الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

«معركة كييف».. روسيا تتقدم وأوكرانيا تستعد لتفجير آخر جسر يربط العاصمة بضواحيها

«معركة كييف».. روسيا تتقدم وأوكرانيا تستعد لتفجير آخر جسر يربط العاصمة بضواحيها

«نتفهم أن معركة كييف هي معركة رئيسية [سنخوضها] خلال الأيام المقبلة». (أ ف ب)

قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن القوات الروسية تستعد لاقتحام كييف. وجاء في نشرة صدرت في الساعات الأولى، الاثنين، عن هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الروسية تهدف إلى السيطرة بالكامل على مدن إيربين وبوتشا، على مشارف كييف.

وقالت النشرة إن القوات الروسية كانت أيضاً «تحاول الحصول على ميزة تكتيكية للوصول إلى الضواحي الشرقية لكييف عبر منطقتي بروفارسكي و بوريسبيل».

ونقلت صحيفة «أوكراينسكا برافدا» الإلكترونية عن مستشار وزارة الداخلية فاديم دينيسينكو قوله للتلفزيون الأوكراني إن «عدداً كبيراً إلى حد ما من المعدات [العسكرية] الروسية والقوات الروسية تتمركز بالقرب من كييف». وأضاف «نحن نتفهم أن معركة كييف هي معركة رئيسية [سنخوضها] خلال الأيام المقبلة».

يأتي ذلك فيما يستعد جنود أوكرانيون لتفجير آخر جسر غرب كييف لوقف تقدم الروس. فرغم الحزن الظاهر عليه، يبدي الجندي «كاسبر» من وحدات المتطوعين الأوكرانية استعداده لتفجير القنابل المحيطة بالجسر الأخير الذي لا يزال يربط العاصمة بضواحيها الغربية، في ظل زحف القوات الروسية على العاصمة.

وسبق أن فجّر رفاقه كل الجسور الأخرى على الجانب الغربي من العاصمة، في محاولة يائسة لوقف تقدم الدبابات الروسية. والجسر الوحيد الذي لا يزال قائما على نهر في بلدة بيلوغورودكا التي تبعد 25 كيلومتراً غرب العاصمة، يؤدي إلى قرى خضراء تضم العديد من المساكن الصيفية، لكنها صارت الآن منطقة حرب.

سيتم عزل مدينة كييف عن المناطق المحيطة بها من ناحية الغرب إذا تلقى «كاسبر» أمرا بتفجير الجسر. ويقول الجندي المظلي السابق: «سنبذل قصارى جهدنا لإبقائه قائماً».

لكن القتال الذي يقترب يضرب معنويات الأوكرانيين الساهرين على المتاريس. وانضمت طائرات حربية روسية إلى القوات البرية وهي تقصف قرى وبلدات قريبة.

يراقب «كاسبر» طائرة الاستطلاع المسيّرة الأوكرانية التي تحلق فوق خط المواجهة، ويدرك أنه قد يضطر قريباً إلى تدمير الجسر الأخير الذي لا يزال يربط كييف بضواحيها الغربية. ويقول «إذا تلقينا الأمر، أو إذا رأينا تقدم الروس، فسنقوم بتفجيره... بأكبر عدد ممكن من» الدبابات الروسية.

التأهب لحرب الشوارع

ومع بلوغ القتال ضواحي كييف، أصبحت الشوارع خطرة بشكل متزايد ومهجورة نهاراً. صارت القوات الروسية تبعد نحو 50 كيلومتراً من وسط العاصمة بعد تقدمها على الضفاف الشرقية لنهر دنيبر. لكن القطاع الغربي يتيح للقوات الروسية إمكان الوصول المباشر إلى وسط العاصمة وإلى الحيّ الذي يضم مقر الحكومة.

ويستعد السكان لحرب شوارع، مثل الميكانيكي أولكسندر فيدشينكو البالغ 38 عاماً. فقد حول فيدشينكو مرأبه الواسع إلى مركز سريّ لتصنيع الأسلحة لتجهيز وحدات المتطوعين الأوكرانيين. ويقول «عندما بدأت الحرب، تغيّر كل شيء».

يضيف الميكانيكي «اكتشفنا أن ميكانيكيينا يعرفون كيفية صنع الأسلحة. ويعرف آخرون كيف يصنعون زجاجات مولوتوف. نحن نفعل كل ما في وسعنا».

استبدل جميع العاملين في ورشة إصلاح السيارات التابعة لفيدشينكو معاطفهم الملطخة بالزيت، بالزي الرسمي الأخضر الزيتوني لوحدات المتطوعين.

«كروس» ميكانيكي يبلغ 28 عاماً تطوع مؤخراً ويقوم بأعمال تلحيم على مدفع رشاش من العيار الثقيل غنمه الجنود الأوكرانيون إثر استيلائهم على دبابة روسية. ويحاول «كروس» تحويل المدفع الرشاش إلى سلاح محمول يمكن لمتطوع غير مدرب استخدامه في معارك الشوارع. ويقول «هذا الشيء قد لا يصوب بدقة، لكنه أفضل من لا شيء».

ويضيف «كم من الناس يعرفون أننا نفعل هذا، وربما لا يكون الأمر قانونياً... لكن مع الحرب، ما هو قانوني لم يعد مهماً، فقط دفاعنا الوطني يهمنا».