الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

ترانسنيستريا.. تفاقم المخاوف من السيناريو الأوكراني في مولدوفا

ترانسنيستريا.. تفاقم المخاوف من السيناريو الأوكراني في مولدوفا

جنود ترانسنيستريا في عرض عسكري بمناسبة العيد الوطني للجمهورية. (epa)

سارعت في طلب تسوية عاجلة ونهائية في طريق الانفصال

مارس يحمل ذكرى اندلاع الحرب في مولودفا والهزيمة في ترانسنيستريا


ترانسنيستريا.. قد يكون الاسم الذي سيتردد خلال الفترة المقبلة، ويحظى باهتمام العالم، في ظل تصاعد المخاوف من تكرار شبح الأزمة الأوكرانية، في الإقليم.. فما هي جمهورية ترانسنيستريا المستقلة التي لم يعترف بها أحد؟ وأين تقع؟ وما هي أزمتها؟ وكيف يمكن أن تتأثر بالأزمة الأوكرانية؟


جمهورية ترانسنيستريا


إقليم ترانسنيستريا، يقع في دولة مولدوفيا، على الحدود بينها وبين أوكرانيا، ويصل عدد سكانها إلى حوالي 500 ألف نسمة، ويشكل الروس والأوكرانيون 60% من عدد السكان، وتعد اللغة الروسية هي الأكثر تداولا بين السكان، ويرفرف العلم الروسي على مباني الجمهورية، إلى جانب علم ترانسنيستريا.

مولدوفا والغرب

وتعد مولدوفا واحدة من أفقر الدول في أوروبا، كما أنها تستضيف اليوم حوالي 70 ألف لاجئ أوكراني، وكانت مولدوفا واحدة من دول الاتحاد السوفيتي السابق، وباتت من المؤيدين للاتحاد الأوروبي، وطلبت الانضمام إليه.

واللافت أن رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، انتخبت في 2020، على أساس برنامج موال للغرب، وأثارت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مخاوف متزايدة في مولدوفا، ليس فقط بشأن الوضع الإنساني فيما يتعلق باللاجئين، ولكن أيضا بسبب إقليم ترانسنيستريا.

عضوية الاتحاد الأوروبي

ونشرت صحيفة كوميرسانت الروسية، تقريراً أشار إلى أنه بعد أن وقعت مولدوفا على طلب لعضوية الاتحاد الأوروبي، سارعت جمهورية ترانسنيستريا (غير المعترف بها)، إلى مطالبة مولدوفا، بالوصول إلى تسوية عاجلة ونهائية للعلاقات فيما بينهما، والتوصل إلى حل نهائي، بينما لم ترد السلطات في مولدوفا على ذلك الطلب.

وأوضحت الصحيفة أن وزارة الشؤون الخارجية في ترانسنيستريا، طلبت إجراء محادثات مع مولدوفا بهدف «وضع اللمسات الأخيرة على حل حضاري للعلاقات على أساس الوجود السلمي القائم على حسن الجوار لدولتين منفصلتين من خلال التوقيع على اتفاق كامل بين الدول».

استبعاد الاستهداف الروسي

ونقلت صحيفة كوميرسانت الروسية، عن مصدر في حكومة مولدوفا قوله «لا توجد أسباب لزعزعة استقرار الوضع في منطقة ترانسنيستريا.. فمولدوفا تواجه سيناريو مختلف عن أوكرانيا، فنحن نعيش في دولة محايدة، ولا تريد عضوية الناتو، وتحافظ على اتصال مباشر مع ترانسنيستريا».

وتدعم روسيا ترانسنيستريا، ففي ديسمبر الماضي، نددت وزارة خارجية مولدوفا بحضور سفير روسيا لديها، مراسم تنصيب رئيس جمهورية ترانسنيستريا فاديم كراسنوسيلسكي معتبرة هذه الخطوة «غير ودية».

ذكرى الحرب

وكانت الحرب في مولدوفا اندلعت في شهر مارس قبل 3 عقود، ضد الانفصاليين في ترانسنيستريا، بعدما أعلنت مولدوفا استقلالها عن الاتحاد السوفيتي في 1991، في ظل مخاوف ترانسنيستريا من انضمام مولدوفا إلى رومانيا (القريبة منها لغويا وثقافيا)، وراح ضحية تلك الحرب، حوالي ألف شخص من الضحايا من الجانبين.

وفي بداية الحرب، هاجمت قوات مولدوفا، المتمردين، وهزمتهم في المرحلة الأولى من الصراع، ولكن سرعان ما تدخلت روسيا وتغيرت الأوضاع بهزيمة جيش مولدوفا ضعيف التسليح، وفرضت موسكو اتفاقا وقف إطلاق النار في 21 يوليو 1992.

التواجد الروسي

وعلى الرغم من اعتبار النزاع حول إقليم ترانسنيستريا مجمدا في الوقت الحالي، إلا أن الأزمة الأوكرانية أشعلت المخاوف حول مولدوفا، نظرا لتواجد القوات الروسية (1500 جندي) المشاركة في قوات حفظ السلام مع قوات من مولدوفا وترانسنيستريا، كما أن تلك القوات تحمي أيضا واحدا من أكبر مستودعات الذخيرة السوفيتية في أوروبا، على بعد كيلومترين من الحدود الأوكرانية، ولذا كان من المفهوم أن تتجاهل روسيا دعاوى الأمم المتحدة بسحب قواتها من البلاد، لاسيما وأنها تحظى بتأييد حكومة ترانسنيستريا الموالية لروسيا، التي ترى أن القوات الروسية هي دعامة الاستقرار والأمن في البلاد.

وفي حال سيطر انهيار النظام في أوكرانيا الموالي للغرب، واستبداله بنظام آخر موالي لروسيا، أو سيطرة روسيا على أوكرانيا، فإن ذلك سيكون له تأثيرات مقلقة للغاية على مولدوفا، لأنه يعني ببساطة، سيطرة روسيا على الساحل الشمالي للبحر الأسود بالكامل، وعلى منطقة شاسعة تمتد من الحدود الغربية الحالية لروسيا إلى حدود رومانيا ومولدوفا، عبر ترانسنيستريا.