الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

«أعذار أوباما وترامب»..لماذا تجاهلت أمريكا والغرب تسليح أوكرانيا؟

«أعذار أوباما وترامب»..لماذا تجاهلت أمريكا والغرب تسليح أوكرانيا؟

صواريخ جافلين

التسارع الغربي بتقديم الأسلحة إلى أوكرانيا يصطدم بمشاكل لوجستية

أمريكا والغرب كانوا يماطلون في تسليح أوكرانيا خلال السنوات الماضية

نواب يتهمون بايدن بـ«المهادنة».. وترامب: الهجوم الروسي ما كان ليقع لو كنت في البيت الأبيض


تسارع الولايات المتحدة، والدول الغربية، لتقدم الأسلحة والذخائر إلى أوكرانيا، خلال الأزمة الحالية، في مشهد يعكس رغبة واشنطن وحلفائها في مساعدة كييف في مواجهة روسيا، إلا أن الغريب في الأمر أن أمريكا والغرب، تجاهلت على مدار سنوات، مطالب كييف المتكررة بالحصول على أسلحة.


احتياجات أوكرانيا

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن أوكرانيا دأبت على مطالبة أمريكا والغرب بتقديم السلاح لها، وخلال الأيام الأخيرة، طلبت كميات إضافية من صواريخ جافلين (Javelin) القوية المضادة للدبابات، وكذلك صواريخ ستينغر (Stinger) القوية المضادة للطائرات، وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف للغرب، الأسبوع الماضي، «الكرملين تجاوز كل الحدود وكل الخطوط الحمراء.. لن يتوقف الأمر إذا لم نوقفه».

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، قدم نحو مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، على مدار العام الماضي، بما في ذلك 350 مليون دولار من الأسلحة، مثل الصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ المضادة للطائرات، بخلاف 200 مليون دولار للسحب من مخازن الأسلحة الأمريكية التي تمت الموافقة عليها في شهر ديسمبر الماضي.

ويقول مسؤولون إن الحزمة الجديدة من المساعدات الأمريكية تشمل المزيد من صواريخ جافلين، بينما من المرجح أن ينتظر إرسال صواريخ ستينغر لفترة أخرى.

مساعدات غربية

وسارعت الدول الغربية مؤخرا بتقديم أسلحة إلى أوكرانيا، فقد قالت ألمانيا، إنها سترسل ألف سلاح مضاد للدبابات و500 صاروخ ستينغر إلى أوكرانيا وسترفع القيود المفروضة على الدول الأخرى التي استوردت منها أسلحة، مما سمح لهولندا بالتعهد بتقديم صواريخ ألمانية مضادة للدبابات والدفاع الجوي.

أما فرنسا وبريطانيا، فقد أرسلتا مساعدات عسكرية، وكذلك دول أصغر في حلف شمال الأطلنطي «الناتو»، مثل بلجيكا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا، بل إن السويد المعروفة بسياستها المحايدة، قالت إنها بصدد شحن معدات دفاعية وإمدادات أخرى إلى أوكرانيا، وقالت فنلندا إنها تدرس فعل نفس الخطوة.

عقبات توصيل الأسلحة لأوكرانيا

ويصطدم التسارع الغربي بتقديم الأسلحة إلى أوكرانيا، بمشاكل لوجستية، تتمثل في الأوضاع القتالية في أوكرانيا، وعدم السيطرة على الأجواء الأوكرانية، مما يجعل من الصعب توصيل الأسلحة جوا، حسبما أوضح مصدر عسكري أمريكي بارز.

وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، قال لأعضاء مجلس النواب مساء الخميس، إن الإدارة الأمريكية تبحث عن طرق لتسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، وتدرس تدريب القوات الأوكرانية في بلد آخر.

ولفتت الصحيفة إلى أن وزير الدفاع الأوكراني قد أشار إلى طريقة لإدخال المساعدات العسكرية الغربية لبلاده، قائلا «يمكنكم تسليمها إلى بولندا، ومن هناك، سنقوم بنقلها برا».

بطء تقديم المساعدات العسكرية

وبينما يسارع الغرب حاليا لتقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، فإن الملفت أن أمريكا والغرب، كانوا يماطلون في ذلك خلال السنوات الماضية، وأوضح التقرير أن رد إدارة بايدن كان بطيئا تجاه عمليات الانتشار الروسية السابقة في شهر أبريل الماضي، قبل أن ينتقل الروس إلى دخول أوكرانيا.

فقد وجه نواب جمهوريون اتهامات لبايدن بـ«المهادنة»، في محاولة تأمين حل دبلوماسي للأزمة، وقالوا إن روسيا ما كانت لتجرؤ على دخول أوكرانيا، لو لم يظهر بايدن ضعفه بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، كما أن الرئيس السابق دونالد ترامب، أكد أن الهجوم الروسي ما كان ليقع أبدا لو كان في البيت الأبيض.

وأكد التقرير أن اهتمام الولايات المتحدة بأوكرانيا كان أمرا فرعيا في العلاقات الأمريكية- الروسية، وظهر ذلك بوضوح في عام 2014، مع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وفرضت سيطرتها على المناطق الانفصالية في جنوب شرق أوكرانيا، خلال الفوضى التي أعقبت استقالة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا، وفراره إلى موسكو.

بين أوباما وترامب

وأوضحت الصحيفة أنه بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، خاضت القوات الأوكرانية سلسلة من المعارك ضد المتمردين الانفصاليين المدعومين من روسيا في محاولة لاستعادة الأراضي التي تم الاستيلاء عليها، واكتفى الغرب بفرض عقوبات على روسيا ورفض الاعتراف بضم القرم، وتجاهل الغرب طلب رئيس أوكرانيا آنذاك بترو بوروشينكو، الحصول على مساعدة عسكرية أمريكية، بداية من مقاتلات (F-16) و صواريخ جالفين، ونهاية بالخوذ العسكرية والبطانيات، وذلك في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وفي ذلك الوقت، كانت هناك حساسية عالية في البيت الأبيض، لتجنب صراع قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، ولذا دعا بعض كبار مساعدي أوباما في البداية إلى أخذ فترة من الوقت قبل أن يقرروا تسليح الجيش الأوكراني، خاصة وأن الاعتقاد السائد قبلها أن الجيش الأوكراني كان قبلها بأسابيع يحارب المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية، بخلاف الاعتقاد بأنه «فاسد للغاية».

وبعد عام من الجدل داخل إدارة أوباما، تم الاستقرار على رأي منع تقديم مساعدات عسكرية فتاكة، والتزمت الولايات المتحدة بتقديم أكثر من 600 مليون دولار من المساعدات الأمنية لأوكرانيا، بين عامي 2014 و 2016، تشمل الدروع الواقية للأفراد، ونظارات الرؤية الليلية، والمركبات والتدريب، ورفض أوباما توفير أسلحة فتاكة، مما جعله عرضة لانتقادات من الجمهوريين، وفي مقدمتهم السناتور جون ماكين الذي قال في عام 2015 «الأوكرانيون يذبحون.. ونحن نرسل البطانيات والوجبات».

أما في حقبة ترامب، فقد وافق لأول مرة على بيع 210 من صواريخ جافلين و37 قاذفة لأوكرانيا في ديسمبر 2017، بقيمة 47 مليون دولار، وتم تسليمها في أبريل 2018، بشرط عدم نشرها في الخطوط الأمامية للحرب الانفصالية المستمرة، والاحتفاظ بهم محاصرين في منشأة تخزين عسكرية بعيدة عن الخطوط الأمامية، بحيث تكون بمثابة «رادع استراتيجي» لروسيا.

وبعدها وفي صيف عام 2019، جمد ترامب 400 مليون دولار إضافية من المساعدة الأمنية التي وافق عليها الكونغرس لأوكرانيا، وهو الإجراء الذي أصبح لاحقا محل شبهة بالنسبة له، بالاستناد إلى جزء كبير منه إلى مكالمة هاتفية جرت بينه وبين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في 25 يوليو 2019، أعرب فيها زيلينسكي عن اهتمامه بشراء المزيد من صواريخ جالفين، ورفض ترامب الطلب، وطلب من زيلينسكي التنقيب عن ما يفيده ضد المرشح الديمقراطي للرئاسة آنذاك جو بايدن، والمعاملات التجارية الأوكرانية لنجله هنتر، وبعدها أفرج ترامب عن المساعدة المجمدة، عندما تم الكشف عن تصرفه، والإعلان عن تفاصيل مكالمته مع زيلينسكي.