الجمعة - 10 مايو 2024
الجمعة - 10 مايو 2024

«رفع الحظر وتسليم معدات».. أبعاد مفاجأة خارجية فرنسا لكييف

«رفع الحظر وتسليم معدات».. أبعاد مفاجأة خارجية فرنسا لكييف

وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، تصل إلى محطة قطارات كييف (وزارة الخارجية الفرنسية - تويتر).

بشكل مفاجئ، حلّت وزيرة الشؤون الخارجية الفرنسية الجديدة، كاثرين كولونا، الاثنين، في كييف، في أول زيارة لمسؤول فرنسي إلى العاصمة الأوكرانية منذ انطلاق الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير المنصرم، وذلك بهدف «إعادة الدفء إلى العلاقات الفرنسية-الأوكرانية»، التي توترت خلال الفترة الأخيرة، و«مناقشة منع صادرات الحبوب الأوكرانية، بسبب القتال، والحصار الروسي لموانئ البحر الأسود، وكذا «تسليم معدات فرنسية إلى أوكرانيا»، ومقابلة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ووزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، بحسب ما كشفه الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة "لوموند" الفرنسية، وتأتي زيارة كولونا إلى كييف بعد أيام قليلة من تعيينها وزيرة للشؤون الخارجية، وذلك ضمن الحكومة الفرنسية الجديدة، التي عُيِّنت في 20 مايو الجاري.

أول زيارة لزعيم فرنسي إلى كييف

وأورد الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «لوموند» الفرنسية أنه تمّ الحفاظ على المفاجأة بشكل جيد، إذ سافرت وزيرة الشؤون الخارجية الفرنسية إلى كييف الاثنين 30 مايو، في زيارة أُولى للعاصمة الأوكرانية من قِبل زعيم فرنسي منذ اندلاع الغزو الروسي، إذ لم يقم بذلك لا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، رغم أنه منتظر جداً، ولا سلف كولونا، جان إيف لودريان، بالزيارة منذ بدء الأعمال العدائية في 24 فبراير، على عكس العديد من نظرائهم الأوروبيين، وفق ما أورده تقرير «لوموند».

وأعربت كولونا، في بداية الصباح، بحسب «لوموند»، عن رغبتها في «إظهار تضامن فرنسا مع الشعب الأوكراني، وتصميمها الكامل على تعزيز دعمها لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي؛ على المستويات الإنساني، والمالي، والعسكري».

وعند وصولها بالقطار إلى العاصمة الأوكرانية، بعد رحلة جوية بين باريس ومطار رزيسزو البولندي، حيَّت كولونا أولاً «ذكرى ضحايا الحرب» في مدينة بوتشا، حيث تم العثور في نهاية مارس على مدنيين قُتلوا على يد القوات الروسية، عندما تخلوا عن محيط كييف، الذي احتلّوه في محاولتهم الفاشلة للسيطرة على العاصمة، بحسب تقرير «لوموند»، الذي أورد أن رئيس بلدية المدينة (بوتشا) أخبر كولونا بأن فريق المحققين الذي أرسلته باريس إلى مكان الحادث، من أجل تسليط الضوء على جرائم الحرب المزعومة، بالتنسيق مع مكتب المدّعي العام الأوكراني، ساهم في التعرف على بعض الضحايا.

ومن المقرر، بحسب «لوموند»، أن تسلم الوزيرة إلى السلطات الأوكرانية، بعد ذلك بقليل، معدات الأمن المدني، وعربات الإطفاء، وسيارات الإسعاف، التي تم نقلها في الأسابيع الأخيرة من فرنسا.

علاقات متوترة

ومن المقرر أن تلتقي رئيسة الدبلوماسية الفرنسية، بحسب «لوموند»، بعد الظهر، مع نظيرها الأوكراني، دميترو كوليبا، قبل لقاء الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي. وتأتي هذه الرحلة في وقت توترت فيه العلاقات في الأسابيع الأخيرة بين باريس وكييف، على الرغم من الاتصالات المنتظمة على أعلى مستوى، وفق تقرير الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «لوموند» الفرنسية، الذي أبرز أنه في أبريل الماضي، وبعد الفظائع في بوتشا، فُوجئ القادة الأوكرانيون في البداية بأن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لم يأخذ على حسابه، على عكس الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اتهامات «الإبادة الجماعية»، التي ارتكبها الروس، وفقاً للقادة الأوكرانيين.

وردت كييف بعد ذلك بقسوة، بحسب «لوموند»، على مشروع «المجتمع السياسي الأوروبي»، الذي اقترحه إيمانويل ماكرون، في 9 مايو الجاري، في ستراسبورغ، إذ اقترح الرئيس الفرنسي إنشاء «منظمة سياسية أوروبية»، ستوفر -حسبه- للأمم الأوروبية الديمقراطية المؤمنة بالقيم الأساسية لأوروبا فضاءً جديداً يُتيح لها التعاون على المستويين السياسي والأمني، وأنه باستطاعة كييف الانضمام إليها خلال فترة مفاوضاتها الهادفة إلى الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، مبرزاً في المقابل أن الاتحاد الأوروبي يتمسك بشروطه وقواعده، التي تنظم الالتحاق به، وأن الاتحاد حتى لو وافق غداً على ترشيح أوكرانيا لكي تصبح بلداً عضواً بالاتحاد، فإن مسار اتخاذ القرار سيتطلب عقوداً.

ووفقاً لمعلومات «لوموند»، فإن كييف تجعل إنشاء هذا النوع من «الكونفدرالية» مشروطاً بالحصول على وضع مرشح الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية يونيو، وبينما تنادي دول وسط وشرق أوروبا من أجل التوسع السريع، فإن ألمانيا متحفظة بشأن الوضع. وينتظر صدور رأي من المفوضية الأوروبية بحلول 15 يونية، في حين تعهدت فرنسا بمناقشة الموضوع بحلول المجلس الأوروبي يومي 23 و 24 يونيه.

قوافل الحبوب

وتتمثل الفكرة، وفق «لوموند»، في تنظيم المرافقة، تحت علم الأمم المتحدة، لقوافل الحبوب المغادرة من أوديسا، وقبل مغادرتها إلى كييف، تحدثت كولونا مع نظيرها التركي، ميفليت كافوس أوغلو، الذي تسيطر بلاده على مضيق البوسفور، الذي تم إغلاقه منذ بدء الصراع أمام مرور السفن العسكرية.

وتمت مناقشة الموضوع قبل ذلك خلال مكالمة هاتفية جديدة بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، أولاف شولتز، السبت 28 مايو. وأحاط الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني عِلماً بوعد الرئيس الروسي بـ«السماح للسفن بالوصول إلى ميناء أوديسا، لتصدير الحبوب، دون أن تستغلها روسيا عسكرياً».

وأكد الكرملين في المقابل أن «روسيا مستعدة للمساعدة في إيجاد خيارات لتصدير الحبوب دون عوائق، بما في ذلك تصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود». وبحسب فلاديمير بوتين، ستكون روسيا مستعدة لزيادة صادراتها من الأسمدة والمنتجات الزراعية، إذا تم رفع العقوبات المفروضة عليها، وهو ما رفضته، بحسب «لوموند»، أوكرانيا، ولا شك، العديد من الدول الأوروبية.

كما تأتي زيارة كاثرين كولونا، وفق «لوموند»، في الوقت المناسب، لأن قضية دعم أوكرانيا، ومسألة الحصار المفروض على البلاد، ستكون في قلب القمة الأوروبية الجديدة، يومَيْ الاثنين والثلاثاء في بروكسل.