الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

سلاح ألمانيا القديم.. هل يغير شكل الحرب الروسية الأوكرانية؟

سلاح ألمانيا القديم.. هل يغير شكل الحرب الروسية الأوكرانية؟

يُعد قرار ألمانيا إرسال دبابات «غيبارد» المضادة للطائرات إلى أوكرانيا أمراً تاريخياً وفريداً؛ لكنه يواجه تحديات على الطرف الآخر، من المخاوف من عدم قدرة أوكرانيا على استخدامه نظراً لقدم تصنيعه وصعوبة التدريب عليه، وهو الأمر الذي يطرح تساؤلاً كبيراً حول جدوى هذا السلاح ومدى تأثريه في أرض المعركة. وأكد تقرير لموقع «تي أونلاين» الألماني، أن الأمر قد يستغرق شهوراً قبل أن تصبح الدبابات جاهزة للعمل في الحرب الأوكرانية.

وقال خبير الأسلحة الألماني لارس فينكلسدورف، إن الدبابات المعروفة باسم دبابات الفهد غير جاهزة للعمل في الوقت الحالي. وأنه تم تخزين هذه المركبات في الهواء الطلق لسنوات وكانت معرضة تماماً لعوامل الطقس المختلفة. وأضاف «بدأ المعدن في الصدأ، ودخلت الرطوبة إلى النظام بأكمله، وقد يكون ضوء الشمس قد دمر الأختام المطاطية. ويتعين على الشركة المصنعة أولاً التحقق مما يعمل بالفعل، هناك وما لا يعمل». وأشار إلى أن تجهيز هذه الدبابات ربما يحتاج في بعضها إلى أسبوع، بينما في البعض الآخر من أربعة إلى ستة أسابيع على الأقل. وأكد أن هذه التقنيات تم صنعها منذ فترة طويلة، أي أنها قديمة نسبياً، وربما سيكون هناك خطة لإعادة الإنتاج من جديد. وقال «عندما كان لا يزال هناك خدمة عسكرية إلزامية في ألمانيا، تم الاعتراف بأن التدريب على استخدام هذه الدبابات كان الأكثر تعقيداً وزمناً».

وأكد أن التدريب عليها استمر لأشهر، وأنه سيتعين على الجنود الأوكرانيين إتقان الأجهزة الإلكترونية المعقدة للغاية على متن الطائرات التي تتصدي لها هذه الدبابات، وأنه قد يستغرق الأمر عدة أشهر قبل أن يتمكن الجيش الأوكراني من استخدام الدبابة على النحو المنشود. وطالب أن تستمر ألمانيا في توفير أنظمة الأسلحة الخفيفة، كما فعلت مع العديد من المسدسات المضادة للدبابات؛ حتى تتمكن من تقديم المساعدة الفورية. وأنه على المدى المتوسط إلى الطويل، يمكن لألمانيا أن توفر فرصاً للتدريب وإصلاح المركبات التي يمكن تسليمها بعد ذلك إلى أوكرانيا، بما في ذلك قطع الغيار والذخيرة اللازمة. ومع ذلك، «فهذه مشاكل لا يمكن حلها الأسبوع المقبل أو الأسبوع الذي يليه». على حد قوله. وذكر أن أوكرانيا لا تستطيع تحمل تكاليف إصلاح دبابات الفهد، وحتى تكلفتها عالية بالنسبة للجيش الألماني؛ لذلك تم رفض إعادة استخدامها بالجيش منذ عام 2012. وتبين أن قطع الغيار غير متوفرة، وهناك مشاكل في نظام السلاح. وتحدث أن تسليم أوكرانيا هذه الدبابات يعتبر علاجاً سياسياً وهمياً يستهدف الحلفاء أكثر من أوكرانيا. وأن هذه الدبابات وحدها لا يمكنها أن تغير قواعد اللعبة في أوكرانيا. وفي تقرير لصحيفة«دي تسايت» الألمانية تطرق إلى أن هذه الدبابات تعتبر الأفضل ولديها تقنية متميزة كونها تستطيع إطلاق عدد كبير من الطلقات في وقت قصير جداً من مسافة قريبة، كما أنها تمتلك نظام استهداف عالي التقنية يعتمد على أنظمة رادار متعددة لا تمتلكها الدبابات الأخرى لتكون قادرة على ضرب الطائرات السريعة. كما أنها ممتازة أيضاً في القتال البري. ويمكن استخدامها ضد المركبات المدرعة الخفيفة وأحياناً ضد الدبابات القتالية الرئيسية.

إقرأ أيضاً..«الغرفة 39».. وحدة سريَّة تحصِّن كوريا الشمالية ضد العقوبات

وأكد التقرير أنها تمتلك مدفعين توأم مقاس 35 ملم قادرين على إطلاق 1100 طلقة في الدقيقة. وتصل سرعتها القصوى إلى 65 كيلومتراً في الساعة، ومجهزة بنظامَيْ رادار يمكن للطاقم من خلالهما التعرف على المخاطر المتقاربة وتتبعها. إلا أن الصحيفة وصفتها بالمتميزة، ولكنها ظلت طويلاً فيما يشبه المتحف. وفي موقع «تاغس شاو» تحدث الخبير العسكري، فولفغانغ ريشتر، عن أن حصول أوكرانيا على دبابات «غيبارد» مفيد عند محاولة مكافحة التفوق الجوي للعدو والتأكد من أن القوات البرية الأوكرانية يمكن أن تتحرك على الأرض دون أن تتعرض لهجوم فوري ومباشر من قبل الطائرات. وقال إن هذه الدبابات قادرة على وقف هجوم المدرعات والمدفعية للقوات الروسية وتوفير نيران الرد، وأن ألمانيا لكونها دولة قوية اقتصادياً، فإنها ستقدم أيضاً مبلغاً كبيراً نسبياً بعد الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا.