السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

أوكرانيا قلقة من إرسال روسيا «قوات مستعدة للقتال» إلى الحدود

أوكرانيا قلقة من إرسال روسيا «قوات مستعدة للقتال» إلى الحدود

  • الرئيس الأوكراني: روسيا تبحث عن ذريعة للتدخل العسكري

عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، عن قلقه من إشارات «خطيرة جدا» ترسلها روسيا إلى أوكرانيا متهما موسكو بنشر قوات جديدة على الحدود مع التعبير في الوقت نفسه عن الاستعداد الكامل لتصعيد عسكري محتمل مع موسكو.

وبلغ التوتر في أعلى مستوياته منذ أسابيع بين الطرفين المتنازعين، منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم في 2014 وصراع دموي بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا.

في الأسابيع الماضية، عبرت الولايات المتحدة وحلف الاطلسي والاتحاد الأوروبي باستمرار عن قلق إزاء تحركات قوات روسية على الحدود الأوكرانية، وعبرت كييف عن خشيتها من اجتياح محتمل.

وخلال مؤتمر صحافي طويل الجمعة ندد زيلينسكي بـ«خطاب خطير جدا» من جانب روسيا معتبرا أن «هذه إشارة إلى أن التصعيد ممكن».

اعتبر الرئيس الأوكراني أن روسيا تبحث عن ذريعة لتدخل عسكري في أوكرانيا مشيرا على سبيل المثال الى الانتقادات التي عبرت عنها موسكو حول نشر جنود حلف شمال الاطلسي في اوكرانيا واتهامات الكرملين بان كييف تقوض عملية السلام مع الانفصاليين.

وقال زيلينسكي «هناك اليوم تهويل من أن الحرب ستبدأ غدًا» متابعًا «نحن مستعدّون كليًا لكلّ تصعيد».

وأضاف «علينا الاعتماد على أنفسنا، على جيشنا، إنه قوي»، مدينًا «أعمال ترهيب» توحي بأن الحرب وشيكة، فيما اعلنت قواته عن مقتل جندي على خط الجبهة مع الانفصاليين في الشرق الجمعة.

من جهتهم كثف حلفاء كييف تصريحات الدعم.

وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الجمعة روسيا من «التداعيات» و«الثمن الذي ستدفعه اذا لجأت الى القوة ضد أوكرانيا» بعد نشرها «قوات مستعدة للقتال» على حدود هذا البلد.

من جهتها قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي كارين دونفرايد إن الولايات المتحدة «تراقب عن كثب» الوضع «وستتشاور» مع شركائها حول «طريقة وقف» تحرك محتمل روسي.

وعبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ونظيره البولندي ماتيوش مورافيتسكي في لندن عن «الدعم الثابت» لأوكرانيا بحسب بيان صادر عن داونينغ ستريت.

«انقلاب»

وأعلن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف الأحد في مقابلة مع الصحيفة الأميركية «ميليتري تايمز»، إن روسيا حشدت نحو 92 ألف جندي عند الحدود الأوكرانية، متوقعة هجومًا في أواخر يناير أو مطلع فبراير.

وقد يتخلّل الهجوم المتوقّع، وفق بودانوف، ضربات جوية وقصف مدفعي، تليها هجمات جوية وبرمائية، لا سيّما على ماريوبول، بالإضافة إلى توغّل أصغر في الشمال عبر بيلاروس المجاورة.

تنفي موسكو من جهتها أي خطة في هذا الصدد وتتهم بدورها كييف وحلف شمال الأطلسي والغربيين بتأجيج التوتر عبر القيام بمناورات عسكرية قرب الحدود الروسية.

من جانب آخر أكد زيلينسكي أنه تلقى معلومات عن مخطط «انقلاب» مرتقب في مطلع ديسمبر يشمل «بعض الأشخاص في روسيا» وأحد رجال الأعمال النافذين الأوكراني رينات أخميتوف الذي سرعان ما نفى ذلك.

لكن زيلينسكي قال أنه لا يصدق احتمال هذا الإنقلاب. من جهته قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ردا على هذا الأمر إن «روسيا لا تقوم بمثل هذه الأمور».

في العام 2014، قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم ردا على وصول حكومة موالية للغرب إلى السلطة، بعد عملية عسكرية تلاها استفتاء حول الضم نددت به كييف والغربيون باعتباره غير شرعي.

وتتهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا بإرسال قوات وأسلحة عبر الحدود دعما للانفصاليين، وهو أمر تنفيه موسكو. وأوقعت الحرب بين الانفصالين الموالين روسيا والقوات الأوكرانية في شرق البلاد 13 ألف قتيل منذ 2014.

وحصل توتر سابق بين البلدين أبريل حين نشرت روسيا عشرات آلاف العسكريين على الحدود الأوكرانية للقيام «بتدريبات عسكرية» ردا على أنشطة «مهددة» من حلف شمال الأطلسي.

عبرت أوكرانيا آنذاك عن قلقها من احتمال حصول اجتياح وشيك فيما تتكثف في موازاة ذلك الحوادث المسلحة بين قوات كييف والانفصاليين.

واعتبر الرئيس الأوكراني الجمعة ان «الوضع ليس أسوأ مما كان عليه في الربيع، وعدد العسكريين (الروس) أقل».

وتبدو القوات الأوكرانية حاليا أكثر ثقة وقوة وخبرة في القتال لا سيما بفضل مساعدة حلفائها الغربيين.

وتسلمت أوكرانيا خصوصا من الولايات المتحدة ذخائر وسفنا حربية وصواريخ مضادة للدبابات أميركية ومواد طبية. واستخدمت أيضا في الآونة الأخيرة طائرة مسيرة من صنع تركي ضد الانفصاليين في الشرق.