الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

«كماشة» روسية من 3 جبهات لمحاصرة أوكرانيا

«كماشة» روسية من 3 جبهات لمحاصرة أوكرانيا

صور الأقمار الصناعية تظهر الحشزد العسكرية الروسية قرب الأراضي الأوكرانية- صورة من (epa)

يتصاعد قرع طبول الحرب، بشأن الأزمة الروسية- الأوكرانية، وسط حديث غربي عن أنه تلوح في الأفق بوادر التحركات العسكرية، والغزو الروسي الوشيك على الأراضي الأوكرانية، لدرجة أن الحديث الآن ليس عن إمكانية وقوع الغزو من عدمه، بل عن قاعدة انطلاق القوات الروسية لغزو أوكرانيا؟

3 جبهات

وإذا كان من المألوف في المعارك العسكرية، أن يكون هناك منطقة تمركز عسكري رئيسية، تنطلق منها القوات التي تبدأ الهجوم، فإن روسيا لجأت إلى شكل مختلف، يشتت الانتباه، من خلال تواجد حشود قواتها العسكرية في 3 جبهات تحاصر أوكرانيا.



حيث نشرت شبكة (CNN) الاخبارية الأمريكية، تقريرا موسعا، حول الأماكن التي يمكن أن يبدأ منها الغزو الروسي لأوكرانيا، موضحة أن القوات الروسية تحاصر أوكرانيا في «كماشة» من 3 جبهات، الأولى هي الوجود العسكري الروسي في الجنوب في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014. والثانية هي منطقة تمركز القوات الروسية داخل أراضيها على الحدود المتاخمة لأوكرانيا، والتي يوجد بها حوالي 100 ألف جندي، وفقا للتقديرات الغربية.


أما الجبهة الثالثة، فهي الجبهة الشمالية، من خلال الوجود العسكري الروسي في بيلاروسيا، بذريعة المشاركة في تدريبات عسكرية مع بيلاروسيا.

جبهة شرق أوكرانيا

وأوضح التقرير أن التركيز انصب في البداية على منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين، والتي تشهد الصراع بين الانفصاليين المدعومين من روسيا، وما بين القوات الأوكرانية، وذلك منذ عام 2014.

وأوضح المراقبون أن موسكو يمكن أن تعزز القوة العسكرية التي تمتلكها بالفعل في المنطقة، مما يجعل شرق أوكرانيا أسهل موقع يمكن من خلاله شن الغزو.

وتضمن التقرير صورا للأقمار الصناعية، توضح أن قاعدة كبيرة في بلدة «ييلنيا» الروسية، والتي كانت تحتوي على تمركزات لمئات الدبابات والعربات والمدفعية والمدرعات الروسية الأخرى وقاذفات صواريخ باليستية، منذ نوفمبر الماضي، ويبدو أن المعدات قد تم نقلها بالقرب من الحدود في الأيام الأخيرة.

ولفت التقرير إلى رصد النشاط الروسي العسكري المتزايد في منطقتي كورسك وبيلغورود، المتاخمتين لشمال شرق أوكرانيا، كما حذر الخبير في تتبع التحركات العسكرية في شركة "Rochan Consulting«، كونراد موزيكا قائلا»نشهد تدفقاً هائلاً للمركبات والأفراد في كورسك".

كما قال فيليب كاربر من مؤسسة بوتوماك (منظمة بحثية مستقلة غير هادفة للربح في واشنطن وتركز على دول أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي السابق)، والذي درس أيضا تحركات القوات الروسية بالتفصيل، «أقوى تشكيل هجومي روسي هو جيش دبابات الحرس الأول، والذي يتمركز عادةً في منطقة العاصمة موسكو، قد تحرك جنوبا مسافة حوالي 400 كيلومتر، ويتمركزون في المنطقة المثالية لشن هجوم مدرع سريع على الطريق بين كورسك والعاصمة الأوكرانية كييف».

جبهة بيلاروسيا

وأوضح التقرير أن المخاوف تزايدت بشأن حشد كبير للقوات الروسية في بيلاروسيا، المتحالفة مع موسكو، والتي يمكن أن تكون معبرا لغزو القوات الروسية للأراضي الأوكرانية.

فقد بدأت روسيا وبيلاروسيا، يوم الخميس الماضي، إجراء مناورات عسكرية مشتركة لمدة عشرة أيام، تثير المخاوف، بسبب حجم القوات الضخمة المشاركة فيها، وكذلك توقيت تلك المناورات.

وأشار التقرير إلى أنه من المعتقد أن انتشار القوات الروسية في بيلاروسيا هو الأكبر هناك منذ الحرب الباردة، وسط تقديرات أن الأعداد حوالي 30 ألف جندي، بالإضافة إلى القوات الخاصة الروسية المعروفة «سبيتسناز» وهي قوات النخبة القتالية، بخلاف الطائرات المقاتل،ة بما في ذلك مقاتلات سوخوي -35 الحديثة، وأيضا صواريخ «إسكندر»، وأنظمة الدفاع الجوي "S-400«، بحسب ما أعلنه الأمين العام لحلف»الناتو"، ينس ستولتنبرغ في 3 فبراير الجاري.

وتعد تلك التدريبات المعروفة باسم «قرار الحلفاء 2022»، هي أكبر تدريب تجريه القوات المسلحة في بيلاروسيا، حسبما قال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، وتقول وزارة الدفاع الروسية، أن الغرض من تلك التدريبات، هو صد «العدوان الخارجي».

واعتبر التقرير أن الحشود العسكرية الروسية قد تكون بمثابة خطة روسية للانطلاق لغزو كييف، من الشمال، ونقل التقرير عن دبلوماسي أوروبي قوله في وقت سابق من فبراير الجاري إن حشد القوات هناك يمثل «مصدر قلق كبير».

شبه جزيرة القرم

وأكد التقرير أن شبه جزيرة القرم قد توفر نقطة انطلاق، لأي عملية غزو جديدة، للأراضي الأوكرانية.وأوضحت صور الأقمار الصناعية، وجود انتشار كبير للقوات والآليات الروسية، وسط تقديرات تظهر أن هناك أكثر من 550 خيمة عسكرية، بخلاف مئات المركبات التي وصلت إلى شمال سيمفيروبول، عاصمة القرم.كما أظهرت الصور أيضا وجود انتشار جديد لأول مرة، يوم الخميس الماضي، قرب بلدة سلافني على الساحل الشمالي الغربي لشبه جزيرة القرم، بما في ذلك المركبات المدرعة، وفي نفس اليوم وصلت أيضا عدة سفن حربية روسية إلى سيفاستوبول، الميناء الرئيسي لشبه جزيرة القرم، ونشرت وزارة الدفاع الروسية، صورا لوجود 6 سفن إنزال برمائية كبيرة في الميناء.