السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الأسلحة فرط صوتية.. من يضغط على زر يوم القيامة؟

الأسلحة فرط صوتية.. من يضغط على زر يوم القيامة؟

الأسلحة الفرط الصوتية قادرة على شل منافس قوي دون الحاجة إلى خوض حرب نووية

بكين أعلنت تحقيق اختراقات في تكنولوجيا مثل هذه الأسلحة

5 أضعاف سرعة الصوت ويمكن لجزيئات الهواء تغيير سرعتها

6 دول من ضمنها الهند وألمانيا في طريقهم لامتلاك هذه الأسلحة

فرضت الأسلحة الفرط الصوتية نفسها على الساحة الدولية العسكرية، خاصة داخل الدول الكبرى المتنافسة، عقب استخدام روسيا لها في غرب أوكرانيا لاستهداف مستودع ذخيرة، الأمر الذي ينذر بمزيد من المشاحنات الدولية في ظل سباق التسلح بين الأقطاب الدولية لضمان سرعة إحراز التقدم الاستراتيجي ليس في إنتاج الأسلحة الفرط الصوتية فحسب، بل وتطوير أنظمة دفاعية قادرة على التصدي لها في ظل عجز أنظمة الدفاع التقليدية عن اكتشاف أو تعقب أو إسقاط الأسلحة الفرط الصوتية، بما في ذلك أنظمة الولايات المتحدة الأمريكية؛ بسبب سرعتها العالية وقدرتها على المناورة، ورغم محاولة الولايات المتحدة الأمريكية التقليل من البعد العسكري للضربة الفرط الصوتية الروسية، كونها استهدفت منشأة تخزين ثابتة، إلى حد وصف بعض القادة العسكريين الأمريكيين الضربة بمطرقة كبيرة على هدف صغير، إلا أن بعد أيام قليلة من تلك الضربة، وتحديداً خلال منتصف مارس الماضي، اختبرت الولايات المتحدة الأمريكية صاروخاً تفوق سرعته سرعة الصوت، دون الإعلان عن هذا الاختبار في حينه تخوفاً من إضفاء مزيد من التوتر على جو موتور بالفعل مع روسيا، ما يؤكد زيادة تركيز الولايات المتحدة الأمريكية على تطوير ترسانة أسلحة فرط صوتية خاصة بعد تجارب روسيا والصين الناجحة خلال الأشهر الأخيرة، خوفاً من التخلف عن تكنولوجيا عسكرية ضرورية في المستقبل.وتكمن جاذبية الأسلحة الفرط الصوتية في قدرتها على شل منافس قوي دون الحاجة إلى خوض حرب نووية، ما يعني أنه خلال أي نزاع إقليمي يمكن النظر إلى الأسلحة الفرط الصوتية كونها تهديداً أكثر مصداقية من الأسلحة النووية، لا سيما مع تزايد نسبة فشل أنظمة الدفاع الجوي في إسقاطه بنسبة تصل إلى 78% في حال كانت سرعته 5 أضعاف سرعة الصوت، مع إمكانية أن تصل نسبة الفشل إلى %90 إذا وصلت سرعته 6 أضعاف سرعة الصوت.

ما هي الأسلحة الفرط الصوتية؟

الأسلحة الفرط الصوتية هي أسلحة سريعة للغاية تصل سرعتها إلى 5 أضعاف سرعة الصوت، ويمكن لجزيئات الهواء المحيطة بها أن تغير سرعتها، وما يزيد من خطورتها قدرتها على حمل رؤوس نووية على ارتفاع أقل بكثير من الصواريخ البالستية التقليدية عن طريق اتباع مسار يعرف باسم «المسار المنخفض للمجال الجوي البالستي» الذي عادة عندما يحاول الدفاع الصاروخي القائم على الرادار اعتراضها يكون قد فات الأوان، ما يضعها في قلب المنافسة المتصاعدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، والتي تعد الدول الوحيدة التي تمتلك تلك الأسلحة، إلا أن دولاً عدة أخرى تقوم بالتحقيق في هذه التكنولوجيا بينها ( الهند- اليابان- أستراليا- فرنسا- ألمانيا- كوريا الشمالية)، لا تتيح الأسلحة الفرط الصوتية مساراً محدد سلفاً، ويمكنها المناورة في طريقها إلي وجهتها، وتنقسم إلي نوعين رئيسيين؛ أولهما: صاروخ كروز، الذي يستخدم محركات عالية السرعة تتنفس الهواء لدفعها إلى سرعات تفوق سرعة الصوت. والآخر: المركبات الانزلاقية، والتي تنطلق من صاروخ في الفضاء لتنزلق إلى هدف في مسار غير متوقع.

إقرأ أيضاً..خاص | خلافة خامنئي تدفع رئيسي لـ «تحصين» الحرس الثوري

تخوفات من صواريخ كنزال الروسية

يصنف صاروخ «كنزال» ضمن الصواريخ البالستية، ورغم سرعته التي تفوق سرعة الصوت، إلا أن هذا ينطبق على جميع الصواريخ البالستية تقريباً في مرحلة ما أثناء مسارها، غير أنه يعتقد أن الصاروخ الروسي مشتق من صاروخ 9K720 Iskander-M الذي أطلق من الأرض وهو صاروخ قصير المدي، والذي يمكن أن يحمل رؤوساً تقليدية أو نووية.

أطلقت روسيا صاروخ فرط الصوت الخاص بها المسمى «كنزال» على أوكرانيا من الجو، ويمكن لهذا الصاروخ أن يصيب هدفاً على بُعد 2000كم، لذا فإن عملية إطلاقه لم تكن صدفة أو لإصابة هدف صغير مثلما وصفه القادة الأمريكيون، بالنظر إلى أن في حال وضع تلك الصواريخ في إقليم كاليننغراد الروسي، فإن ذلك من شأنه أن يضع العديد من العواصم الأوروبية داخل دائرة الإطلاق، خاصة أن العاصمة الألمانية تقع على بُعد أقل من 600 كم من الإقليم الروسي الذي يحده دول بولندا وليتوانيا وبحر البلطيق.

التنافس الصيني -الأمريكي

تتغير برامج الأسلحة الفرط صوتية بسرعة كبيرة مع التطور التكنولوجي، غير أن السرعات الحالية يضاعف من مخاطرها، لاسيما وأنه نظرياً يستغرق صاروخ فرط صوتي يطلق من سفينة أو غواصة أمريكية 8 دقائق لإصابة هدف على بُعد 1000كم إذا ما تم مقارنته بصاروخ «توماهوك» الانسيابي، والذي قد يستغرق أكثر من ساعة لإصابة الهدف ذات.أظهرت الصين بشكل علني صاروخ DF-17 البالستي في عرض عسكري خلال عام 2019، كما أعلنت عن تحقيق اختراقات في تكنولوجيا البحث عن الحرارة لمثل هذه الأسلحة، والتي قالت الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن زادت من تمويلها بشكل كبير للبحوث عن الأسلحة فرط صوتية، إنها قد لا تتوفر قبل عام 2025، الأمر الذي يظهر تأخر الولايات المتحدة الأمريكية عدة سنوات عن الصين في مجال تكنولوجيا التي تفوق سرعة الصوت على الرغم من الاستثمارات الكبيرة وتوقعات برفع إجمالي التمويل الأمريكي ليصل إلى نحو 15 مليار دولار أمريكي بين عامي 2024- 2015 دون تضمين تكاليف الإنتاج، في وقت أعلنت دول المملكة المتحدة وأستراليا والولايات المتحدة في بيان مشترك عن تعاونهم بشأن تطوير أسلحة فرط صوتية، ومضادات لتلك الأسلحة كجزء من اتفاقية «أوكوس» الأمنية الجديدة في إطار مواجهة الصعود الصيني.