إجبار مورديها على المنافسة ما يقطع الطريق نحو تميز روسيا على نظرائها من الموردين، الأمر الذي يصب في مصلحة أمن الطاقة أولاً والأمن القومي في نهاية المطاف داخل القارة الأوروبية.

اقتصاد جماعات إرهابية

عربياً، شارك هيتشستاين في الجبهة الأمريكية ضد داعش، من خلال خفض عائدات النفط وتعطيل خطوط الإنتاج على وجه التحديد، وأشرف على جهود الولايات المتحدة لشل أعمال الطاقة للتنظيم عبر إضعاف تجارة النفط بين داعش وأطراف أخري، ووصف الغارات الجوية للقوات الأمريكية التي استهدفت ما يزيد على 1000 شاحنة، أمام الكونغرس بالنوع المختلف من القصف، في إشارة إلي كونه لا يستهدف شعوب بل اقتصاد جماعات إرهابية، ورفض حينها ادعاءات المسؤولين الروس حول وجود تجارة بينية بين الحكومة التركية وداعش من خلال تصريحات صحافية قائلاً: «لا أعتقد أن هناك تهريباً كبيراً للنفط بين مناطق سيطرة داعش وتركيا من أي حجم كبير».

لعب المستشار الأول لأمن الطاقة داخل وزارة الخارجية الأمريكية دوراً مهما في ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، وأمهل الطرفين حتي نهاية الانتخابات النيابية داخل لبنان المقررة في مارس 2022، محاولاً مد الجسور بين الطرفين، عبر زيارات منفصلة لعاصمة كل منهما وطرح الرؤية الأمريكية، إلا أنه هدد بالانسحاب من المفاوضات حال عرقلة التوصل إلي اتفاق بين البلدين، في وقت مهد فيه هيتشستاين الطريق لاتفاقية الغاز الطبيعي بين الأردن وإسرائيل بقيمة 500 مليون دولا.

دور سياسي

أمن الطاقة لم يكن الدور الوحيد للعراق الأمريكي، إذ سبقه دور سياسي لا يمكن التغافل عنه نلخصه في محطتين رئيسيتين؛ أولهما داخل العراق حين شارك في مناقشات دبلوماسية أمريكية عبر قنوات خلفية لاحتمال رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية وجادل من أجل الإبقاء على العقوبات مع إضفاء طابع إنساني عليها، وثانيهما في غينيا الاستوائية، إذ كان حلقة الوصل بين الخارجية الأمريكية وغينيا في محاولة لوضع خارطة طريق سياسية في ظل نظام «أوبيانغ» لضمان إجراء إصلاحات سياسية متضمنة إطلاق سراح السجناء وضخ استثمارات كبيرة في مجالي الرعاية الصحية والتعليم. ودعا هيتشستاين إلي دعم العملية الديمقراطية دون توقع تغييرات جذرية داخل تلك الأنظمة بين عشية وضحاها. وثمن ستيف كول الحائز على جائزة «بوليتر» مرتين، جهود هيتشستاين فيما يخص غينيا الاستوائية، لا سيما أنه ساهم في وضع خارطة طريق للتغييرات السياسية مع مجلس الأمن القومي الأمريكي.