الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

شرق أوكرانيا.. معركة كبيرة تلوح في الأفق

شرق أوكرانيا.. معركة كبيرة تلوح في الأفق

أوكرانيا حثت الناس على الرحيل من شرق أوكرانيا تحسباً لهجوم كبير. (رويترز)

واصلت القوات الروسية قصف أهداف في شرق أوكرانيا، الأحد، بالصواريخ والمدفعية، في وقت يعتزم فيه المستشار النمساوي لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما قالت واشنطن إنها ستلبي طلب كييف مزيداً من المساعدات العسكرية من خلال توفير «الأسلحة التي تحتاجها» للدفاع عن نفسها في مواجهة روسيا.

وقال المستشار النمساوي كارل نيهامر إنه سيلتقي ببوتين، الاثنين، في موسكو وسيكون أول زعيم من الاتحاد الأوروبي يجلس وجها لوجه مع بوتين منذ بدء الصراع في 24 فبراير.

وكتب نيهامر على تويتر يقول «نحن محايدون عسكرياً، لكن لدينا موقفاً واضحاً حيال العدوان الروسي على أوكرانيا... يجب أن يتوقف! هناك حاجة لممرات إنسانية ووقف لإطلاق النار وتحقيق شامل في جرائم حرب».

والتقى نيهامر بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف، السبت، وهو اليوم ذاته الذي التقى معه أيضا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وتعهد بأن يزود أوكرانيا بمئة وعشرين عربة مدرعة وأنظمة صواريخ مضادة للسفن.

اقرأ أيضاً.. «سلة يورانيوم العالم».. لماذا تعتبر أوكرانيا بالغة الأهمية للاتحاد الأوروبي؟

وفشلت روسيا في السيطرة على أي مدينة رئيسية منذ اندلاع الصراع، لكن أوكرانيا تقول إن موسكو تحشد قواتها في الشرق لشن هجوم كبير وحثت الناس على الفرار.

وقال مسؤولون إن القوات الروسية أطلقت صواريخ على منطقتي لوهانسك ودنيبروبتروفسك في أوكرانيا الأحد. وقال فالنتين ريزنيشنكو حاكم منطقة دنيبروبتروفسك بوسط البلاد إن الصواريخ دمرت المطار بالكامل في مدينة دنيبرو.



من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن صواريخ عالية الدقة دمرت مقر كتيبة دنيبرو في بلدة زفونتسكي.

ومنذ بداية الصراع، يناشد زيلينسكي القوى الغربية تقديم مزيد من المساعدات الدفاعية ومعاقبة موسكو بعقوبات صارمة تشمل حظراً على صادرات الطاقة الروسية.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان لشبكة (إيه.بي.سي نيوز) «سنزود أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاجها لصد الروس من أجل منعهم من الاستيلاء على مزيد من المدن والبلدات».

وفي مقتطفات من مقابلة مع برنامج «60 دقيقة»، عبر زيلينسكي للشبكة نفسها عن ثقته في قواته المسلحة لكن «لسوء الطالع ليس لدي ثقة بأننا سنحصل على كل ما نحتاجه» من الولايات المتحدة.



وقبل ذلك قال زيلينسكي على تويتر إنه تحدث هاتفيا إلى المستشار الألماني أولاف شولتس بشأن فرض عقوبات إضافية، علاوة على تقديم المزيد من الدعم الدفاعي والمالي لبلاده.

وذكر مكتب زيلينسكي أن الرئيس ناقش مع مسؤولين أوكرانيين مقترحات كييف لفرض مجموعة جديدة من عقوبات الاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضاً.. الحرب الأوكرانية.. دعاية مجانية للإعلان وتسويق الأسلحة

وجدد زيلينسكي في خطاب ألقاه عبر الفيديو في ساعة متأخرة من مساء السبت مناشدته بفرض حظر كامل على منتجات الطاقة الروسية وإمداد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة.

وكان الاتحاد الأوروبي فرض الجمعة حظراً على استيراد الفحم والخشب والمواد الكيماوية وغيرها من المنتجات الروسية، لكن واردات النفط والغاز من روسيا ما زالت كما هي.

عقوبات جديدة

وفجر تزايد الضحايا المدنيين إدانات دولية واسعة النطاق وأدى لفرض عقوبات جديدة. وقال مسؤول أوكراني إنه تم العثور على مقبرة تضم جثتين لمدنيين على الأقل في قرية بوزوفا بالقرب من كييف، في أحدث اكتشاف من نوعه منذ الانسحاب الروسي من مناطق في شمال العاصمة.

وقال سوليفان الأحد إنه يتوقع أن يعمد الجنرال الروسي المعيّن حديثا للإشراف على العمليات في أوكرانيا إلى تدبير جرائم وأعمال وحشية بحق المدنيين الأوكرانيين. ولم يذكر سوليفان أي دليل.



ورفضت روسيا مزاعم أوكرانيا والدول الغربية بارتكاب جرائم حرب. ونفت استهداف مدنيين، وأكدت أن الهدف من «العملية العسكرية الخاصة» الجارية هو نزع سلاح أوكرانيا، و«القضاء على النازيين» فيها.

وأجبر الصراع نحو ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة على ترك منازلهم، وحول المدن إلى أنقاض وتسبب في قتل أو جرح الآلاف.

قصف عنيف

وتتعرض بعض المدن في الشرق لقصف عنيف ولا يستطيع عشرات الآلاف المغادرة. وصارت دعوات المسؤولين الأوكرانيين للمدنيين بالفرار أكثر إلحاحاً بعد هجوم صاروخي الجمعة على محطة قطارات في مدينة كراماتورسك بمنطقة دونيتسك، كانت مكتظة بالنساء والأطفال وكبار السن الذين يحاولون المغادرة.

وقال بافلو كيريلينكو، حاكم منطقة دونتسك، إن عدد القتلى جراء ضربة صاروخية على محطة قطارات في مدينة كراماتورسك الأوكرانية ارتفع إلى 57. وأضاف أن 109 أشخاص أصيبوا في الهجوم الذي ألقت أوكرانيا بالمسؤولية عنه على روسيا. لكن روسيا نفت مسؤوليتها، قائلة إن طراز الصواريخ المستخدمة في الهجوم لا يستخدمه سوى الجيش الأوكراني.

ودعا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى هدنة في عيد القيامة بأوكرانيا وأدان «حماقة الحرب» أثناء رئاسته قداس أحد الشعانين (أحد السعف) في ساحة القديس بطرس أمام عشرات الآلاف من الزوار. وتساءل «أي نوع من النصر هذا الذي يرفع علماً فوق كومة من الأنقاض؟».

وخلال عظة في موسكو الأحد، دعا البطريرك كيريل رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، والحليف المقرب للرئيس فلاديمير بوتين، الناس إلى الالتفاف حول السلطات.