الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

موقع تطوير حساس.. تفاصيل استهداف مجمع «بارشين» العسكري الإيراني

موقع تطوير حساس.. تفاصيل استهداف مجمع «بارشين» العسكري الإيراني

مجمع بارشين

استهدفت طائرة مسيرة، مجمع بارشين العسكري الإيراني، (على بعد 37 ميلاً جنوب شرق طهران)، الذي تستخدمه طهران لتطوير تكنولوجيا الصواريخ والنووي والطائرات المسيرة خارجها، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، موضحة أن الهجوم تم بطائرات انتحارية رباعية دون طيار، وفقاً لمصادر إيرانية رفضت الإفصاح عن اسمها، بالإضافة إلى مسؤول أمريكي.

وقالت المصادر، إن الطائرات المسيرة انفجرت في مبنى تستخدمه وزارة الدفاع للبحث في تطوير الطائرات بدون طيار، ما أسفر عن مقتل مهندس شاب كان يعمل في الوزارة وإصابة آخر، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها الفورية عن الهجوم، في الوقت الذي ترى فيه المصادر، أن الهجوم يأتي متشابهاً مع نمط الضربات الإسرائيلية السابقة على إيران ولبنان، وذلك في إطار حملة عداء سرية تقوم بها منذ سنوات، في حين أشارت وزارة الدفاع الإيرانية في بيان صادر عنها، إلى أنها تعتبر الضربة هجوماً وليس حادثاً.

مسؤول أمريكي يؤكد الهجوم

وفي الوقت الذي رفض فيه مسؤولون إسرائيليون التعليق، أكد مسؤول أمريكي الهجوم، لكنه لم يفصح عن الجهة التي تقف وراءه، ولم يذكر أي تفاصيل أخرى، وقبل أيام قليلة من الغارة على بارشين، قُتل عقيد في الحرس الثوري بالرصاص في طهران الأحد، وأبلغت إسرائيل الولايات المتحدة بأنها وراء مقتله، ووفق مسؤول استخباراتي فإن الإسرائيليين قصدوا من ذلك، أن يكون بمثابة تحذير لإيران لوقف استهداف المواطنين الإسرائيليين في الخارج.

ويأتي استهداف منشأة أبحاث الطائرات دون طيار في بارشين، في إطار محاولة إسرائيل مواجهة قدرات إيران المتنامية للطائرات بدون طيار.

ووفقا لمسؤولين استخباراتيين، فإن إيران قد تقدمت بشكل مطرد في تصميم وإنتاج الطائرات بدون طيار، ونقل تكنولوجيا الطائرات بدون طيار وأجزائها إلى الميليشيات الوكيلة في جميع أنحاء الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، حيث استخدمت طائراتها بدون طيار في العديد من الهجمات ضد إسرائيل، وكذلك في هجماتها ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة واليمن، إلى جانب استهدافها قاعدة أمريكية في سوريا أكتوبر الماضي.

الطائرات دون طيار تهديد رئيسي

ونظرا لكون الطائرات بدون طيار يمكنها التهرب من أنظمة الصواريخ الإسرائيلية المتقدمة مثل القبة الحديدية، فإن إسرائيل تعتبر استخدام أعدائها هذه الطيارات، تهديداً رئيسياً لأمنها، لذا تستثمر إسرائيل موارد كبيرة لتحديد مواقع الطائرات المسيرة المعادية وتدميرها، بحسب مسؤول عسكري إسرائيلي كبير.

وفي أوائل فبراير الماضي، أرسلت إسرائيل 6 طائرات بدون طيار تحتوي على متفجرات إلى منشأة بالقرب من مدينة كرمانشاه التي كانت المصنع الرئيسي لتصنيع وتخزين الطائرات العسكرية بدون طيار في إيران، وفقاً لمسؤول استخباراتي كبير مطلع على العملية، فقد دمر الهجوم الإسرائيلي عشرات من الطائرات الإيرانية بدون طيار، فيما ردت إيران بإطلاق صواريخ باليستية على مجمع سكني في شمال العراق قالت إن عملاء إسرائيليين استخدموه للتخطيط لهجمات ضدها.

وفي يونيو 2021، تم إطلاق هجوم آخر باستخدام طائرة بدون طيار رباعية، ضربت شركة تكنولوجيا الطرد المركزي الإيرانية «تيسا» بمدينة كرج، وهي واحدة من مراكز التصنيع الرئيسية في إيران لإنتاج أجهزة الطرد المركزي المتقدمة المستخدمة في 2 من المنشآت النووية في إيران، هما «نطنز»، و«فاردو».

وتصر إيران باستمرار على مواجهة الشكوك التي تطال برنامجها النووي باستهدافه إنتاج أسلحة نووية، لتؤكد أنه للأغراض السلمية فقط، في الوقت الذي تقول فيه الوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة إنها لم تجد دليلاً على أن إيران تطور أسلحة نووية.

تفاصيل تنفيذ الهجوم

وقالت مصادر إيرانية مطلعة على الهجوم إن هجوم الطائرات المسيرة وقع الأربعاء الماضي، وانطلق من داخل إيران، على مقربة من قاعدة بارشين العسكرية، حيث إن هذا النوع من الطائرات بدون طيار لديها مدى طيران قصير، وبارتشين طريق طويل من حدود إيران، مشيرين إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل عناصر داخل إيران لتنفيذ هجمات.

ووصف بيان صادر عن وزارة الدفاع الإيرانية، المهندس الذي لقى حتفه، بأنه «شهيد»، في إشارة واضحة إلى أن وفاته نُظر إليها على أنها نتيجة عمل «مُعادٍ»، وقال البيان إن إحدى الوحدات البحثية التابعة لوزارة الدفاع في منطقة بارشين تعرضت للقصف، كما نشرت عدة حسابات معروفة على مواقع التواصل الاجتماعي تابعة للحرس الثوري، من بينها حساب المحلل العسكري حسين داليريان، أن المهندس كان «شهيداً».

وقال رئيس تحرير الموقع الإخباري الإيراني المحافظ «تابناك»، مصطفى نجفي، في تغريدة على «تويتر» الخميس، حذفها لاحقاً، إن إسرائيل هاجمت منشأة تابعة لوزارة الدفاع ببضعة طائرات انتحارية بدون طيار.

وكانت المنشأة العسكرية في بارشين محل اهتمام لسنوات، بخلاف المراقبة الدولية، ففي عام 2011، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، إن بعض الدول تشك في أن إيران أجريت تطوير أسلحة نووية في بارشين، فيما تمكن مفتشو الوكالة من الوصول إلى الموقع في عام 2015.

وكشفت صور سرقت من الأرشيف النووي الإيراني في 2018، عن غرفة معدنية عملاقة بمبنى في موقع بارشين العسكري، تجرى بها تجارب شديدة الانفجار، لتجميع رأس نووي، وفق مسؤولين إسرائيليين.