السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

الانتخابات الفرنسية: ناخبون يمتنعون عن التصويت في جولة الحسم.. تعرف على السبب

الانتخابات الفرنسية: ناخبون يمتنعون عن التصويت في جولة الحسم.. تعرف على السبب

طابور للتصويت في الجولة الثانية للانتخابات الفرنسية. (أيه بي)

انطلقت صباح الأحد الجولة الثانية والحاسمة، من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، بينما رأت شريحة من الناخبين الفرنسيين، الامتناع عن التصويت في تلك الجولة الحاسمة، بحسب تقرير نشرته صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. وقالت الصحيفة إن هناك مجموعة من العوامل؛ من بينها عدم الكفاءة والمواقف الراديكالية خاصة في ما يتعلق بالهجرة بالنسبة للمرشحة اليمينية مارين لوبن، والغطرسة تجاه جزء من الفرنسيين، والقرارات غير العادلة أثناء أزمة كوفيد-19، بالنسبة لإيمانويل ماكرون، كانت وراء اعتزام بعض الناخبين من المعسكرين، اليمين واليسار، الامتناع عن التصويت.

وكانت الجولة الأولى من الانتخابات قد جرت في 10 أبريل الجاري، وتصدرها المرشح لولاية رئاسية ثانية عن حزب «الجمهورية إلى الأمام»، إيمانويل ماكرون، ثم اليمينية زعيمة حزب «التجمع الوطني»، مارين لوبن، اللذان سيتنافسان في الجولة الثانية الحاسمة، الأحد 24 أبريل. وذكرت الصحيفة أن ممن قرروا الامتناع عن التصويت، في المعسكر اليميني، يرون أن لوبن، غير مقنعة لقيادة البلاد، وفي المعسكر اليساري، هناك غضب على ماكرون، ما سيدفع بعض اليساريين إلى التصويت تصويتاً أبيض، أو الامتناع عن التصويت.

«عدم كفاءة» لوبن

وأبرز تقرير «لوفيجارو» أن امتناع بعض مؤيدي اليسار عن التصويت لماكرون، كان يمكن أن يكون نعمة لصالح لوبن، لكنها تواجه بدورها عقبتين؛ تتمثلان في الافتقار إلى الكفاءة والمكانة الرئاسية، بالنسبة للناخبين اليمينيين، ومواقفها الراديكالية خاصة في ما يتعلق بالهجرة، بالنسبة للناخبين اليساريين.كما يلقي الناخبون، من اليمين واليسار، باللوم على ماكرون ولوبن، في كل ما يخص الافتقار إلى رؤية شاملة لفرنسا، والشباب على وجه الخصوص، وعدم أخذ القضايا البيئية على محمل الجد. كما أن اليمين المحافظ غير مقتنع بالمرشحة اليمينية، ويقول العديد من الناخبين اليمينيين، من ذوي النزعة القومية المحافظة، إنهم كافحوا من أجل إقناع أنفسهم بقدرة لوبن على قيادة البلاد، لكن المناظرة التليفزيونية، التي تمت بينها وبين ماكرون الأربعاء انتهت بتراجعهم عن موقفهم.

شهادات فرنسيين لن يصوتوا

ونشرت الصحيفة بعض أراء الفرنسيين الذين أعربوا عن امتناعهم عن التصويت، ومنهم بيير (20 عاماً)، كان قد صوت في الدور الأول لصالح المرشح اليميني عن حزب «الاسترداد»، إيريك زمور، وكان من المؤكد أن يعطي صوته لصالح لوبن، في الجولة الثانية، لكن بيير غير رأيه في النهاية، وقرر أن يصوت تصويتاً أبيض. وقال بيير «بعد دراسة برنامج لوبن، ورؤية أدائها الإعلامي، جعلتني لوبن أتخلى عن خياري الأول.. من الواضح أنها ليست في المستوى، وأظهرت مناظرة الأربعاء أن لديها صعوبة في التعامل لإدارة التوتر»، أما ماكرون، فإن بيير يوبخه على «الليبرالية المتطرفة التحررية»، ولكن أيضاً بسبب الجواز الصحي، و«نفاقه» تجاه اللقاح، إلى جانب «الاحتقار».

ومن جانبها، صوتت لويز (25 عاماً)، وهي كاثوليكية متدينة، وصوتت في الدور الأول للانتخابات الرئاسية عام 2017 لصالح مرشح حزب «الجمهوريين» حينها، فرانسوا فيون، وصوتت في الدور الأول للانتخابات الرئاسية الفرنسية الجارية لإريك زمور، لكنها قررت أن تصوت في الدور الثاني الحاسم تصويتاً أبيض، حتى إذا كانت مارين لوبن المرشحة الأقرب إلى أفكارها، فهي لا تتمتع بالمكانة التي تجعلها رئيسة للبلاد، ولا بالقدرات الفكرية".

وقالت لويز إنها لن تغفر لماكرون «الدكتاتورية الصحية، إذ دفع الناس إلى الجنون عندما حبسهم في منازلهم، قائلة» لم يكن لدينا خيار في ما يخص الحجر الصحي الأول، مضيفة أنها تجده «متعجرفاً، ومنفصلاً عن الفرنسيين»، بحسب قولها.

ومن جهتها، قالت كليمونس (25 عاماً) والتي صوتت في كل انتخابات منذ أن كانت تبلغ من العمر 18 عاماً، لصالح اليمين، في ما يخص الجانب الاقتصادي، وإلى معسكر اليسار في ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية والبيئية، وصوتت في الدور الأول لصالح مرشح حزب «لنقاوم»، جان لاسال، الذي لديه برنامج واقعي متجذر في الحياة الواقعية، قبل أن يفشل في التأهل إلى الدور الثاني، وكانت مترددة في التصويت لصالح لوبن.

وذكرت كليمونس أنها صوتت في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017 لماكرون، لأنها كانت ترفض برنامج لوبن، الذي كان أكثر تطرفاً، لكنها بعد خمس سنوات، شعرت بخيبة أمل، بعدما كانت تأمل الكثير من المناظرة التليفزيونية التي جرت الأربعاء بين ماكرون ولوبن، إذ نجح الاثنان، بحسب قولها، في إثارة اشمئزازها، ودفعها للتفكير للمرة الأولى في الامتناع عن التصويت يوم الأحد.

منافسة شرسة

وينتظر أن يكون الدور الثاني أصعب بكثير من نظيره في 2017، الذي شهد منافسة بين ماكرون، وبين لوبان، وانتهى بفوز ساحق لماكرون، لكن هذه المرة تتساوى الحظوظ تقريباً بينهما. وحقق ماكرون الفوز في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2017 بـ66,10% من الأصوات، مقابل 33,90% لصالح لوبن، في حين ترتفع حظوظها في الانتخابات الجارية إلى 49% من الأصوات، مقابل 51% لماكرون، بحسب استطلاع أجراه «إيفوب فيديسيال» لصالح قناة "TF1" الفرنسية.