الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

فيديو| يوسف العتيبة: العلاقات الإماراتية - الأمريكية تمر بـ«اختبار تحمل»

فيديو| يوسف العتيبة: العلاقات الإماراتية - الأمريكية تمر بـ«اختبار تحمل»

العتيبة خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر تكنولوجيا الدفاع في أبو ظبي الخميس. ( من المصدر)

ثقتي كبيرة في قدرة الدولتين على تجاوز الاختبار الراهن

علاقتنا مع واشنطن «أيام تكون صحية جداً وأحياناً تعاني ضغوطات»

نسعى لتطوير صناعات دفاعية أساسية لنصبح أكثر اكتفاءً ذاتياً


تطرق السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة الأمريكية، يوسف العتيبة خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر تكنولوجيا الدفاع في أبو ظبي، الخميس، إلى العلاقات الإماراتية - الأمريكية، لاسيما فيما يتردد عن وجود فجوة في وجهات النظر، فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية. وقال العتيبة إن العلاقة بين البلدين تمر بـ«اختبار تحمل»، لكنه عبر عن ثقته في أنهما قادران على تجاوز هذا الاختبار، لافتاً إلى أن الإمارات منفتحة على القيام بأنشطة أعمال دفاعية مع جميع الشركات والدول، لكنها تسعى أيضا لتطوير صناعة دفاعية أساسية لتصبح أكثر اكتفاء ذاتياً.

وتفصيلاً، قال العتيبة «لا تستطيع أن تبني الثقة.. الثقة تكتسب، وأنه تم اكتساب هذه الثقة مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ عقود‏، وليس في السنوات الأخيرة فحسب، وذلك منذ انتشار القوات الأمريكية بالمنطقة قبل ٣٠ عاماً، وصولا لانتشارها الأخير في أفغانستان». وتابع «مثالاً على هذه الثقة، أنه حينما تكون هناك مهمة خاصة للجيش الأمريكي ‏في مكان ما (أفغانستان على سبيل المثال)، ‏يستدعي الأمر دعم جوي من الجيش الإماراتي، هذه هي الثقة.. ‏الثقة أيضاً عندما يوفر الأمريكيون لنا أحدث ما توصلت له التقنيات». وأضاف:«‏أعتقد أننا نملك ‏سجلاً قوياً ‏وحافلاً.. ليس فقط من توفير هذه التقنيات السرية لنا من قبل الأمريكيين، والغرب بشكل عام.. ولكن لدينا أيضاً سجلاً قوياً ‏وحافلاً لحماية هذه التقنيات، و الحرص على عدم وقوعها بالأيدي الخطأ، ‏وبالنسبة للثقة ‏لو فرضنا أن لديك صديقاً ‏وقمت بمشاركته بسر خطير ‏ثم اكتشفت أن هذا الصديق قام بافشائه ستتردد في إخباره أي أسرار لاحقاً، ويمكن القول إن الثقة تكمن أيضا عندما تسمح لنا بإستخدام التكنولوجيا المتقدمة، هذه ثقة، وأعتقد أن الإمارات لها سجل قوي للغاية ليس فقط في الحصول على التكنولوجيا المتقدمة من أمريكا ومن الدول الغربية الأخرى، ولكن أيضا في سجل حماية هذه التكنولوجيا ، حيث لم يحدث من قبل على الإطلاق السماح لوقوع هذه التكنولوجيا في الأيدي الخطأ، وهنا أهمية أن نحمي نحن هذه الأسرار والمعلومات الحساسة». وقال:«علاقتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية مثل أي علاقة.. هناك أيام تكون العلاقة صحية جداً وأحياناً تعاني العلاقة من ضغوطات معينة.. اليوم علاقتنا تخضع لاختبار تحمل.. لكن المسألة لا تتعلق فقط بالولايات المتحدة الأمريكية بل ببناء الثقة مع كل الدول التي نعمل فيها مهم جداً في تطوير هذا القطاع بالتحديد».



تطوير تكنولوجيا الدفاع

وبين أنه منذ 10 أو 20 عاماً كان يُنظر للإمارت كشاري تقليدي لهذه التكنولوجيات، أما اليوم في 2022 تغير الأمر، وأصبحت الإمارات مطورةً لهذه التكنولوجيات، ومتعاونة وشريكة. وأردف:«لا يهمنا فقط أن نشتري هذه التكنولوجيات، بل أن ندخل في شراكات لتطوير هذه التقنيات، نريد من الدول والشركات أن تأتي إلى الإمارات، وتساعدنا في تطوير الصناعة التي نريد تطويرها، نريد للأشخاص أن ينقلوا التكنولوجيا إلى بلدنا، ويطوروا التكنولوجيا فيها، حتى يتسنى لنا توفير الوظائف في هذا القطاع، حتى نصل في نهاية المطاف للاكتفاء الذاتي داخل دولتنا، على عكس المرحلة الماضية».وأفاد بأن الهدف الأساسي للدولة، يتمثل في تطوير صناعة محلية للدفاع مع انفتاحها على الأعمال، والتجارة مع كل الشركاء، وهذا يشمل الدول والشركات، سواء كانت ناشئة أو «معروفة» في السوق.

موقع الإمارات في 2022

ورداً على سؤال، حول ما إن كانت الولايات المتحدة الأمريكية، تفهم موقع الإمارات العربية المتحدة اليوم، أجاب العتيبة:«من ناحية القطاع الخاص نعم.. أما من ناحية الرأي العام ليس بعد، حيث لم يتأقلم الجميع بعد مع النظرة التي وصفتها للتو، والتغيير الذي تخوضه الإمارات، ومن هنا تنطلق أهمية هذا المؤتمر لمساعدة الأشخاص على أن يفهموا من نحن وما هو توجهنا». وأضاف:«أعتقد أن الناس لازالوا ينظرون إلينا من خلال المنظور القديم، إلا أنهم حين يدخلون بالشراكات مع «إيدج» و«توازن» وغيرها من الشركات المتخصصة في الصناعات الدفاعية، يقتنعون بأننا فعلاً نريد أن نطور الأمور، ولا يقتصر دورنا على شراء السلع فقط.. لم نصل بعد لهذا المستوى لكننا سنصل إليه بالتأكيد».

ولفت إلى أن نقل المعرفة جزء أساسي مما تحاول الدولة القيام به، مستذكراً وجوده في أبوظبي منذ 7 أو 8 سنوات مضت، واطلاعه على عرض تضمن أبرز 5 شركات في العالم، منها «أكسون»،«كوكاكولا» «جنرال إليكتريك».. وغيرها. واستطرد:« اليوم هذه الشركات لم تعد حتى من الشركات الـ25 الأبرز، وصعد على الساحة «أمازون»، «جوجل»، «فيسبوك»، «مايكروسوفت» وغيرها وكلها شركات تكنولوجية بالتالي أرى كيف يتوجه العالم وإلى أين.. لذا نحن نريد أن نكون بالصفوف الأمامية، في مختلف المجالات سواء التكنولوجية، أو الزراعة، أو المناخ أو الفضاء».



دور القطاع الخاص

وأوضح أن التوافق بين البلدين سيقوده القطاع الخاص، وقال:«عندما نتحدث عن خلق الفرص والوظائف مع الأمريكيين أو غيرهم.. هذا ما سيؤدي للشراكة الصحية أما لو انتظرنا الحكومتين للاتفاق سنتأخر،نحن بحاجة للقطاع الخاص في البلدين، بحيث يكونا المحفز لهذه الشراكة». وبين أن العلاقة الثنائية بين البلدين تتطلب تفاهماً سياسياً قوياً. وواصل:« لسنا قلقين بشأن العلاقة السياسية، بل نقلق بشأن الولايات المتحدة الأمريكية بحد ذاتها، فخلال السنوات التي أمضيتها في الولايات المتحدة، رأيت الانقسام، والشرخ الكبير، وكأن هناك نظرتين أو رؤيتين مختلفتين للأمور، في الوقت نفسه تتقلص فرص إيجاد حلول وسط، وكأنه عليك أن تختار طرفاً من الطرفين، وهذا الخطر ليس على الإمارات، بل هو على الولايات المتحدة، وهذا الأمر إزداد سوءاً وتدهوراً خاصة خلال السنوات الأخيرة، فأمريكا المتحدة أمر جيد للعالم بأسره».

وشدد على أن التحدي الأكبر الذي يواجهه الجميع اليوم، يتمثل في الطائرات المسيرة، وتكنولوجيات مكافحتها، حيث باتت هذه الطائرات منتشرة لحد كبير، وبات من الصعب، وضع نظام دفاعي لتفادي هجماتها. وقال:«كما عملنا في الماضي بشأن الصواريخ التي كانت تشكل تهديداً، فكلما كانت الصواريخ متطورة أكثر كلما أتت أنظمة دفاعية أكثر قدرة على مكافحتها، ونفس الأمر بالنسبة للتكنولوجيات السيبرانية، فكلما كانت الأسلحة السيبرانية عنيفة كلما كان الدفاع أقوى، أما في مجال الطائرات المسيرة نحن متأخرون برأيي لأن التكنولوجيا المسيرة تتطور لكن الدفاع لم يتطور بالقدر المطلوب». وأعرب عتيبة عن تفاؤله وقال «أنا دائماً متفائل وإلا لم أكن لأعمل كدبلوماسي وهذا جزء من وظيفتي».