الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

19 يوماً فقط.. قرية تايوانية تنتصر على سلالة دلتا في وقت قياسي

19 يوماً فقط.. قرية تايوانية تنتصر على سلالة دلتا في وقت قياسي

قرية تايوانية تنتصر على سلالة دلتا في وقت قياسي - رويترز.

في قرية فانغشان التايوانية، يبدأ يوم العمل فيها قبل الفجر وينتهي في منتصف النهار، ويعمل سكانها بالصيد وزراعة المانجو والبصل.

وتشمل حدود فانغشان، وهي مسقط رأس رئيسة تايوان تساي إنغ ون، امتداداً طويلاً من الساحل، و4 قرى يقطنها نحو 5500 شخص، ومحصورة بين الجبال والمحيطات، وتتمتع بطبيعة هادئة وخلابة، وبها العديد من المعالم السياحية.

وخلال الأشهر القليلة الماضية استطاعت هذه المقاطعة التي تعتبر إحدى أفقر المقاطعات في تايوان، التغلب على سلالة دلتا المنحدرة من وباء كورونا.

وقدمت فانغشان دروساً بسيطة للغاية للبلدان الأخرى التي تكافح من أجل تفشي المرض وفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية.

زائر غير متوقع

في يونيو الماضي، عندما كانت تايوان تشهد أسوأ انتشار للوباء، وآلاف حالات الإصابة بسلالة ألفا، اكتشفت السلطات في مقاطعة بينجتونج الجنوبية ازدياداً في عدد الحالات في قرية فانشغان، وكان 3 من المصابين على الأقل قادمين من خارج البلاد، ولذلك طلب مدير الصحة في المنطقة شي تيرنج-جوي التسلسل الجيني، ليتبين أن العدوى المنتشرة هي من سلالة دلتا.

ويقول الزعيم السياسي للمقاطعة القاضي بان مين آن: «لقد كنت في حالة صدمة، كنا نتبع الإجراءات لسلالة ألفا ولم يكن لدين أي مرجع ليزودنا بتعليمات».

وأحد الأمور التي ساعدت قرية فانشغان على منع تفشي السلالة، هو أن سكانها ريفيون وكثافتهم منخفضة جداً مقارنة بنمط الحياة الخارجي.

وفي الوقت نفسه كان النظام الصحي في فانشغان يعاني افتقاراً شديداً بالموارد، بالإضافة إلى أن 20% من السكان هم فوق الـ65 عاماً، ولم تكن هناك أي بروتوكولات مطبقة في المنطقة، كما أنه لم يتم تطعيم أي شخص.

ولكن المفاجأة التي حصلت في فانشغان كانت غير عادية، إذ نجحت في القضاء على تفشي المرض في 19 يوماً فقط، وبلغت الإصابات 17 حالة فقط، بالإضافة إلى حالة وفاة واحدة.

المريض الأول

وفقاً لصحيفة الغارديان، كان أول مريض تم التعرف عليه هو تشانغ فنغ نان البالغ من العمر 63 عاماً، وهو يعمل سائق أجرة في قريته، وكان من ضمن الحالات المبكرة الأخرى امرأة تبلغ من العمر 56 عاماً، وحفيدها البالغ من العمر 8 سنوات، وكلاهما كانا عائدين من بيرو ويخضعان للحجر الصحي المنزلي.

سريع الانتشار

بالنظر لأن سلالة دلتا سريعة الانتشار، قامت الجهات المختصة في فانشغان بوضع 667 شخصاً في الحجر الصحي، أما الحالات المخالطة للمصابين بشكل مباشر فتم نقلهم إلى المستشفى.

وبلغ عدد الأشخاص المخالطين للمصاب الأول تشانغ والذين تم تحديدهم من خلال دفتر ملاحظات يحتفظ به لتفاعلاته اليومية، نحو 100 حالية منهم الركاب والأصدقاء، والعائلة، وأصدقاءهم وعائلاتهم.

ويعتقد أن العدوى انتقلت إلى تشانغ عن طريق راكب نقله إلى المستشفى، وكان هذا الرجل مخالطاً للطفل القادم من بيرو.

شعرنا وكأننا جنود

وتضمنت استجابة فانشغان للموجة بعض العناصر الأساسية فقط كان أهمها السرعة والحسم والتعاون المجتمعي الساحق مع القيود وتتبع المخالطين.

ويقول المسؤول الصحي في المنطقة، إن الاستجابة المحلية كانت فقط بالموارد لحكومية المركزية الأساسية، بالإضافة إلى تعاون الناس، واتباعهم للإرشادات الصحية كغسل اليدين وارتداء الأقنعة.

وقبل ظهور نتيجة التسلسل الجيني تم الإعلان عن إغلاق جميع القرى لمدة 3 أيام، وتم تسليم صناديق تحتوي على المواد الغذائية والضرورات اليومية لكل أسرة، وإنشاء السلطات مركزاً للقيادة اجتمع فيه جميع المسؤولين الصحيين لمناقشة واتخاذ التدابير اللازمة، ويقول لو مينج لون الذي كان مسؤولاً عن المركز: «شعرنا كأننا جنود مكلفون بمهام».

ووفقاً للصحيفة تم اختيار أكثر من 14 ألف شخص، وورد أن بعضهم اصطف لعدة كيلومترات، وأعادت الحكومة المركزية توجيه 1200 جرعة لقاح لجميع البالغين الذي كانت نتائج اختباراتهم سلبية، وتم تعقيم القرى على مدة 3 أيام متتالية.

وتقول تاي فنغ تشين رئيسة الممرضات في عيادة فانشغان الصحية التي قادت عمليات تتبع المخالطين: «كان الناس خائفين وتلقينا العديد من الاتصالات من سكان القرية ليسألوا كيف تسير الأمور وماذا يتعين عليهم القيام به وكيفية الوقاية من الفيروس».

شعور بالغضب

قال لين جونغ جي مأمور القرية، إنه فخور بالمجتمع لرعاية بعضهم البعض، وأشار إلى أنه كان ينبغي أن يكون هناك المزيد من الدعم الحكومي.

وقال: «أتمنى أن يكون هناك المزيد من الموارد والإعانات للمتضررين من الفيروس أو الذين فقدوا الإيرادات».

وتزامن تفشي المرض في القرية والإغلاق مع الحصاد السنوي لموسم المانجو؛ ما أدى إلى انتكاس العديد من المزارعين المحليين.

وأثنى المسؤولون والقادة على الخطة التي وضعها المسؤولون لإدارة الأزمة، ولكن على صعيد آخر لم يتم تقديم أي دعم أو تعويض مادي حكومي.

سارع المسؤولون والقادة إلى الثناء على الأشخاص الذين اجتمعوا من أجل الصالح العام، ولكن غالباً ما يتم التغاضي عن أسئلة التعويض المالي الرسمي.

ويلقي الكثير من سكان فانغشان اللوم على مركز قيادة الأوبئة المركزي التابع للحكومة في تفشي المرض من خلال السماح بالحجز الصحي في المنزل للمقيمين مثل الأشخاص القادمين من بيرو.

وتمنع تايوان غير المواطنين من الدخول ويخضع معظم القادمين للحجر الصحي الفندقي، إلا أنه تم السماح للمقيمين بالعزل المنزلي.