الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

2022 | الإدارة الأمريكية تواجه «خيارات مؤلمة» في عامها الثاني

2022 | الإدارة الأمريكية تواجه «خيارات مؤلمة» في عامها الثاني

ماراثون الانتخابات الرئاسية الأمريكية يطارد بايدن مبكراً. ( إيه بي أيه)

  • صراع أمريكي- روسي على نظام ما بعد الحرب الباردة
  • يواجه تمردا داخل حزبه الديمقراطي وخلافات حول سياساته
  • الخطوة التي يقدم عليها في التعامل مع موسكو وطهران تصب في مصلحة بكين

إذا كان 2021 هو العام الأول للرئيس الأمريكي جو بايدن، في منصبه الرئاسي، وشهد أحداثا حافلة، فإن 2022 يبدو أنه سيكون أكثر سخونة، حيث يواجه بايدن أزمات قائمة بالفعل، وتحديات مرتقبة، سواء في الساحة الخارجية، أو الداخلية. وذكر تقرير نشرته "CNN" الإخبارية الأمريكية، أن العام الأول لبايدن في البيت الأبيض، واجه خلاله تحديات جائحة كورونا، وكذلك التغير المناخي، الذي أدى للعديد من الكوارث التي ضربت الولايات المتحدة مسببة خسائر ضخمة، بخلاف تنفيذ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وهو ما تم بشكل كارثي، على حد وصف التقرير.

روسيا والصين وإيران

إلا أن كل ما سبق ذكره، ربما لا يكون شيئا يذكر، مقارنة بما يمكن أو يواجهه بايدن خلال العام المقبل، حيث تواجه واشنطن، مخاطر شديدة، تتعلق بالأمن القومي الأمريكي، ويتضح ذلك بالأزمة الروسية- الأوكرانية، وسعي الرئيس الروسي لفرض قواعد جديدة في النظام الدولي، في أعقاب حقبة ما بعد الحرب الباردة، وكذلك التعامل مع الملف النووي الإيراني، في حال فشل مفاوضات فيينا للعودة للعمل بالاتفاق النووي، حيث ستكون طهران على عتبة امتلاك السلاح النووي، مما يجعل بايدن بصدد خيارات مؤلمة، واللجوء للعمل العسكري ضدها، مما قد يعيد الولايات المتحدة إلى المواجهة والصراع في الشرق الأوسط.



وبعيدا عن ذلك، فإن هناك قضية أخرى لا تقل خطورة، وهي كيفية التعامل مع الصين، خاصة وأن أي تركيز ستقدم عليه واشنطن في التعامل مع موسكو وطهران، سيصب في مصلحة بكين، لأن ذلك يعني انصرافا أمريكا عنها، خاصة وأن أمريكا قد خرجت لتوها من المستنقعين الأفغاني والعراقي.


مفاجآت غير متوقعة

وبعيدا عن تلك الأزمات القائمة بالفعل، فإن القدر قد يخبئ مفاجأة غير سعيدة لبايدن، تتمثل في مواجهة غير متوقعة مع بعض الدول، وفي مقدمتها كوريا الشمالية، والتي تحتفل بمرور 10 أعوام على تولي زعيمها كيم يونغ أون، بينما ما زالت مستمرة في تطوير قدراتها الصاروخية الباليستية، والتي تجعلها قادرة على حمل رؤوس نووية والوصول إلى الأراضي الأمريكية.

مخطط بوتين

واعتبر التقرير أن الأزمة الروسية تمثل اختبارا حقيقيا لقدرات بايدن، حيث يسعى الرئيس الروسي بوتين، لترسيخ نظام عالمي جديد، يختلف عن النظام القائم بعد الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي، والتفرد الأمريكي، ومن هنا يستخدم الورقة الأوكرانية، ما يجعل بايدن في ورطة، حيث أن عليه أن يتعامل مع نظيره الروسي بشكل يحميه من الوقوع في اتهامات استمالة بوتين، كما أن على بايدن أن يبحث عن طريقة لحل الأزمة تحفظ ماء وجه الرئيس الروسي، الذي تفوق على آخر 3 رؤساء أمريكيين، بحسب التقرير.

الوقت.. وحسم الملف الإيراني

أما الملف الإيراني فلا يقل خطورة بالنسبة لبايدن، حيث أن مفاوضات فيينا ما زالت مستمرة، دون تحقيق أي اختراق حتى الآن، برغم التفاؤل الذي أعلن عنه البعض، بينما تشير التقديرات إلى أن طهران تقترب من الحصول على السلاح النووي، حيث قال كبير المفاوضين الأمريكيين روبرت مالي «إذا استمر الإيرانيون في وتيرتهم الحالية، يتبقى لدينا بضعة أسابيع، وليس أكثر من ذلك بكثير.. وعند هذه النقطة، فلا يوجد اتفاق يمكن إحياؤه».

ويعتقد المسؤولون الأمريكيون، أن إيران الآن، لا يفصل بينها وبين السلاح النووي إلا بضعة أشهر، بينما يتحدث بعض الإسرائيليين عن أسابيع وليس أشهر، وإذا فشلت الدبلوماسية الجارية حاليا، فسيواجه بايدن، أو إسرائيل، مسألة ما إذا كان سيتم توجيه ضربة عسكرية ضد منشآت طهران، وهو ما قد يشعل الشرق الأوسط مجددا.

تحديات داخلية

أما الساحة الداخلية فلا تقل سخونة أمام بايدن، والذي يواجه انتقادات لاذعة من منافسيه الجمهوريين، خاصة بعد الانسحاب من أفغانستان، الذي وصفه البعض بأنه تم بشكل «فوضوي وكارثي». وما يزيد من الخناق على الرئيس الأمريكي، أن ماراثون الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2025، ربما انطلق في وقت مبكر للغاية، مع سعي الرئيس السابق دونالد ترامب، للثأر والعودة إلى البيت الأبيض مجددا وإخراج بايدن منه، وهي مشكلة كبيرة للرئيس الديمقراطي، والذي يحاول طمأنة حلفاء واشنطن في أوروبا، رافعا شعار «أمريكا عادت».وما يزيد من التحديات الداخلية، معركة انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في العام المقبل، حيث يسعى الجمهوريون للثأر، والعودة من جديد للمشهد السياسي، بعدما خسروا البيت الأبيض، وكذلك الأغلبية في الكونغرس، مستفيدين بتراجع شعبية بايدن.

وفي خضم تلك المشكلات، يواجه بايدن تمردا في داخل حزبه الديمقراطي، وخلافات حول العديد من سياساته، خاصة بعدما أعلن السيناتور الديمقراطي، جو مانشين، إنه لا يستطيع التصويت لصالح خطة الرئيس «إعادة البناء بشكل أفضل»، ولتي تتضمن استثمارا ضخما بقيمة 500 مليار دولار في محاربة الاحتباس الحراري.