السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

عمالقة التكنولوجيا بين معارضة الحرب والإجراءات الروسية

عمالقة التكنولوجيا بين معارضة الحرب والإجراءات الروسية

بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية تجد الشركات التكنولوجية العملاقة نفسها في موقف يجبرها على اختيار واضح لأحد الطرفين، إذ تبدو مجموعات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة عالقة بين مطرقة الدعوات إلى معارضة الحرب وسندان إجراءات محتملة من قبل الكرملين.

بين القوة والربح!

تتمتع شبكات التواصل الاجتماعي الكبرى مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب بقوة كبيرة بسبب انتشارها العالمي وهيمنتها في كل مكان، لكن هذه المجموعات الخاصة هي أيضاً شركات تسعى إلى الربح ويمكن أن تواجه مشاكل بسبب موقف حاد.

في هذا الصدد، حثت كييف الشركات الكبرى، من «آبل» إلى محرك البحث «غوغل» إلى «نتفليكس»، على قطع علاقاتها مع روسيا، في الوقت نفسه، تم الحد من خدمة «فيسبوك» لرفضه الامتثال لمطالب الكرملين.

محاصرة أرباح الشركات الروسية على يوتيوب وتويتر

أعلنت تويتر أنه فرضت عليها غرامات وأُبطئت خدمتها بعد أوامر من موسكو بإزالة محتويات محددة.

وكتبت رئيسة مركز تحليل السياسة الأوروبية إلينا يولياكوفا، على موقع تويتر «قدمت الشركات الغربية مساحة على الإنترنت للروس للحصول على معلومات حول الفظائع التي ترتكبها حكومتهم في أوكرانيا». وأضافت أن "الكرملين يتصرف بحزم لإخفاء الحقيقة".

وقامت بعض المجموعات مثل ميتا ويوتيوب بتعليق موقع يوتيوب بالحد من قدرة وسائل الإعلام الروسية على كسب المال على منصاته.

وقال متحدث باسم الشركة لوكالة فرانس برس "نعلق قدرة عدد من القنوات على تحقيق الدخل على موقع يوتيوب، بما في ذلك عدة قنوات روسية مرتبطة بالعقوبات الأخيرة".

كما أعلن موقع يوتيوب أنه تم فرض قيود على الوصول إلى قناة «آر تي» (روسيا اليوم) وقنوات روسية أخرى في أوكرانيا، "بطلب من الحكومة".

وكتب وزير القطاع الرقمي الأوكراني ميخايلو فيدوروف في رسالة نُشرت على تويتر الجمعة "أتوسل إليكم (...) الكف عن تقديم خدمات ومنتجات آبل+ إلى الاتحاد الروسي، بما في ذلك منع الوصول إلى المتجر".

وفي اليوم السابق، قال تيم كوك إنه «قلق جدا بشأن الوضع في أوكرانيا»، ووعد بأن الشركة ستدعم الجهود الإنسانية المحلية.

استعمار المريخ.. وأوكرانيا

تدخل نائب رئيس الوزراء الأوكراني بنفسه لدى إيلون ماسك السبت وطالبه بتزويد أوكرانيا بمحطات «ستارلينك» على الإنترنت.

وقال مخاطباً الملياردير «بينما تحاول استعمار المريخ، تحاول روسيا احتلال أوكرانيا!»، ورد إيلون ماسك السبت بأن القمر الصناعي «ستارلينك» الذي تم إطلاقه قبل يوم في مكانه والمحطات الأرضية في طريقها إلى أوكرانيا.

وكتب السيناتور الأمريكي مارك وارنر الجمعة رسالة إلى ساندر بيجيه الرئيس التنفيذي «لألفا بيت» الشركة الأم لغوغل أن "منصاتك ما زالت ناقلة رئيسية للجهات الفاعلة -بما في ذلك، خصوصا تلك التابعة للحكومة الروسية- ليس فقط لنشر معلومات مضللة، ولكن للاستفادة منها".

واتهم وارنر -الذي أرسل أيضاً رسائل إلى ميتا وريديت وتلغرام وتيك توك وتويتر-، يوتيوب «بمواصلة» تحقيق الدخل من المحتوى من الجهات الفاعلة البارزة (...) المرتبطة علناً بحملات التأثير الروسية".

الشركات العملاقة.. وحرية التعبير

وتؤكد مجموعات التكنولوجيا هذه أنها مدافعة عن حرية التعبير والقيم الديموقراطية، لكنها تواجه انتقادات في الغرب لجنيها أرباحاً بالمليارات من عائدات الإعلانات من المنصات التي يمكن أن تؤثر سلباً على المستخدمين.

وتأتي الحرب في وقت خسر فيه فيسبوك رائد هذه الشبكات، عدداً من مستخدميه للمرة الأولى في تاريخه وعانى انخفاضاً تاريخياً في قيمته في سوق الأسهم.

لكن نظراً لخطورة الوضع في أوكرانيا، يؤكد الخبراء دعمهم لموقف مبدئي من مجموعات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة.

وقال أليكس ستاموس المسؤول الأمني السابق في فيسبوك، في تغريدة على تويتر "اتخاذ الشركات الأمريكية موقفاً مع طرف ما في النزاعات الجيوسياسية مبرر وينبغي أن يكون هذا اختياراً سهلاً".