الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

جوزيب بوريل: الحرب ضد أوكرانيا لم تكن «مفاجأة كاملة»

جوزيب بوريل: الحرب ضد أوكرانيا لم تكن «مفاجأة كاملة»

تهديد الرئيس الروسي باستخدام السلاح النووي «غير مسؤول»

لا يمكن استبدال الغاز الروسي بين عشية وضحاها

أكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الحرب في أوكرانيا تضع الاتحاد الأوروبي تحت ضغط هائل، لكنها تقدم أيضاً فرصة تاريخية للاتحاد لمراجعة حساباته، وقال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي في حوار لمجلة «دير شبيغل» الألمانية أن تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي أمر غير مسؤول، مضيفاً: لكن لا يضمن أحد عدم حدوث أي شيء. «أنا وزملائي في الاتحاد الأوروبي لا نريد حتى التفكير في إمكانية نشوب حرب نووية».



وأضاف «لا أستطيع أن أرى ما بداخل رأس بوتين، لكن علينا أن نفعل ما يتعين علينا القيام به، فمن غير المقبول تماماً مشاهدة الأوكرانيين وقد نفذت منهم الذخيرة، وكان من الواضح لنا وللأوكرانيين منذ البداية أنه لن يقاتل أي جندي من الاتحاد الأوروبي في هذه الحرب، المجتمعات الأوروبية ليست مستعدة لذلك، ومعاهدات الاتحاد الأوروبي لا تسمح بذلك أيضاً، لكنها تسمح لنا بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها».

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الحرب هي الصدمة الخارجية التي يحتاجها الاتحاد الأوروبي للمضي قدماً على طريق التحول إلى لاعب عالمي، وخاصة أن ما يحدث حالياً يجري بسرعة البرق، وبدون أي مشاحنات من أن الاتحاد الأوروبي يمد دولة مجاورة في حالة حرب بالأسلحة، ويسمح لآلاف اللاجئين بالدخول دون إجراءات رسمية كبيرة، ويفرض بشكل مشترك عقوبات اقتصادية ستضرب أيضاً الدول الأعضاء فيه، تحدث بوريل عن أن الحرب بالتأكيد صدمة، مثل فيروس كورونا، وأشار إلى أنه على عكس الوباء، لم تكن الحرب ضد أوكرانيا مفاجأة كاملة، فمنذ سنوات قيل أن الاتحاد الأوروبي الموحد هو الوحيد القادر على الاحتفاظ بمفرده على المسرح العالمي، وضمان أمنه والوقوف في وجه العدد المتزايد من الحكام المستبدين، وبدلاً من ذلك استمر الاتحاد الأوروبي في تقليص إنفاقه الدفاعي، حتى الأحداث _مثل الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001_ لم تغير هذا الوضع، وتخلت أوروبا عن مسؤولياتها عسكريا، وبعد الحرب الباردة، استفدنا من عائد السلام الذي مكننا أيضاً من تحقيق التكامل الأوروبي، وبصورة ما وضعه في ضماننا الاجتماعي بدلاً من أمننا المادي، وحول أن الكثير من الأموال التي تُستخدم في تمويل آلة الحرب الروسية تأتي من الأوروبيين الذين يواصلون شراء النفط والغاز من روسيا حتى مع سقوط القنابل في أوكرانيا، وهل يتعين على الاتحاد الأوروبي وقف الواردات تماماً إذا تصاعدت الحرب؟ عبّر بوريل عن أمله في ألا يحدث ذلك، وخاصة أن 40% من الواردات الأوروبية من الغاز تأتي من روسيا، وقال: «لا يمكنك استبدالها بين عشية وضحاها»،ورداً على سؤال حول إذا ما كان يؤدي ذلك إلى إضعاف نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي؟ قال بوريل: "عقوباتنا فعالة للغاية، وأنا لا أفكر فقط في استبعاد البنوك الفردية من نظام سويفت إلى حد بعيد، فإن أشد العقوبات المفروضة على روسيا هي أننا قمنا بتجميد ما يقرب من نصف احتياطيات البنك المركزي، فمنذ ضم شبه جزيرة القرم حاولت موسكو بشكل منهجي حماية احتياطياتها من العملات من العقوبات الغربية، وفي عام 2014 تم استثمار 85% من احتياطيات البنوك المركزية الروسية باليورو أو الدولار، واليوم وصل هذا الرقم إلى 40%، لكن حتى التجميد له تأثير هائل، انظر فقط إلى قيمة الروبل: لقد فقد قدراً هائلاً من قيمته".

وتطرق سؤال للمجلة حول أن الهدف من العقوبات عادة هو إعادة الخصم إلى طاولة المفاوضات، وليس تدميره في النهاية، وهل يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يعرض على بوتين مخرجاً يحفظ ماء الوجه حتى بعد حرب عدوانية مع احتمال وقوع آلاف القتلى؟ رد بوريل بأن العقوبات ضرورية الآن والروس لا يستطيعون الشكوى من ذلك، فقد تم تحذيرهم بما سيحدث إذا قاموا بالغزو. ومع ذلك فإن العقوبات وحدها ليست سياسة في النهاية، نحن بحاجة إلى حل، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بطريقة دبلوماسية

وحول ماهية هذا الحل، أكد أنه من السابق لأوانه معرفة ذلك، ولكن هناك شيء واحد مؤكد أنه «لا يمكننا أن نضحي بأوكرانيا»، وعن العلاقة بين الصين و روسيا أكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أن الصين وروسيا بمثابة زوجين غير متكافئين، الصين عملاق اقتصادي، و روسيا دولة تمول جيشها الضخم من صادراتها من الغاز والنفط، لكنها قزم اقتصادي مقارنة بالصين، كما أن الاعتماد على الصين لن يكون في مصلحة روسيا أيضاً.