الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

«وثيقة صادمة» حول التهديدات السنوية ضد أمريكا

«وثيقة صادمة» حول التهديدات السنوية ضد أمريكا

قافلة للجيش الروسي قبل بدء العمليات في أوكرانيا. (epa)

الصين تعمل على تطوير واحدة من أقوى الأسلحة النووية في التاريخ

روسيا مصممة على الهيمنة على أوكرانيا ودول أخرى في أوروبا


إيران تواصل مساعيها نحو تآكل النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط

أصدرت لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي، وثيقة صادمة، عن تقييم التهديدات السنوية ضد الولايات المتحدة، الذي يجريه مكتب مدير المخابرات الوطنية، أشارت إلى أن الصين وروسيا هما أهم خصوم واشنطن، حيث تعمل الصين على تطوير واحدة من أعظم قوات الأسلحة النووية في التاريخ، بينما ستستغل روسيا كل فرصة لتقويض الولايات المتحدة وحلفائها، كما أن إيران ستستمر في تهديد المصالح الأمريكية، وتسعى إلى تآكل النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، كما أن كوريا الشمالية مستمرة في توسعة ترسانتها النووية وتطوير الصواريخ الباليستية، وكذلك فإن الجماعات الإرهابية من الممكن أن تستغل ضعف الحكم في أفغانستان لشن هجمات ضد المصالح الأمريكية.



أهم التهديدات


وعرضت وكالة بلومبرغ أهم ملامح الوثيقة التي صدرت في 31 صفحة، وقالت «ستواجه الولايات المتحدة وحلفاؤها، في العام المقبل، بيئة أمنية عالمية، متزايدة التعقيد والترابط، تتميز بتنافس القُوى العُظمى والصراع، بينما تتنافس التهديدات الجماعية العابرة للحدود، لجميع الدول والجهات الفاعلة، على اهتمامنا، في ظل محدودية الموارد». ولفتت الوثيقة إلى أنه كان من المقرر أن يتناول كبار قادة المخابرات في البلاد، تقييم وثيقة المخاطر والتهديدات الجديدة، عند الإدلاء بشهادتهم أمام لجنة مجلس النواب، الثلاثاء، ومنهم مدير المخابرات الوطنية أفريل هينز، ورئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، ورئيس وكالة الأمن القومي الجنرال بول ناكاسوني، ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر وراي. وتكمن أهمية تلك الوثيقة، والتقييم السنوي، إلى أنها تأتي كخلاصة إجماع 17 وكالة مخابرات في أمريكا، حول التهديدات الرئيسية التي تواجه الولايات المتحدة، ولهذا يستخدمها المشرعون وصانعو السياسات كأساس لاتخاذ القرارات الحاسمة، والتشريعات ووضع الميزانيات. وأشارت بلومبيرغ إلى أن وثيقة تقييم المخاطر، تم وضعها قبل بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وبالتالي من المتوقع أن يطلب أعضاء المجلس، من رؤساء المخابرات، تقديم أحدث التقييمات، والآثار المترتبة على الغزو الروسي خلال جلسة اللجنة، الثلاثاء.

الخطر الروسي

وحذر التقييم من أن روسيا مصممة على الهيمنة على أوكرانيا ودول أخرى، على المدى القريب، ولكنها في نفس الوقت، لا تريد صراعاً مباشراً مع القوات الأمريكية. وأضاف «تقديراتنا أن موسكو ستستمر في استخدام مجموعة من الأدوات لتعزيز مصالحها الخاصة، أو تقويض مصالح الولايات المتحدة وحلفائها، نتوقع أن تدخل موسكو نفسها في الأزمات، عندما تكون مصالح روسيا على المحكّ، أو تكون التكاليف المتوقعة لما يمكن أن تعمله منخفضة، أو ترى فرصة للاستفادة من فراغ السلطة». كما تقدر وكالات الاستخبارات، أن مجموعة «فاغنر» وشركات الأمن الخاصة الأخرى التي يديرها مواطنون روس، مقربون من الكرملين «توسع نفوذ موسكو العسكري بتكلفة منخفضة في مناطق تتراوح من سوريا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي، مما يسمح لروسيا بالتنصل من تورطها والنأي بنفسها».

مخاطر الصين

وبالنسبة للصين، ذكر التقييم أن الحزب الشيوعي الصيني سيعمل على الضغط على تايوان، من أجل ضمها إلى الصين، وتقويض نفوذ الولايات المتحدة، ودق إسفين بين واشنطن وشركائها، وتعزيز بعض المعايير التي تفضل نظامها. كذلك، ووفقاً للتقييم المخابراتي، فإن الصين ستواصل «أكبر توسع في القوة النووية على الإطلاق وتنويع ترسانتها في تاريخها، فالصين ليست مهتمة بالاتفاقيات التي تقيد خططها، ولن توافق على المفاوضات التي تضمن مزايا أمريكية أو روسية». وتابع«من المحتمل أن تضمن جهود الصين للسيطرة على تايوان، المزيد من الاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية لرقائق أشباه الموصلات». واستمر التقييم يقول «ستظل الصين أكبر تهديد للقدرة التنافسية التكنولوجية للولايات المتحدة، حيث تستهدف بكين القطاعات الرئيسية والتكنولوجيا التجارية والعسكرية المملوكة من الولايات المتحدة والشركات والمؤسسات الحليفة، ومن شبه المؤكد أن الصين قادرة على شن هجمات إلكترونية، قادرة على أن تعطل خدمات البنية التحتية الحيوية داخل الولايات المتحدة، بما في ذلك خطوط أنابيب النفط والغاز وأنظمة السكك الحديد». وأشار التقييم إلى أن الصين أطلقت العام الماضي، سلاحاً تفوق سرعته سرعة الصوت، تم تصميمه ليكون قادراً على الإفلات من الدفاعات الأمريكية، وطار ذلك السلاح عبر جميع أنحاء العالم، وعاد إلى داخل الصين، "وصنفت الولايات المتحدة، جميع تفاصيل ذلك الاختبار، على أنها سرية للغاية".

إيران والمخاطر النووية

وتطرق التقييم إلى إيران، وبرنامجها النووي، وقال التقييم إن إيران لا تقوم في الوقت الحالي بأنشطة تطوير أسلحة نووية رئيسية، التي ستكون ضرورية لإنتاج سلاح نووي، لكن من المحتمل أن يفكر المسؤولون في طهران في تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 90٪، للحصول على السلاح النووي، إذا لم يتم تخفيف العقوبات المفروضة عليها. وأشار التقييم إلى أنه من المعتقد أن المفاوضات الحالية لإحياء الاتفاق النووي، المبرم عام 2015 مع إيران، قد وصل إلى المراحل الأخيرة.

تهديد بيونغ يانغ

وتطرقت وثيقة تقييم التهديدات إلى كوريا الشمالية، باعتبارها من أبرز التهديدات على الولايات المتحدة، حيث قالت «لا تزال كوريا الشمالية ملتزمة بشدة بتوسيع ترسانتها من الأسلحة النووية، ومواصلة البحث والتطوير بالنسبة للصواريخ الباليستية». وأضافت الوثيقة «تطوير كوريا الشمالية المستمر للصواريخ البالستية العابرة للقارات، يوضح نيتها في تعزيز قدرتها على إيصال الأسلحة النووية، فالنظام في كوريا الشمالية يواصل إعطاء الأولوية للجهود المبذولة لبناء قوة صاروخية ذات قدرة متزايدة، مصممة للتهرب من الدفاعات الصاروخية الأمريكية والإقليمية». وذكرت الوثيقة أنه من المحتمل أن يستمر زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، في إصدار أوامر بإجراء اختبارات صاروخية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، وصواريخ كروز، والصواريخ الباليستية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، للتحقق من الأهداف التقنية، وتعزيز الردع". وأكدت الوثيقة أن «البرنامج الإلكتروني لكوريا الشمالية يشكل تهديداً متطوراً للتجسس والجرائم والهجمات الإلكترونية، وهو في وضع جيد للقيام بهجمات إلكترونية مفاجئة، نظراً لتخفّيها وتاريخها في العمل الجريء، ويمتلك النظام في كوريا الشمالية، الخبرة اللازمة، لإحداث اضطرابات مؤقتة ومحدودة، في بعض شبكات البنية التحتية الحيوية، وتعطيل شبكات الأعمال، في الولايات المتحدة».

مخاطر الإرهاب

وتطرقت وثيقة التهديدات أيضاً إلى أن الجماعات الإرهابية وتنظيم داعش والقاعدة ستستغل ضعف الحكم في أفغانستان، من أجل مواصلة التخطيط لهجمات إرهابية ضد الأشخاص والمصالح الأمريكية، بما في ذلك- بدرجات متفاوتة- الولايات المتحدة، وتفاقم عدم الاستقرار في مناطق، مثل أفريقيا والشرق الأوسط.