الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

لحظات الرعب النووي.. السيطرة على حريق المحطة الذرية الأكبر في أوروبا

لحظات الرعب النووي.. السيطرة على حريق المحطة الذرية الأكبر في أوروبا

موقع محطة زابوريجيا النووي. (رويترز)

أوقفت فرق الإطفاء الأوكرانية تمدّد حريق اندلع في محطة زابوريجيا النووية، الأكبر من نوعها في أوروبا، بعد قصف روسي استهدف المنطقة فجر الجمعة.

واتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو باللجوء إلى «الرعب النووي» والسعي «لتكرار» كارثة تشيرنوبل بقصفها محطة زابوريجيا النووية الواقعة في وسط البلاد.

وقال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو نشرتها الرئاسة الأوكرانية «روسيا أطلقت النار على محطات للطاقة النووية. إنّها المرة الأولى في تاريخنا، في تاريخ البشرية. هذه الدولة الإرهابية تلجأ الآن إلى الرعب النووي».

وأعلنت وزارة الطاقة الأمريكية أنه «لم نر أي قراءات تفيد بارتفاع الإشعاع بالقرب من المنشأة». فيما أكد جهاز الحالات الطارئة التابع لحكومة أوكرانيا أنّ الحريق لم يسفر عن خسائر بشرية وأنّ 40 إطفائياً و10 عربات إطفاء شاركوا في جهود إخماد النيران.

وكان المتحدّث باسم المحطة أندري توز قال في مقطع فيديو إنّه «نتيجة لقصف القوات الروسية على محطة زابوريجيا النووية اندلع حريق».

ولاحقاً، طمأن أولكسندر ستاروخ، رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة زابوريجيا، إلى أنّ السلامة النووية لهذه المنشأة باتت «مضمونة». وأوضح أنّ «مدير المحطة أشار إلى أنّ السلامة النووية باتت مضمونة. بحسب المسؤولين عن المحطة، فإنّ مبنى للتدريب ومختبراً تضرّرا من جرّاء الحريق».

من ناحيتها، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ أوكرانيا لم ترصد «أيّ تغيّر» في مستوى الإشعاعات في المحطة بعد القصف والحريق. وأضافت أنه «لم يسجّل أيّ تغيّر في مستويات الإشعاعات في موقع محطة زابوريجيا».

ودعت الوكالة إلى وقف استخدام القوة قرب هذه المنشأة النووية، محذّرة من «خطر جسيم» إذا ما أصيبت مفاعلاتها، مشيرة إلى أنّ مديرها العام رافاييل ماريانو غروسي على اتصال مع السلطات الأوكرانية ومشغّلي المحطة لتقييم الوضع.

ولدى أوكرانيا 15 مفاعلاً نووياً. وحذر زيلينسكي من أنه «إذا حدث انفجار، فستكون نهاية كلّ شيء، ستكون نهاية أوروبا، سيتمّ إخلاء أوروبا».

وذكّر زيلينسكي بأنّه بسبب كارثة تشيرنوبل في 1986 «مئات الآلاف عانوا من عواقب وعشرات الآلاف تمّ إجلاؤهم. روسيا تريد تكرار ذلك، وهي تكرّره الآن».

وفي لندن، قالت رئاسة الوزراء إنّ رئيس الحكومة بوريس جونسون حذّر إثر محادثة هاتفية مع زيلنسكي من أنّ تصرّفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «المتهوّرة» يمكن أن «تهدّد مباشرة سلامة أوروبا بأسرها».

وأفاد داونينغ ستريت في بيان بأنّ «جونسون سيسعى لأن يعقد مجلس الأمن الدولي في غضون الساعات المقبلة اجتماعاً طارئاً لبحث هذه المسألة».

وناشد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا القوات الروسية وقف قصفها للمحطة، محذّراً من أنّه إذا انفجرت فسيتسبب الانفجار بكارثة نووية تفوق بعشرة أضعاف كارثة تشيرنوبل.

ومحطة زابوريجيا التي بُنيت في 1985، حين كانت أوكرانيا لا تزال جزءاً من الاتحاد السوفييتي السابق، تضمّ ستة مفاعلات نووية وتوفّر جزءاً كبيراً من احتياجات البلاد من الكهرباء.

وفي 24 فبراير، دارت معارك بين القوات الروسية والجيش الأوكراني قرب محطة تشرنوبل للطاقة النووية المغلقة منذ 1986 حين وقع فيها أسوأ حادث نووي في التاريخ.

وتقع محطة تشيرنوبل التي تسيطر عليها حالياً القوات الروسية على بُعد حوالي 100 كيلومتر شمال كييف وشهدت في 26 أبريل 1986 أسوأ حادث نووي في تاريخ البشرية، إذ انفجر يومها مفاعل وتسبّب بتلوث في ثلاثة أرباع أوروبا تقريباً، لا سيما في الاتّحاد السوفييتي.

وإثر الانفجار، أُجلي نحو 350 ألف شخص من محيط 30 كيلومتراً حول المحطة التي لا تزال منطقة محظورة. وما زالت حصيلة الخسائر البشرية لهذه الكارثة موضع جدل.