الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

فسفور أبيض حارق.. هل تعرضت ماريوبول لهجوم كيميائي؟

فسفور أبيض حارق.. هل تعرضت ماريوبول لهجوم كيميائي؟

المعلومات غير مؤكدة.. وبريطانيا تتحقق. (رويترز)

أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، الاثنين، أنّ بلادها تتحقّق من صحّة معلومات عن استخدام القوات الروسية أسلحة كيميائية في هجوم شنّته على مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة.

وأفادت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) بأن بريطانيا تخشى أن تكون القوات الروسية استخدمت ذخائر الفسفور الأبيض في قصف ميناء ماريوبول الأوكراني المحاصر.

ونقلت الوكالة عن تقييم لاستخبارات الدفاع البريطانية أن روسيا استخدمت بالفعل الفسفور الأبيض في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.

ما هو الفسفور الأبيض؟

يستخدم الفسفور الأبيض للإضاءة ليلاً أو لخلق ستار من الدخان، ولكن عندما يتم نشره كسلاح فإنه يسبب حروقاً مروعة.

وقال التقييم الاستخباراتي الذي نشرته وزارة الدفاع، الاثنين، إن «استخدام القوات الروسية السابق لذخائر الفوسفور في منطقة دونيتسك يرفع احتمالية استخدامها في المستقبل في ماريوبول مع اشتداد القتال من أجل السيطرة على المدينة».

من جانبها، كتبت تراس في تغريدة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «هناك تقارير مفادها أنّ القوات الروسية قد تكون استخدمت عوامل كيميائية في هجوم على سكّان ماريوبول. نعمل بشكل عاجل مع الشركاء للتحقّق من التفاصيل».

وشدّدت الوزيرة على أنّ «أيّ استخدام لمثل هذه الأسلحة سيشكّل تصعيداً وحشياً في هذا النزاع، وسنحاسب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ونظامه».

فشل في الجهاز التنفسي

وكانت البرلمانية الأوكرانية إيفانا كليمبوش قالت في وقت سابق الاثنين إنّ القوات الروسية استخدمت «مادة غير معروفة» في ماريوبول وإنّ أناساً في المدينة يعانون من فشل في الجهاز التنفّسي. وكتبت في تغريدة: «على الأرجح أسلحة كيميائية!».

وأتت تغريدة البرلمانية الأوكرانية بعيد إعلان كتيبة آزوف الأوكرانية أنّ طائرة مسيّرة روسية ألقت «مادّة سامّة» على عسكريين ومدنيين أوكرانيين في ماريوبول.

اقرأ أيضاً.. «عنصرية آزوف» و«وحشية الشيشان».. قصة الرصاص المغموس بدهن الخنزير

وقال مؤسّس الكتيبة أندريه بيليتسكي في رسالة مصوّرة على تطبيق تليغرام إنّه بُعيد إلقاء الطائرة المسيّرة هذه المادّة المجهولة، عانى البعض من فشل تنفّسي ومشاكل عصبية. وأضاف «لقد ظهرت على ثلاثة أشخاص علامات واضحة على تسمّمهم بموادّ كيميائية حربية، لكن من دون عواقب كارثية».

لكنّ بترو أندريوشينكو، مستشار رئيس بلدية ماريوبول، قال عبر تطبيق تليغرام إنّ «المعلومات حول الهجوم الكيميائي غير مؤكّدة حالياً»، مشيراً إلى أنّ السلطات ستدلي لاحقاً بمزيد من التفاصيل.. «نحن ننتظر معلومات رسمية من العسكريين».

وفي واشنطن، قال المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي إنّ الإدارة الأمريكية على علم بالتقارير الواردة عن هجوم كيميائي محتمل في المدينة الاستراتيجية، لكنّها لا تستطيع أن تؤكّد صحّتها.

اقرأ أيضاً.. رعبٌ يهدد بـ«إخلاء أوروبا».. 4 محطات نووية في أوكرانيا و15 مفاعلاً في الخدمة

وأضاف كيربي «هذه المعلومات، إذا كانت صحيحة، فهي مقلقة للغاية وتعكس مخاوفنا بشأن إمكانية أن تستخدم روسيا في أوكرانيا موادّ مختلفة لمكافحة الشغب، بما في ذلك غازات مسيلة للدموع ممزوجة بموادّ كيميائية».

إخراج الحيوانات من جحورها

وكان إدوارد باسورين، المسؤول البارز في قوات دونيتسك الانفصالية، تطرّق إلى إمكانية استخدام أسلحة كيميائية ضدّ المدينة الساحلية الجنوبية التي تقاوم منذ أسابيع القصف الروسي.

ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية للأنباء عن المسؤول الموالي لموسكو قوله الاثنين إنّ القوات التي تحاصر ماريوبول قد «تلجأ إلى القوة الكيميائية التي ستجد طريقة لإخراج حيوانات الخلد من جحورها»، في إشارة إلى الجنود الأوكرانيين المتحصّنين في المدينة. لكن تنفي روسيا باستمرار أن تكون قواتها قد ارتكبت أيّ جرائم حرب في أوكرانيا.

ومن المقرر أن تكثف المملكة المتحدة دعمها العسكري لأوكرانيا بعد زيارة رئيس الوزراء بوريس جونسون لكييف والتي التقى خلالها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطلع الأسبوع. وقال وزير شؤون مجلس الوزراء جورج يوستيس لشبكة «سكاي نيوز»: «كان الأوكرانيون شجعاناً بشكل لا يصدق، وأعتقد أن الرئيس زيلينسكي قاد شعبه بشكل جيد، وقد شعرنا جميعاً بالتواضع حقاً من أعمال الشجاعة التي رأيناها، لكننا صدمنا أيضاً بشدة من بعض تلك المشاهد الرهيبة التي نراها الآن في المدن التي انسحبت منها روسيا».