الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

غياب بوتين.. الغرب يتحدث إلى الغرب في «ميونيخ للأمن»

غياب بوتين.. الغرب يتحدث إلى الغرب في  «ميونيخ للأمن»

وصف موقع «تي أونلاين» الألماني مؤتمر ميونيخ بأنه في دائرة الضوء حالياً، خاصة أن البطل الرئيسي للأحداث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يغيب عنه هذا العام. وتطرق التقرير لظهوره في المؤتمر خاصة 2007 لكونه أحدث ضجة وقتها بخطابه العدواني، واتهم الولايات المتحدة بـ«الهيمنة على العالم الاحتكاري» وانتقد توسع الناتو باتجاه الشرق. وكان خطابه وقتها أشبه بالصدمة، حيث انتقد بقوة ما أسماه التوسع غير المنضبط للتحالف الغربي إلى حدود روسيا. واتهم الولايات المتحدة بتشكيل مركز قوة يعمل بلا رقابة. وأشار التقرير إلى أن روسيا، من بين جميع الشعوب، ليست ممثلة في الدورة الثامنة والخمسين لأهم منتدى للسياسة الأمنية في العالم اليوم، وأن بوتين يفضل أن يستقبل في موسكو الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي يجري مع جنوده مناورات عسكرية مشتركة على الحدود الأوكرانية، والذي هدد لتوه الغرب بنشر أسلحة نووية.

مجرد تصريحات

من جهته، أكد موقع «تاغس شاو» أن المؤتمر يتحدث فيه الغرب مع نفسه فقط، وأن شعاره لهذا العام من المفترض أن يكون «الحديث عن روسيا، ولكن ليس مع روسيا» لأنه لأول مرة منذ أكثر من 30 عاماً، لم ترسل موسكو وفداً رسمياً. وقال التقرير أن الغرب يظهر في المؤتمر وكأنه معني فقط بـأوكرانيا، رغم أن الوضع الأمني في أوروبا حالياً يعتبر حرجاً بصورة لم تكن موجودة منذ عقود. وأنه في السنوات الأخيرة، كان وزير الخارجية الروسي «سيرجي لافروف» أحد الضيوف الأكثر ولاءً لرئيس المؤتمر «فولفغانغ إيشينغر». وأنه صحيح أن لافروف لا يزال يؤكد يومياً على استعداده للتحدث مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إلا أن الأمر لا يتعدى مجرد التصريحات.



وتطرق التقرير إلى أن الأزمة الروسية الأوكرانية تخفي تحتها المؤتمر وفعاليته الأخرى بصورة كبيرة، وتذهب موضوعات هامة سيتم مناقشتها أيضاً في أيامه الثلاثة في مراتب متأخرة للغاية وبعيداً عن الضوء، ومنها قضايا كبيرة وخطيرة مثل تغير المناخ والرقمنة وتنافس النظم بين الديمقراطية والاستبداد. بالإضافة إلى ذلك، سيتفق وزراء خارجية القوى الاقتصادية الكبرى على كيفية المضي قدماً، وخاصة أن ألمانيا تترأس مجموعة السبعة (G7) التي تضم أيضاً الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا واليابان.


بينما أكد تقرير لصحيفة «دي تسايت» أنه إن لم يتمكن مؤتمر ميونيخ للأمن من تحقيق تقدم في الصراع مع روسيا، فإنه على الأقل سيساهم كفرصة في أن يصبح الموقف الألماني أكثر وضوحاً تحت قيادة المستشار أولاف شولتس، الذي طالما اتهم في الأسابيع القليلة الماضية بالسلبية وإغفال نقاط حاسمة فيما يتعلق بالخطوات المحتملة في التعامل مع روسيا.

درس بوتين

من جهته تناول تقرير بصحيفة «تاغس شبيغل» أن المؤتمر عليه أن يستغل الدرس الذي يرسله بوتين للعالم وهو أن القوة العسكرية لا تزال مهمة، وأيضاً تأمين إمدادات الطاقة، وأنه على فعاليات المؤتمر تناول تلك النقطتين بوضوح وحسم تام، وخاصة أن فلاديمير بوتين يعيد الجدل الدولي حول فهم أوسع للأمن إلى حقبة بعيدة من الزمن. وخاصة أنه مؤخراً سادت البصيرة على أنه لا يمكن أن يكون هناك أمن شامل إلا إذا شمل جوانب المناخ والصحة وتحركات اللاجئين والاقتصاد والشؤون الاجتماعية.

وهذه الطريقة الجديدة في التفكير قد غيرت أيضاً مؤتمر ميونيخ للأمن بمرور الوقت. وأصبح الاجتماع السنوي لوزراء الدفاع والخبراء العسكريين مفتوح أمام نشطاء الحقوق المدنية وعلماء البيئة ورجال الأعمال، إلا أن بوتين ينادي من بعيد لهم وكأنه يقول: «إنه الجيش أيها الغبي».

وأشار التقرير إلى أن إنفاق الأموال على كل هذه الجوانب ضروري للغاية بالطبع، لكن لا يمكن إهمال الحديث عن الدفاع والقوة العسكرية بمفهومها التقليدي القديم. وأنه من المشجع أن ألمانيا وأوروبا تستعيدان اتجاهاتهما تدريجياً في هذا العالم الجديد القبيح حيث يشهد الجيش نهضة ضرورية لا مفر منها. وأنه لا بد للمؤتمر أن يدرك المعايير الجديدة لسياسة الأمن، وخاصة أن الأحداث في العالم تتغير بشكل جذري.