الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

«بعد زيارة بيربوك».. جدل حول بقاء الجيش الألماني في مالي

«بعد زيارة بيربوك».. جدل حول بقاء الجيش الألماني في مالي

زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لقوات بلادها في مالي

بينما كانت تشهد ألمانيا تصاعد الجدل حول بقاء أو انسحاب قوات الجيش الألماني في مالي، جاءت زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الثلاثاء، لقوات بلادها في مالي، لأول مرة منذ توليها منصبها بالحكومة الألمانية الجديدة.وأكد تقرير لصحيفة «فرانكفورتر الألمانية تسيتونغ» أن الحكومة الألمانية أمام قرار صعب للغاية، بشأن مستقبل مهمة قواتها في مالي، وأنه بعد رحيل فرنسا من هناك، فستزداد حرية حركة الجماعات الإسلامية بشكل كبير، ما سيشكل خطراً كبيراً على الجنود الألمان هناك.وكانت فرنسا قد أعلنت قبل أسابيع قليلة، أنها ستنهي مهمتها التي تعرف باسم «برخان» لمكافحة الإرهاب وتنسحب من مالي، وتتفاوض وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرشت حالياً مع باريس بشأن ما إذا كان بإمكان الجيش الألماني استخدام طائرات الهليكوبتر الهجومية الفرنسية، التي ستتمركز في النيجر المجاورة، في حالة الطوارئ.

تحدٍّ كبير

ووصفت وزيرة الخارجية بيربوك استمرار التزام الجيش الألماني في مالي بغرب أفريقيا بأنه «تحدٍّ كبير»، وقالت بعد زيارتها لجنود ألمان في مدينة جاو في مالي، إن إعلان انسحاب القوات الفرنسية من مالي يعني «مسؤولية خاصة لألمانيا».ويعمل نحود 300 جندي من القوات المسلحة الألمانية حالياً في مهمة تدريب الاتحاد الأوروبي في مالي، وتشمل المشاركة الألمانية في بعثة الأمم المتحدة «مينوسما» نحو ثلاثة أضعاف هذا العدد، وينتهي الانتدابان المنفصلان في نهاية مايو المقبل، ومن المتوقع أن يقلل الجيش الألماني من وجوده في البلاد بشكل كبير خلال الأشهر المقبلة.وقال النائب بالبرلمان الألماني، يوهان فادفول، إن قرار الاتحاد الأوروبي بوقف بعثته يجب أن «يثير قلق ألمانيا وحلفائها»، وطالب «بالاستعداد لاستئناف العلاقات مع الحكومة العسكرية في مالي».وتعد العلاقة بين دول الاتحاد الأوروبي والقيادة في مالي، مقطوعة بعد الانقلاب الذي وقع العام الماضي، حيث بذلت الحكومة العسكرية كل ما في وسعها لعزل فرنسا والأوروبيين الآخرين.وقال فادفول إن الاتحاد الأوروبي يواجه معضلة خطيرة في مالي، حيث أنه يجب ألا يدع البلاد تقع في أيدي الإرهابيين، ولا يريد دعم المجلس العسكري، أو ترك الميدان للمرتزقة الروس الناشطين في مالي.وتحدث فادفول مؤيداً زيادة مشاركة الجيش الألماني هناك، ومواصلة مهمة تدريب الاتحاد الأوروبي في بلدان أخرى في المنطقة، مثل النيجر.

مطالبات بالانسحاب

من جهته قال النائب الألماني من أصول عربية، علي الديلمي، إن الحكومة الألمانية تتصرف بدون أفكار، وبدون خطة في مالي، وإن بعثة الاتحاد الأوروبي في مالي، فشلت في جميع المجالات، وطالب مع حزبه اليساري الألماني، بالانسحاب الكامل للجيش الألماني من مالي ودول أخرى بمنطقة الساحل.كما نشرت صحيفة «دي فيلت» الألمانية تحليلاً لزيارة وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك لمالي، معتبراً أنها كان من المفترض أن تكون جولة وداع، حيث إن الجيش الألماني لم يعد له أي مكان في مالي، لا كقوة تدريب في إطار الاتحاد الأوروبي، ولا كجزء من مهمة «مينوسما» التابعة للأمم المتحدة.وأكد التحليل أن مالي «أرض ضائعة»، على رأسها زمرة من الضباط، وعلى الرغم من أنهم يريدون أيضاً هزيمة الإسلاميين، إلا أنهم غير مبالين بالوسائل للقيام بذلك، وفتحوا البلاد أمام مجموعة المرتزقة الروسية «فاغنر»، وأن الجنود الأوروبيين يقابلون بالعداء هناك.وتساءلت الصحيفة عما إذا كان الجيش الألماني لم يتمكن من إضعاف الفرع المالي لتنظيم داعش هناك منذ عام 2013، فكيف سينجح في المستقبل فيما فشل فيه طوال تسع سنوات؟

إقرأ أيضاً..خاص | تركيا تعرض على إسرائيل تحالفاً لـ«تغيير قواعد اللعبة»

الأولوية لأوروبا

وطالبت الصحيفة بضرورة تواجد الجيش الألماني في أوروبا لكونها أكثر أهمية لمواجهة الحرب الروسية في أوكرانيا، وتهديدات موسكو للجناح الشرقي لحلف الناتو، وأنه من الحكمة أن تعيد برلين الجيش الألماني إلى الدور الذي لعبه كقوة برية مركزية لحلف الناتو خلال الحرب الباردة.واعتبرت الصحيفة أن روسيا ستكون هي الخصم العسكري الرئيسي للتحالف الغربي في أوروبا، وفي هذه الحالة، ستكتسب ألمانيا أهمية خاصة، عندما تتجه أمريكا أكثر إلى الصين، وسيكون على ألمانيا مهمة إراحة الأمريكيين في القارة الأوروبية بطريقة تحافظ على قوة الردع لحلف الناتو في حالة انخفاض الانتشار الأمريكي في أوروبا.وأكدت الصحيفة أن ألمانيا تواجه حالياً ثلاثة تهديدات؛ الإرهابيين الروس والصينيين والإسلاميين، ويعد التهديد الأخير له أهمية ثانوية بالنسبة لبرلين في الوضع الحالي.