الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

أوكرانيا تتهم روسيا باللجوء لـ«حصار القرون الوسطى»

أوكرانيا تتهم روسيا باللجوء لـ«حصار القرون الوسطى»
انهيار جهود إقامة ممر آمن للمدنيين وسط استمرار تبادل القصف

تحولات إيجابية بشأن الخدمات اللوجستية للممرات الإنسانية

مسؤولون غربيون: تسليم طائرات قتالية لأوكرانيا خيار معقّد قيد الدرس


أعلنت روسيا وقفاً محدوداً جديداً لإطلاق نار وإنشاء ممرات آمنة للسماح للمدنيين بالفرار من بعض المدن الأوكرانية المحاصرة، لكن طرق الإجلاء قادت في الغالب إلى روسيا وحليفتها بيلاروسيا، ما أثار انتقادات لاذعة من أوكرانيا وغيرها. واتهم مسؤولون أوكرانيون موسكو باللجوء إلى تكتيكات «حصار القرون الوسطى» في بعض الأماكن، وفي واحدة من أكثر المدن تطويقاً بشدة، وهي ميناء ماريوبول الجنوبي، لم تكن هناك علامات فورية على الإخلاء.


وواصلت قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قصف بعض المدن بالصواريخ حتى بعد الإعلان عن إنشاء ممرات، واشتد القتال العنيف في بعض الأماكن، ما يشير إلى أنه لن يكون هناك وقف أوسع للأعمال العدائية.

انهارت جهود إقامة ممر آمن للمدنيين خلال عطلة نهاية الأسبوع وسط استمرار القصف. لكن وزارة الدفاع الروسية أعلنت جهوداً جديدة، قائلة إنها ستسمح للمدنيين بمغادرة العاصمة كييف وماريوبول ومدينتي خاركيف وسومي.

عقد الجانبان جولة ثالثة من المحادثات، حيث أفاد مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي بأنه تم إحراز تقدم طفيف بشأن مسألة الممرات الآمنة.

قال ميخايلو بودولاي بدون توضيح أن «هناك بعض التحولات الإيجابية الصغيرة فيما يتعلق بالخدمات اللوجستية للممرات الإنسانية».

من المقرر أيضاً أن يجتمع وزيرا خارجية البلدين في تركيا يوم الخميس، وفقاً لما ذكره كبير الدبلوماسيين في ذلك البلد.

كان الأوكرانيون، الذين أدت مقاومتهم الشرسة إلى إبطاء الغزو وإحباط أي آمال كانت لدى موسكو في تحقيق نصر خاطف، يعززون دفاعاتهم في المدن بجميع أنحاء البلاد.

في كييف، بنى جنود ومتطوعون المئات من نقاط التفتيش، غالباً باستخدام أكياس الرمل والإطارات المكدسة والأسلاك المسننة. بدت بعض الحواجز كبيرة، مع ألواح خرسانية ثقيلة وأكياس رمل مكدسة بارتفاع أكثر من طابقين، في حين بدا البعض الآخر أكثر عشوائية، مع مئات الكتب المستخدمة لوزن أكوام الإطارات.

خيار معقد

في السياق، ذكر مسؤولون غربيون أنه يتم درس تسليم طائرات مقاتلة للأوكرانيين لمساعدتهم في الدفاع عن أجوائهم ضد الروس، لكن هذا الخيار غير المسبوق يبدو معقّداً وصعب التنفيذ. وتحضّ كييف الغرب على مدها بالمساعدة العسكرية، ويشمل ذلك الطائرات، للدفاع ضد الغزو الروسي.

ويتألف الأسطول العسكري الأوكراني حصراً من طائرات مقاتلة سوفييتية قديمة من طراز ميغ-29 وسوخوي-27، إضافة إلى قاذفات مقاتلة من طراز سوخوي-25، وفق مرصد «ميليتاري بالنس» التابع لمعهد الدراسات الاستراتيجية. هذه الطائرات هي الوحيدة التي يمكن للطيارين الأوكرانيين قيادتها من دون تدريب إضافي. ومن المهم ترك الأمر للأوكرانيين أنفسهم، حتى لا تُتهم دول أخرى بالمشاركة في النزاع. من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تتولى بلاده حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي، إنه يتعين علينا «وقف هذه الحرب بدون أن نتحول إلى أطراف فيها». وبالمنطق نفسه، رفض حلف شمال الأطلسي إقامة منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، رغم إلحاح كييف في المطالبة بها.

وأشار مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى إمكان تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة سوفييتية الصنع من طرف دول أعضاء تملكها.

وفق مرصد «ميليتاري بالنس»، هناك عدد قليل من الدول في أوروبا الشرقية الأعضاء سابقاً في حلف وارسو والتي تملك رسمياً طائرات ميغ-29 السوفييتية التي تلبي قدراتها المضادة للطائرات على أفضل وجه الاحتياجات الأوكرانية للتصدي للمقاتلات الروسية: سلوفاكيا (14)، بلغاريا (11)، وبولندا (28) التي اشترتها من ألمانيا لقاء مبلغ رمزي في مطلع القرن الحادي والعشرين. وخلال زيارته الأحد لمولدوفا، تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن خيار إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، مؤكداً أن بلاده تجري «محادثات نشطة» في هذا الاتجاه مع بولندا، لكنه شدد على أنه «لا يمكنني التحدّث عن جدول زمني». وبحسب وسائل إعلام أمريكية، ستكون واشنطن مستعدة في المقابل لتزويد بولندا مقاتلات من طراز إف-16 لتعويضها الطائرات التي ستمنحها لأوكرانيا.

لدى سؤاله عن شحنة محتملة لطائرات مقاتلة من الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا، أوصى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من جانبه بـ«حرية التصرف» بشأن هذا الملف، وقال: «أعتقد أن من المناسب، في الوضع الذي نحن فيه، أن تمارس كل دولة حرية التصرف بشأن ما تسلمه لأوكرانيا». وفي الوقت الحالي، لا تزال الفكرة تواجه تحفظا في بولندا وبقية دول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي التي تملك هذه الطائرات السوفييتية. هناك عاملان يمكن أن يفسرا ذلك: الرغبة في عدم إضعاف أسطولها المقاتل في خضم حرب على أعتابها، والخشية من أن تعتبرها روسيا طرفاً في النزاع.