الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

«ساعة الصفر».. تطورات الأزمة الروسية- الأوكرانية

«ساعة الصفر».. تطورات الأزمة الروسية- الأوكرانية

دبابة روسية خلال المشاركة في مناورات عسكرية على الحدود الاوكرانية. ( رويترز)

سيناريوهات أمريكية: الهجوم يبدأ بضربات صاروخية وقصف مكثف يليه اقتحام بري

أوكرانيا تبقي مجالها الجوي مفتوحاً وبرلين تصعّد لهجتها حيال موسكو

ألمانيا: الصراع الراهن تهديد خطير جداً للسلام في أوروبا

تصدرت الأزمة الروسية- الأوكرانية مجدداً في ظل تواتر معلومات استخباراتية عن تحديد موسكو «ساعة الصفر» لاجتياح الأراضي الأوكرانية، وقال مسؤولون أمريكيون كبار إن الروس قد يهاجمون أوكرانيا «في أي وقت»، وذلك غداة اتصال هاتفي بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين لم تنتج منه بوادر «تفاؤل» بحسب قولهم.

وقال الناطق باسم البنتاغون جون كيربي لشبكة «فوكس» إن الاتصال الهاتفي بين الرئيسين «لم يظهر بالتأكيد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح» مضيفاً «ليس هناك أي مؤشر إلى أن لدى بوتين النية لتهدئة التوتر». وأضاف: «نعتقد أن عملاً عسكرياً كبيراً يمكن أن يحصل في أي وقت». فيما قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان لشبكة «سي إن إن» إنه «منذ عشرة أيام، لاحظنا تسارعاً في تعزيزات القوات الروسية وتموضعها أكثر قرب الحدود، ويمكن أن يحصل عمل عسكري في وقت سريع جداً». وأضاف أن الهجوم «يمكن أن يحدث هذا الأسبوع» قائلاً: «من المرجح أن يبدأ بضربات صاروخية وقصف مكثف» تليه «تحركات للقوات البرية».

وتابع سوليفان: «ما زال من الممكن أن يختار فلاديمير بوتين الطريق الدبلوماسي»، لكنه أضاف «أنا لا أقرأ أفكاره».

ورداً على سؤال حول التحفظات التي عبر عنها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي اعتبر أن التحذيرات من غزو روسي «تثير الهلع»، قال إن واشنطن قررت مشاركة تحليلاتها علناً «لمنع روسيا من مباغتة أوكرانيا والعالم».

رفض تحديد الموعد

في السياق، قال مسؤولان أمريكيان كبيران إنه ليسا بوسعهما تأكيد تقارير بأن المخابرات الأمريكية تشير إلى أن روسيا تخطط لغزو أوكرانيا الأربعاء المقبل، لكنهما كررا تحذيرات للأمريكيين بمغادرة أوكرانيا على وجه السرعة.. فقد كرر جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي القول إن غزواً روسياً لأوكرانيا قد يحدث في أي يوم وإن الولايات المتحدة ستحاول حرمان موسكو من القدرة على شن عملية مباغتة لشن هجوم.. وقال سوليفان، رداً على سؤال عن احتمال حدوث الغزو الأربعاء: «لا يمكننا التنبؤ باليوم بدقة لكننا نقول الآن ومنذ بعض الوقت إننا نترقب ويمكن أن يبدأ غزو، يمكن أن يبدأ عمل عسكري كبير، من جانب روسيا في أوكرانيا في أي يوم الآن. يشمل ذلك الأسبوع القادم قبل نهاية الأولمبياد». ورفض جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع اليوم أيضاً تأكيد التقارير التي تتحدث يوم محدد للغزو، مؤكداً: «لست في وضع يسمح لي بتأكيد تلك التقارير». وأوضح كيربي أيضاً أن عملاً عسكرياً روسياً قد يحدث في أي يوم.. وتابع «ومجدداً، تأتي هذه التقييمات من مجموعة متنوعة من المصادر.. وليس فقط من داخل المخابرات لكن أيضاً ما نراه على مرأى من الجميع. فهناك قوات يزيد قوامها على 100 ألف جندي تواصل اصطفافها الآن على حدود أوكرانيا».

تحذيرات بريطانية

قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن في هذه الأزمة «شيئاً من رائحة ميونيخ في الأجواء»، في إشارة إلى الاتفاق الذي أبرم عام 1938 مع ألمانيا النازية الذي فشل في تجنب الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي أثار استياء أوكرانيا، حيث انتقد سفيرها في لندن فاديم بريستايكو استخدام هذه التعابير، معتبراً أن «الوقت ليس مناسباً لإهانة شركائنا في العالم» في ظل «حالة من الهلع في كل مكان، ليس في أذهان الناس فحسب بل في الأسواق المالية أيضاً».

كما حذر المسؤولون الألمان من الخطر الوشيك وصعدوا من لهجتهم إزاء روسيا.. واعتبر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بعد انتخابه لولاية ثانية أن موسكو تتحمل «مسؤولية» خطر «الحرب» في أوروبا.. وفي وقت سابق، اعتبر مصدر في الحكومة الألمانية لم يشأ كشف هويته أن الوضع «حرج» و«خطير جداً».. وحذر المستشار الألماني أولاف شولتس قبل زيارة الإثنين لكييف ثم الثلاثاء لموسكو، من أن الغرب سيفرض عقوبات «فوراً» على روسيا إذا اجتاحت أوكرانيا.

الإبقاء على المجال الجوي

ومن جهتها تعهدت أوكرانيا بإبقاء مجالها الجوي مفتوحاً رغم مخاوف الغربيين من مخاطر اجتياح روسي، فيما صعدت ألمانيا لهجتها حيال موسكو، معتبرة أن الوضع «حرج». وقالت وزارة البنى التحتية في بيان نشرته على صفحتها على فيسبوك: «يبقى المجال الجوي فوق أوكرانيا مفتوحاً، في حين تعمل السلطات على درء المخاطر عن شركات الطيران».

كما نصحت أوكرانيا شركات الطيران بتجنب التحليق فوق البحر الأسود اعتباراً من الاثنين وحتى يوم السبت بسبب المناورات البحرية الروسية التي ستجرى هناك.