الخميس - 09 مايو 2024
الخميس - 09 مايو 2024

استغاثت بها كازاخستان.. ماذا تعرف عن «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» ؟

استغاثت بها كازاخستان.. ماذا تعرف عن «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» ؟

دبابات روسية في طريقها ضمن قوات المنظمة لحفظ السلام في كازاخستان. (أ ب)

في مواجهة الاضطرابات المتفاقمة، طلبت حكومة كازاخستان، ليل الأربعاء الخميس، مساعدة عسكرية من منظمة معاهدة الأمن الجماعي ضد ما أسمته بـ«الجماعات الإرهابية».

في ما يأتي أبرز ملامح التحالف الذي تقوده روسيا والمكون من 6 دول سوفييتية سابقة:

تأسست بعد تفكّك الاتحاد السوفييتي

أنشئت منظمة معاهدة الأمن الجماعي عام 2002، بعد أشهر من تدخل تحالف تقوده الولايات المتحدة في أفغانستان، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.

وتضم المنظمة (روسيا وبيلاروسيا وأرمينيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان)، وهي من الدول الموقعة على اتفاق أمني يعود إلى التسعينات بين جمهوريات من الاتحاد السوفييتي السابق.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذلك الوقت «إننا نعيش في عالم سريع التغير، وبالتالي يتعين علينا تطوير المعاهدة التي تربطنا وتكييفها مع التهديدات الجديدة».

أسس التكتل قوة رد سريع قوامها 20 ألف فرد عام 2009، وتعترف الأمم المتحدة بوحدة حفظ السلام التابعة له المكونة من 3600 عنصر.

«ناتو مصغّر» تقوده روسيا

تُعد منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تهيمن عليها موسكو وجيشها الحديث «نوعاً من الثقل الموازن الروسي في مواجهة حلف شمال الأطلنطي (الناتو)» وهي «تعتمد على القدرة العسكرية الروسية لإظهار القوة»، وفق المتخصص في الشؤون الأوروبية - الآسيوية ديفيد تيورتري.

واعتبر المسؤول العسكري الفرنسي السابق والباحث باسكال أوسير أن المنظمة «لا ثقل لها» بدون الروس، مؤكداً أنها «من بقايا حلف وارسو» الذي كان قائماً في حقبة الحرب الباردة.

ووصف أوسير منظمة معاهدة الأمن الجماعي بأنها «ناتو مصغّر... تقوده روسيا مقابل الولايات المتحدة على الجانب الآخر».

لكنه شدد على أن الجيوش في الحلف الأطلسي الذي يضم 30 دولة تعمل جنباً إلى جنب منذ أكثر من 70 عاماً، في حين أن التكتل الذي تقوده روسيا «متأخر كثيراً» عنه.

تعاني منظمة معاهدة الأمن الجماعي أيضاً من افتقار موسكو إلى الموارد، مقارنة بالولايات المتحدة الأكثر ثراء.

انعدام الاستقرار والنزاع

علاوة على ذلك، فإن لدى منظمة معاهدة الأمن الجماعي اهتمامات مختلفة جداً عن الناتو. وأشار تورتري إلى أن أعضاءها في آسيا الوسطى «يواجهون خطر تزعزع الاستقرار» في أفغانستان، وهي تنشر قوات في طاجيكستان وقرغيزستان وسط آسيا.

في حين أن بيلاروس على الطرف المقابل مهتمة أكثر بكثير بحدودها مع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، مثل بولندا وليتوانيا ولاتفيا، أما أرمينيا فهي «منشغلة بنزاعها مع أذربيجان».

وقد أودت حرب يريفان الخاطفة عام 2020 مع جارتها على منطقة ناغورنو قره باغ الآذرية الانفصالية بحياة 6500 شخص.

وانتهى النزاع بوقف لإطلاق النار وتنازل أرمينيا بشكل مهين عن أراضٍ كانت تحت سيطرتها، بعد أن طلبت دون جدوى، مساعدة منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

التدخل في كازاخستان

اعتبر أوسير أن «إرسال قوات عن طريق منظمة معاهدة الأمن الجماعي وسيلة تغطية لموسكو عبر إعطاء صورة لتدخل تشارك فيه كل دول القوقاز وليس فقط روسيا».

وتابع أن «الرسالة الضمنية (من موسكو) هي +أقوم بتسوية الفوضى وأقود منظمة يمكنها نشر قوات على الأرض. أنا مسؤولة هنا في بيتي، في منطقة نفوذي+».

غير أنه حذّر من أن ترتكب القوات «أخطاء فادحة»، مشيراً إلى أن «العسكريين ليسوا أبداً الخيار الصحيح لإخماد أعمال الشغب».