الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

الانتخابات الفرنسية: تراجع المشاركة وترقب للنتائج الأولية

الانتخابات الفرنسية: تراجع المشاركة وترقب للنتائج الأولية

إيمانويل ماكرون وزوجته خلال التصويت في جولة الحسم. إيه بي أيه

تقترب الجولة الثانية الحاسمة، من الانتخابات الرئاسية الفرنسية من نهايتها، وشهدت إقبالاً ضعيفاً، ومنافسة شرسة بين المرشحين، إيمانويل ماكرون، ومارين لوبن، وسط ترقب لإعلان النتائج الأولية، بينما من المقرر أن يتم إعلان النتيجة رسمياً صباح الأربعاء 27 أبريل الجاري، على أن يتم تنصيب الرئيس رسمياً في موعد أقصاه مساء 13 مايو المقبل.. وشهدت الجولة الثانية أضعف نسبة مشاركة عند منتصف النهار، مقارنة بآخر 3 انتخابات رئاسية فرنسية منذ 2007.

وكانت الجولة الأولى من الانتخابات قد جرت 10 أبريل الجاري، وتصدرها الرئيس إيمانويل ماكرون، متبوعاً باليمينية المتطرفة زعيمة حزب «التجمع الوطني»، مارين لوبن، اللذان يتنافسان في الجولة الثانية الحاسمة.

وبدأت عملية التصويت في الجولة الثانية في أراضي الجمهورية الفرنسية الواقعة في أوروبا، أو ما يسمى بـ«فرنسا متروبوليتان»، الأحد الساعة 8 صباحاً، في حين انطلق التصويت السبت، بسبب فارق التوقيت، في مقاطعات وأقاليم ما وراء البحار الفرنسية، وهي مجموعة من الأقاليم المختلفة تحت الإدارة الفرنسية خارج القارة الأوروبية، وأغلقت مكاتب التصويت أبوابها في الساعة 7 مساء، باستثناء المدن الكبرى، التي استمر التصويت فيها حتى 8 مساء.

الإعلان عن النتائج

ويصل عدد من لهم حق التصويت نحو 48.7 مليون ناخب فرنسي مسجل في اللوائح الانتخابية، وسط ترقب لإعلان وسائل الإعلام عن التقديرات الأولية للنتائج، وبعدها يخرج المرشحان للإدلاء بتصريحات، بينما يتم إعلان النتائج الرسمية الأربعاء 27 أبريل، بحسب موقع «فرونس آنفو» الإخباري.

تصويت ماكرون ولوبن

وأدلى ماكرون، ولوبن، بصوتيهما، إذ قام ماكرون وزوجته، بريجيت ماكرون، بالإدلاء بصوتيهما في مدينة لو توكيه، وخصص ماكرون وقتاً للقاء الجمهور الموجود في قاعة التصويت، قبل العودة إلى منزله لتناول طعام الغداء، ثم التوجه إلى باريس.. كما أدلت لوبن بصوتها بعد الساعة 11 صباحاً بقليل، في معقلها في مدينة هينان بومون الواقعة أيضاً في با دو كاليه في شمال فرنسا، حيث وصلت لوبن سيراً على الأقدام إلى مركز الاقتراع، وخصصت وقتاً للتجول وسط الحشد الموجود هناك، وذلك برفقة رئيس بلدية هينان بومون منذ 2014 المنتمي أيضاً إلى حزب «التجمع الوطني»، ستيف بريوا، ومساعده، النائب برونو بيلدي، وأودعت لوبن بطاقة الاقتراع في الصندوق مبتسمة أمام المصورين، بحضور العديد من الصحفيين، بما في ذلك وسائل الإعلام الأجنبية.. وتناولت لوبن الغداء في منزل بريوا، قبل التوجه إلى باريس، لحضور السهرة الانتخابية، التي ينظمها حزبها.

نسبة مشاركة ضعيفة

وبلغت نسبة المشاركة عند الساعة الخامسة بتوقيت فرنسا (السابعة بالتوقيت المحلي) 63,23 في المئة، وهي نسبة أقل بنقطتين من النسبة التي تم تسجيلها في الوقت نفسه في الدور الثاني لانتخابات 2017 الرئاسية، إذ بلغت النسبة 65,3 في المئة وقتها عند الخامسة مساء. وشارك بعض الفرنسيين الذين يعيشون بالخارج في التصويت، لكن المقيمين في مدينة شنغهاي الصينية لم يتمكنوا ذلك، بسبب الحجر الصحي الذي تخضع له أكبر مدينة في الصين في إطار استراتيجية (صفر كوفيد) الصينية، بعد تدهور الوضع الوبائي، في حين استطاع المغتربون الفرنسيون الموجودون في العاصمة الصينية بكين التصويت.

منافسة شرسة

وتوصف الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية الجارية، بأنها أصعب بكثير من انتخابات عام 2017، التي تنافس فيها ماكرون ولوبن، وانتهت وقتها بفوز ساحق لماكرون، نظراً لأن الانتخابات الحالية تشهد تساوي الحظوظ تقريباً بينهما، إذ حقق ماكرون الفوز في الجولة الثانية من انتخابات عام 2017 بـ66,10% من الأصوات، مقابل 33,90% لصالح لوبن، بينما ترتفع حظوظها في الجولة الحالية إلى 49% من الأصوات، مقابل 51% فقط لماكرون، بحسب استطلاع أجراه «إيفوب فيديسيال» لصالح قناة "TF1" الفرنسية.

إقرأ أيضاً..شولتس يتحدث لـ«دير شبيغل» عن فرص اندلاع حرب عالمية ثالثة

تنصيب الرئيس الجديد

وبعد الإعلان الرسمي عن نتيجة الانتخابات، الأربعاء 27 أبريل، ستقام مراسم تنصيب الرئيس في موعد أقصاه مساء 13 مايو، وخلال هذا الحفل، سيتلو رئيس المجلس الدستوري الفرنسي، لوران فابيوس، النتائج، ويعلنها رسمياً، ويقرر الفائز في الانتخابات رئيساً للجمهورية، وستتم دعوة الفرنسيين مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات التشريعية، المرتقبة في 12 و19 يونيو، لانتخاب النواب، وبالتالي منح الأغلبية، أو عدم منحها، للرئيس الفرنسي الجديد.

حل الجمعية الوطنية

وانتشرت أواخر مارس بعض التقارير حول أن الرئيس ماكرون، قد أصدر تعليماته لمقربيه، للقيام بدراسة جدية لحل الجمعية الوطنية (الغرفة الأولى للبرلمان الفرنسي) اعتباراً من 25 أبريل المقبل، وهو اليوم التالي للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وتنظيم الانتخابات التشريعية قبل موعدها، وهو ما قسّم الفرنسيين بين مؤيد ومعارض. ويأتي ذلك الاقتراح خوفاً من أن يكون الوقت الفاصل بين الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ضد حزب ماكرون «الجمهورية إلى الأمام»، ويجعلهم يفقدون بعضاً من زخم الانتصار في الانتخابات الرئاسية، في حالة فوزه بها، ويسمح للمعارضة بتنشيط نفسها، وبالتالي الفوز بمقاعد ثمينة في الانتخابات التشريعية.