الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

إسبانيا تحت صدمة أسوأ مأساة صيد في 40 عاماً

إسبانيا تحت صدمة أسوأ مأساة صيد في 40 عاماً

«لا أحد جاهز عاطفياً لتلقّي مثل هذه الأنباء الصادمة». (أ ف ب)

أعلنت كندا الأربعاء إنهاء عملية البحث عن ناجين من حادث غرق سفينة صيد إسبانية قبالة السواحل الشرقية للبلاد، حيث تم انتشال 3 أشخاص أحياء فقط من طاقم السفينة المكون من 24 شخصاً.

ووصف وزير الزراعة والصيد الإسباني لويس بلاناس الحادثة بأنها «أكبر مأساة تصيب قطاع الصيد في السنوات الـ38 الماضية»، في إشارة إلى غرق مركب الصيد إيسلامار-3 قبالة جزر الكناري في يوليو 1984 الذي أودى بحياة 26 شخصاً.

وكان رجال الإنقاذ يبحثون عن 12 ناجياً محتملاً بعد أن تأكد مصرع 9 أشخاص وانتشال 3 آخرين من المحيط الأطلسي وسط أحوال جوية سيئة.

وصرح بريان أوينز من مركز تنسيق الإنقاذ المشترك في مدينة هاليفاكس الساحلية بكندا لوكالة فرانس برس بأنه «تم تعليق البحث عن الصيادين الـ12 المفقودين الذين كانوا على متن السفينة فيّا دي بيتانكسو».

وقال إنه تم إنهاء المهمة بعد بحث «منهك» استمر أكثر من 36 ساعة وغطى 900 ميل بحري (3,080 كيلومتراً مربعاً بحرياً).

وقال ألبرتو نونيز فيخو، كبير مسؤولي منطقة غاليسيا مقر سفينة الصيد «مرة أخرى تلقّى أهالي البحر ضربة قاصمة»، معلناً الحداد 3 أيام تكريماً للضحايا. وأضاف: «غاليسيا أسرة كبيرة وعندما تتعرض أي أسرة لحدث مأسوي، فإنها تتحد في الحزن طلباً للعزاء».

وفي مدريد وقف النواب دقيقة صمت في البرلمان من أجل الضحايا والمفقودين عقب غرق سفينة الصيد على بُعد 250 ميلاً بحرياً (463 كم) شرق نيوفاوندلاند، في كارثة لم ينج منها سوى 3 أشخاص فقط.

وكان الطاقم مؤلّفاً من 24 شخصاً، هم 16 إسبانياً و5 بيروفيين و3 غانيين.

وقال بلاناس: «هذه المهنة ليست صعبة جداً فحسب، بل أيضاً بغاية الخطورة». وأوضح أنّ 8 سفن، من بينها مراكب صيد إسبانية وبرتغالية، انضمت إلى جهود البحث عن ناجين من غرق السفينة «فيّا دي بيتانكسو» البالغ طولها 50 متراً، بعد أن وجهت نداء استغاثة يوم الثلاثاء عند الساعة 04:24 بتوقيت غرينتش.

وبحلول صباح الأربعاء، تضاءلت الآمال في العثور على ناجين من بين المفقودين الـ11. وقال اللفتنانت في الجيش الكندي نيكولا بلورد فلوري في رسالة إلكترونية لوكالة فرانس برس «من غير المرجح العثور على مزيد من الناجين».

وقال فيخو: «نتحدث عن عملية إنقاذ.. في أحوال بحر بغاية الصعوبة، مع درجات حرارة مياه لا تسمح لمن يقع فيها بالصمود لفترة طويلة».

وكتب جهاز الإنقاذ البحري الإسباني أنّ عناصر فرق الإنقاذ خاضوا معركة مع «أمواج عاتية بارتفاع 6 إلى 7 أمتار» كانت «تعقّد عملية البحث وتصعّب الرؤية». ولم تتّضح بعد أسباب غرق المركب.

ومن بين الناجين قبطان السفينة خوان بادين كوستا وابن شقيقه إدواردو ريال بادين، الذي عبّرت والدته عن الارتياح في تصريحات للتلفزيون الإسباني العام. وقالت غلوريا بادين كوستا «أشعر بالارتياح لأنه على قيد الحياة، أشكر الله، لكني حزينة لأن ليس بالإمكان قول الشيء نفسه لكثير من زملائه».

ولم تنشر حتى الآن معلومات عن الضحايا أو المفقودين.

وقال رئيس تعاونية أصحاب السفن في مدينة فيغو بشمال غرب إسبانيا، خافيير توزا، لمحطة أنتينا-3 التلفزيونية «رغم أننا قد لا نتمكن من العثور على ناجين، من المهمّ جداً للعائلات أن تتسلّم الجثث».

وفي غاليسيا، كانت عائلات أفراد الطاقم تترقب بفارغ الصبر الأنباء عن أبنائها. وقال كارلوس أوردونيز الذي كان ابنه شقيقه وليام أريفالو من بين أفراد الطاقم لصحيفة «لافوز دي غاليسيا»: «نريد أن نعرف ما إذا كان ميتاً أو على قيد الحياة». وأضاف: «ندرك ما يحدث لدى الوقوع في مياه كتلك المحيطة بنيوفاوندلاند. النجاة مسألة دقائق».

وعثر مركب صيد إسباني على الناجين على متن زورق نجاة بعد 5 ساعات على إرسال فيا دي بيتانكسو نداء استغاثة. وكانوا يعانون من انخفاض في حرارة الجسم وأنقذتهم مروحية كندية. وقال فيخو رئيس منطقة غاليسيا «لا أحد جاهز عاطفياً لتلقّي مثل هذه الأنباء الصادمة»، واعداً «بتكريم الذين فقدوا حياتهم في البحر».