الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

أوكرانيا وروسيا تتفقان على «ممرات آمنة» للمدنيين

أوكرانيا وروسيا تتفقان على «ممرات آمنة» للمدنيين

بوتين: العملية الروسية في أوكرانيا تسير وفق المخطط

واشنطن: 90% من القوات الروسية باتت الآن داخل أوكرانيا

ماكرون يتوقع الأسوأ في كييف بعد مكالمة الرئيس الروسي

مع بداية دخول التصعيد العسكري الروسي في أوكرانيا أسبوعه الثاني، قال أحد أعضاء الوفد الأوكراني في محادثات مع روسيا إن الطرفين توصلا إلى اتفاق مبدئي لتنظيم ممرات آمنة لإخلاء المدنيين ولتوصيل الإمدادات الإنسانية. وأكد ميخايلو بودولاك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي شارك في محادثات أمس، في بيلاروسيا بالقرب من الحدود البولندية، إن روسيا وأوكرانيا توصلتا إلى تفاهم أولي يقضي بمراعاة وقف إطلاق النار في المناطق التي يتم فيها إنشاء ممرات آمنة. كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال إن الجيش الروسي قدم ممرات آمنة للمدنيين تسمح لهم بمغادرة مناطق القتال في أوكرانيا. زعم بوتين في محادثة مصورة مع أعضاء مجلس أمنه أن الجماعات القومية الأوكرانية تمنع المدنيين من الرحيل. وقال إن تلك الجماعات تستخدم المدنيين كدروع أيضاً، ويتمركزون في مواقع إطلاق نار لاستفزاز الجيش الروسي للرد بإطلاق نيران. لم يتسن التحقق بشكل مستقل من زعم بوتين. يقول الجيش الروسي إنه ضرب فقط منشآت عسكرية ولم يستهدف مناطق مدنية.

رسائل بوتين

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا تسير وفق المخطط لها وأشاد بجنوده ووصفهم بالأبطال.وأضاف بوتين بعد أسبوع من إرسال روسيا دبابات وقوات إلى أوكرانيا من الشمال والشرق والجنوب «أريد أن أقول إن العملية العسكرية الخاصة تسير بدقة طبقاً للجدول الزمني، حسب الخطة، ويجري تحقيق كل المهام التي تم تحديدها بنجاح».

ويبدو أن التصريحات التي أدلى بها بوتين في التلفزيون استهدفت دحض بيانات للحكومات الغربية ووكالات المخابرات بأن الحملة الروسية تعثرت في مواجهة مشاكل لوجستية وأخطاء تكتيكية ومقاومة أشد من المتوقع من أوكرانيا. ووجه بوتين سلسلة من الاتهامات للقوات الأوكرانية لم يقدم أدلة عليها، ومنها تعذيب وقتل أسرى حرب روس واحتجاز مواطنين أجانب رهائن واستخدامهم دروعا بشرية.

وأكد بوتين من جديد مبرره المنطقي المعلن للحرب والذي رفضته أوكرانيا والغرب باعتباره دعاية لا أساس لها من الصحة. وقال: «يقاتل جنودنا وضباطنا الآن على الأراضي الأوكرانية من أجل روسيا ومن أجل حياة هادئة لمواطني دونباس والقضاء على نفوذ النازيين ونزع سلاح أوكرانيا حتى لا نكون معرضين لتهديد من يمين مناهض لروسيا على حدودنا أنشأه الغرب منذ سنوات». في وقت ظهرت تفاصيل جديدة لمكالمة الهاتفية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال قصر الإليزيه بعد المكالمة إن ماكرون يرى أن الأسوأ لم يأت بعد في أوكرانيا، مضيفاً أنه تبين الآن أن هدف بوتين هو إخضاع البلاد بأكملها.

قوات قتالية

ومن جهته، قال مسؤولون أمريكيون بمجال الدفاع، في تقديرات لهم، إن حوالي 90% من القوات الروسية التي كانت متمركزة بالقرب من الحدود الأوكرانية باتت الآن داخل البلاد التي تشهد معارك.لكن مسؤولاً دفاعياً أمريكياً كبيراً قال إن حقيقة نقل المزيد من القوات الروسية بشكل يومي لا يجب أن تدفعنا للقول إن «قوتها القتالية تضعف داخل أوكرانيا إلى مثل تلك الدرجة التي عندها يشعرون بأن قوتهم تخور هنا». وقال إن روسيا لا يزال تحت تصرفها موارد عسكرية هائلة، وإن القوات القادمة ليست من قوات الاحتياط. ووفقاً لتقديرات غربية، حشدت روسيا نحو 150 ألف جندي على طول الحدود مع أوكرانيا، قبل شن الغزو عليها في 24 فبراير الماضي. كما أشار المسؤول الدفاعي إلى أنه منذ بدء موسكو هجومها على أوكرانيا، أطلقت روسيا أكثر من 480 صاروخاً، ومن هذا المجمل، أكثر من 230 صاروخاً تم إطلاقها من داخل أوكرانيا، وأكثر من 160 من روسيا، وأكثر من 70 صاروخاً جاء من بيلاروس المجاورة، وأقل من 10 صواريخ جاءت من بحر البلطيق. في المقابل قال مدير وكالة الاستخبارات الخارجية الروسية سيرجي ناريشكين، إن الولايات المتحدة وحلفاءها في الغرب يريدون تدمير روسيا.

ونقلت وكالة الاستخبارات الخارجية «إس دبليو آر» عن مديرها قوله إن «الأقنعة سقطت. الغرب لا يريد فقط تطويق روسيا بستار حديدي جديد»، وقال: «نحن نتحدث عن محاولات لتدمير دولتنا، وعن إلغائها كما قيل في هذه الأيام في بيئة فاشية جديدة متسامحة». وقال ناريشكين إنه نظراً لأن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يكن لديهم الفرصة ولا الشجاعة «لمحاولة القيام بذلك في مواجهة سياسية عسكرية حرة ونزيهة»، فهم يقومون «بمحاولات مثيرة للاشمئزاز» لفرض حصار شامل. وقال إن «الأمر الأكثر اشمئزازاً هو أنه يتم ذلك تحت شعارات زائفة عن ضرورة حماية سيادة أوكرانيا والأمن الأوروبي»، وأضاف أن هدف واشنطن منع ظهور مركز قوة آخر. وأعاد التأكيد على إصرار موسكو بشأن الوضع الحيادي لأوكرانيا. وقال إن «هذا هو الحد الأدنى للحاجز الأرضي الذي تحتاج إليه بلادنا لصد هجمات الغرب».