الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

أفغانستان وعمليات الإجلاء.. الإمارات في طليعة المغيثين في أزمات العالم

من حول العالم تدفقت رسائل الشكر والثناء على دور دولة الإمارات الإنساني في مد يد العون للأفغان ومساعدة دول العالم في عمليات الإجلاء من كابول، مثمنة مبادرة الدولة ومسلطة الضوء على تاريخها الريادي وعطائها الإنساني المتفرد على المستويين الإقليمي والعالمي.

وجاءت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الجمعة، لمدينة الإمارات الإنسانية التي تستضيف مؤقتاً العائلات التي تم إجلاؤها من أفغانستان، لتأكيد الدعم وبث روح الأمان والاطمئنان في نفوسهم ترسيخاً للبعد الإنساني الإماراتي الذي بات نهجاً يحتذى في حماية ودعم المحتاجين عالمياً.

ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم جميع أشكال الدعم والمساندة إلى ضيوف الدولة، بما يوفر لهم سبل الراحة والطمأنينة خلال إقامتهم في المدينة ويضمن صون كرامتهم الإنسانية، كما أمر سموه بتقديم مساعدات مادية إلى جميع الأفراد بما يعينهم على رحلتهم القادمة.

وقال سموه، إن دولة الإمارات ستظل رمزاً للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام في العمل الإنساني، مؤكداً أنها لن تدخر جهداً في الوفاء برسالتها الإنسانية والمنطلقة من قيم العطاء وعمل الخير وترسيخ الأخوة الإنسانية، والتضامن مع الشعوب خلال مختلف الظروف والتحديات.

وعلى مدى عقود من الزمن، قدمت دولة الإمارات مختلف المساعدات للشعب الأفغاني، ونفذت العديد من المشاريع التنموية في أفغانستان، من ضمنها قرية الشيخ خليفة بن زايد المكونة من 111 مبنى سكنياً وتضم 3333 شقة تم تشييدها بكابول ومستشفى زايد للأمومة والطفولة الذي يعد باكورة المستشفيات في كابول.

ومؤخراً، وفي أعقاب التطورات الأخيرة التي شهدتها أفغانستان بعد خروج القوات الأمريكية بعد حرب استمرت 20 عاماً، سهلت دولة الإمارات إجلاء أكثر من 28 ألف أفغاني.

وأرسلت الإمارات، الجمعة، طائرة مساعدات عاجلة إلى أفغانستان، للمساهمة في توفير الاحتياجات الأساسية والضرورية لآلاف الأسر الأفغانية خاصة الفئات الأكثر ضعفاً كالنساء والأطفال وكبار السن.

وفي 20 أغسطس أعلنت الإمارات استضافة 5000 لاجئ أفغاني بعد إجلائهم من أفعانستان، وبلغت نسبة الأطفال منهم 30% والرجال 30 % والنساء 40%.

وأنجبت مواطنة أفغانية طفلها بعد وصولها إلى الدولة، وأعربت عن شكرها وامتنانها للإمارات بعد أن حظيت بمجموعة شاملة من الخدمات بما في ذلك السكن والرعاية الصحية والغذاء.

وقامت دولة الإمارات بدور رئيسي في تسهيل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من أفغانستان، حيث سهلت بتاريخ 26 أغسطس إجلاء أكثر من 28000 شخص، بالإضافة إلى 8500 قدموا إلى الدولة عبر الناقلات الوطنية ومطارات الدولة منذ بداية أغسطس، بمن في ذلك رعايا كل من فرنسا والمملكة المتحدة واليابان وأستراليا والولايات المتحدة ونيوزيلندا ولاتفيا وإسبانيا والمكسيك.

إشادات عالمية

وفي يوم 22 أغسطس تلقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي جو بايدن أعرب خلاله عن شكره وتقديره للدعم والتسهيلات التي قدمتها الإمارات في عمليات إجلاء الدبلوماسيين والرعايا الأمريكيين من أفغانستان إضافة إلى مواطني الدول الصديقة بجانب الأفغان الذين يحملون تأشيرات هذه الدول.

وأثنت فلورانس بارلي، وزيرة الجيوش الفرنسية، على الإمارات للمساعدة في إجلاء الرعايا الفرنسيين من أفغانستان، كما أشادت مارغريتا روبلز وزيرة الدفاع الإسبانية بالجهود المقدمة من الإمارات لدعم عمليات إجلاء رعايا إسبانيا من كابول.

وكذلك قدم بيني هيناري وزير الدفاع النيوزيلندي، الشكر لدولة الإمارات على دعم إجلاء الرعايا النيوزلنديين من أفغانستان.

وكذلك وجه وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب الشكر لدولة الإمارات على الدعم الذي قدمته في عملية إجلاء مواطنين بريطانيين وأفغان من أفغانستان.

ونشر وزير الخارجية الكندي مارك غارنو تغريدة على حسابه في تويتر عبر خلالها عن تقدير بلاده العميق للدور المهم الذي لعبته دولة الإمارات في جهود الإجلاء.

يوربورتير: جهود إنسانية ريادية

وأشاد موقع «يوربورتير» الأوروبي، بجهود الإمارات بتقديم الإغاثة للشعب الأفغاني، وقال الموقع إن الدولة أظهرت مرة أخرى التزامها تجاه أفغانستان، مشيراً إلى أن الجهود الإنسانية التي قدمتها الدولة مؤخراً، هي الأحدث ضمن سياق عقود من مساعدة الشعب الأفغاني.

واحتلت الإمارات المرتبة الأولى عالمياً كمانح للمساعدات التنموية لأربع سنوات متتالية، كما قال الموقع إن ما قامت به الإمارات من تقديم الدعم للأسر الأفغانية وضمان سلامتها وجهود الإجلاء الضخمة، هي سمة مميزة للكرم والتضامن عرفت به الدولة التي تبرعت منذ تأسيسها بأكثر من 87 مليار دولار لتعزيز التنمية الإنسانية حول العالم.

وأوضح الموقع، أن البيانات تظهر أن الإمارات قدمت خلال العقد الماضي أكثر من 206 مليارات درهم من المساعدات الدولية بين 2010 - 2021.

ووفقاً للموقع، فمنذ بداية الحرب في أفغانستان في 2001، قدمت الإمارات مساعدات إنسانية ضخمة لأفغانستان، وجاء قرار استضافة الأفغانيين مؤخراً كنتيجة طبيعية لسياسة الإمارات المترسخة في مجال المساعدات الإنسانية.

وأشار إلى أن الإمارات بذلت جهوداً إنسانية كبيرة لمساعدة الأفغان في السنوات الماضية، حيث شيدت مخيماً للاجئين يضم أكثر من 10 آلاف لاجئ في منطقة شامان بباكستان، وزودته بالسلع الأساسية والمستشفيات الحديثة، وجاء ذلك في أعقاب مشروع الشيخ زايد السكني الذي وفر وحدات سكنية لـ200 أسرة.

وخلال عمليات إعادة الإعمار، قدمت الإمارات دعماً مستمراً في سبيل بناء عشرات المدارس و6 مراكز طبية، وما لا يقل عن 40 مسجداً، إضافة للعديد من المشاريع الحيوية الأخرى التي تهدف إلى تحسين حياة الشعب الأفغاني.