الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

الأزمة الأوكرانية | شركات ألمانية تخطط لعقد لقاء مع بوتين

الأزمة الأوكرانية | شركات ألمانية تخطط لعقد لقاء مع بوتين

رغم أجواء التوتر بين روسيا والغرب، بسبب المخاوف من غزو روسي للأراضي الأوكرانية، إلا أن كبار رجال الأعمال الألمان من اللجنة الشرقية للاقتصاد الألماني، يخططون لعقد اللقاء السنوي المعتاد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمقرر في 3 مارس المقبل، حيث أكد الكرملين أن بوتين يخطط للقاء مع رؤساء الشركات التجارية الألمانية.

وأكدت صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية، أنه نظرًا للتغيرات السريعة للوضع، فربما يتغير الموعد، إلا أن أحد متحدثي اللجنة الشرقية للاقتصاد الألماني، لو يذكر اسمه، أوضح في تصريحات لمجلة "دير شبيغل"، أن الاجتماع يعد تقليدا سنويا مع الرئيس بوتين والوزراء المعنيين بالاقتصاد لمعالجة القضايا والعلاقات الاقتصادية، وأنه تم إلغاء اجتماع عام 2021 بسبب جائحة كورونا، ويتم حاليا وضع الخطط لاجتماع العام الحالي، الذي يحظى باهتمام خاص نظرا للوضع الحالي المتوتر.

ورفض المتحدث الكشف عن مزيد من التفاصيل، أو تسمية الشركات المقرر مشاركتها في الاجتماع، الذي سيعقد عبر تقنية الفيديوكونفرانس.



اللجنة الشرقية


وتضم اللجنة الشرقية للاقتصاد الألماني، عدة شركات ومصانع كبيرة ومستثمرين مثل شركات "سيمنز"، و"فولكسفاجن"،" و"إليانز" وغيرهم، وتنظم اجتماعات مع 29 دولة شريكة لها.ويترأس اللجنة أوليفر هيرميس، رئيس مجموعة فيلو، التي تعمل في مجال الهندسة الميكانيكية، وعادة هو من يدير الاجتماع مع بوتين.وتعتقد اللجنة أن الحوار يجب أن يستمر حتى في الأوقات الصعبة، ولم تعلم اللجنة بأي طلب من الحكومة بعدم المشاركة في مثل هذا الاجتماع كما حدث مؤخرًا في اجتماع بوتين مع الشركات الإيطالية.

وكان الاجتماع الأخير للجنة مع بوتين قد عقد في سوتشي ديسمبر 2019، حيث شدد في ذلك الوقت، مرارًا وتكرارًا، على مدى أهمية ألمانيا كشريك تجاري لروسيا، وقال "نقدر براغماتية الاقتصاد الألماني".

ويشعر رجال الاقتصاد الألماني بالقلق بشأن مستقبل خط أنابيب الغاز الطبيعي (نورد ستريم 2) في ظل الوضع السياسي المتوتر، بما في ذلك الأعمال العدائية المحتملة والعقوبات اللاحقة.

وأكد متحدث من شركة فولكس فاجن ومقرها فولفسبورج لصحيفة "هاندلسبلات" أن الشركة تخطط للمشاركة في الاجتماع، وقال إن "فولكس فاجن تلقت دعوة من لجنة العلاقات الاقتصادية للمشاركة في الحوار الاقتصادي مع ممثلي الحكومة الروسية". وتابع المتحدث أنه شريطة ألا يتدهور الوضع الجيوسياسي أكثر، فإن "المشاركة مخططة وقائمة".

وتدير فولكس فاجن مصنعا للسيارات تابع لها يعمل فيه حوالي 4 آلاف موظف بالقرب من موسكو، حيث يتم تصنيع نماذج ومحركات مختلفة من فولكس فاجن وسكودا، بالإضافة إلى مشروع مشترك مع شركة روسية شرق العاصمة موسكو.

وتشعر شركات مثل مترو بالقلق بشأن استثماراتها في سادس أكبر اقتصاد في العالم، من خلال القوة الشرائية، حيث أنه وفقًا لـلبنك المركزي الألماني، فقد استثمرت الشركات الألمانية أكثر من 24 مليار يورو في روسيا، وتوظيف حوالي 280 ألف شخص هناك.

القائمة المحظورة للتصدير

وفي نهاية عام 2020، وفقًا لمعلومات رسمية من مصلحة الضرائب الروسية، تم تسجيل 3971 شركة ومكاتب تمثيلية برأسمال ألماني في روسيا، بانخفاض ملحوظ، حيث كان كان لدى روسيا 6300 شركة ألمانية في عام 2011.والسبب في ذلك الانخفاض، هو العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد الأوروبي بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، فمنذ ذلك الحين، تم إدراج سلع مثل المعدات التقنية التي يمكن استخدامها في المهام العسكرية، على القائمة المحظورة للتصدير إلى روسيا، والأمر نفسه ينطبق على معدات استخراج النفط.وفي الآونة الأخيرة كانت هناك أيضًا بعض المشاكل الألمانية الروسية، منها أن الشركات الأجنبية في روسيا منزعجة من المطلب الجديد الذي يقضي بضرورة قيام مديريها وموظفيها الأجانب بتقديم تقارير منتظمة عن اختبارات الدم والأشعة السينية والفحوصات النفسية، وأوضح العديد من غرف التجارة الأجنبية في روسيا أن هذا يجعل العثور على كبار المديرين لروسيا أكثر صعوبة بشكل كبير.وهناك اتفاق كبير بين الحكومة الروسية وقطاع الأعمال الألماني، فكلاهما يرفض العقوبات الغربية، وخاصة أن روسيا هي الشريك التجاري الرابع عشر لألمانيا.

الاجتماع الإيطالي

وكان بوتين قد طالب خلال اجتماع بالفيديو الأربعاء الماضي، مع الشركات الإيطالية، بالمزيد من التعاون مع بلاده، بينما انتقدت الحكومة الإيطالية بشدة هذا الاجتماع، وبرغم ذلك شارك فيه الكثير من رؤساء الشركات الإيطالية، مثل شركات تصنيع الإطارات، وشركات المعكرونة وعدد من المؤسسات المالية الإيطالية.

وأجرى بوتين مكالمة لمدة ساعتين ونصف الساعة، مع كبار رجال الأعمال الإيطاليين يوم الأربعاء، لمناقشة آفاق الاستثمار في روسيا، وطلبت الحكومة الإيطالية من المسؤولين التنفيذيين عدم الحضور بسبب التوترات السياسية، وفقًا لمسؤول إيطالي طلب عدم الكشف عن هويته.

وفي الاجتماع، حث بوتين القادة بشكل خاص على ضمان أن الروس الذين تم تطعيمهم بلقاح "سوبتنيك" يمكنهم دخول الاتحاد الأوروبي دون مشاكل.