الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

«فضحن جرائم طالبان».. برلمان للنساء الأفغانيات في أثينا

«فضحن جرائم طالبان».. برلمان للنساء الأفغانيات في أثينا

تعيش في العاصمة اليونانية أثينا، نحو 25 عضوة بالبرلمان الأفغاني في فترة ما قبل سقوط أفغانستان في أيدي حركة طالبان، ينظمن تجمعات للحديث عن أوضاعهن، وأوضاع بلدهن الذي مزقته الحرب، في دعوة منهن للجميع أن تظل قضيتهن حاضرة على الموائد العالمية. بحسب تقرير لـ«دير شبيغل» الألمانية.

وتطرق التقرير لبعض أولات البرلمانيات، ومنهن شاجوفا نورازي، البالغة من العمر 29 عاماً، التي تعد أصغر المشرعين في البرلمان الأفغاني السابق، والتي نظمت في العام الماضي، مع تقدم طالبان نحو العاصمة كابول، احتجاجاً أمام وزارة الدفاع.

ووقفت نورازي في الشارع تحمل لافتة من الورق المقوى مكتوباً عليها رسالتها للناس في الأقاليم الأفغانية المختلفة وهي تسقط إقليماً تلو الآخر «كونوا أقوياء».

واضطُرت نورزاي إلى الفرار من طالبان في كابول، حيث اختبأت لمدة 10 أيام عند بعض الأصدقاء، ثم لمدة شهر في شقتها، حتى بحثت طالبان عنها وكادوا يقبضون عليها، خاصة أنهم اقتحموا منزل والدها وضربوه وسرقوا سيارة العمل المصفحة الخاصة بها، والتي كان سائقها يقودها إلى البرلمان كل يوم.

وأشار التقرير إلى أن البرلمان لم ينعقد منذ وصول طالبان للحكم، وبعدها فقدت «نورزاي» مكتبها ووظيفتها ودخلها، والآن فقدت بلدها أيضاً وتعيش في أثينا.

وأكد التقرير أنها أسست مع 24 أخريات ما يطلق عليها «شبكة البرلمانيات الأفغانيات» بهدف الحديث علانية عن قضية وطنهم والتذكير دائماً بها.

وأكدت المجلة أن النساء أسسن في طابق بمبنى وسط أثينا مقر البرلمان الأفغاني في المنفى، بمساعدة من منظمة المساعدات اليونانية «شبكة ميليسان»، مشيرة إلى أن بعض النساء في هذا البرلمان من عائلات سياسية مهمة، والبعض الآخر ممثلات للأقليات، ويعقدون جلسات لمناقشة كيف يمكنهم تمكين النساء اللائي تُركن في أفغانستان بعد أن قُيِّدت حريتهن تحت حكم طالبان.

وأكد التقرير أن أثينا أصبحت مركزاً رئيسياً للسياسيات النازحات من كابول، حيث يعيش منهن 25 هناك، وهناك تسع نساء أخريات «من أصل 69 هن إجمالي عدد البرلمانيات الأفغانيات في البرلمان» ما زلن مختبئات في أفغانستان. في حين وجدت الباقيات ملاذاً في ألبانيا أو تركيا.

ومن المرجّح أن تبقى النساء في أثينا لبضعة أشهر فقط قبل أن يواصلن التقدم بتأشيرات جديدة إلى الولايات المتحدة أو كندا أو المملكة المتحدة.

وعبّرت المجلة عن دهشتها من أن ينتهي بهن المطاف في أثينا، من بين جميع الأماكن، وخاصة أن اليونان تبذل كل ما في وسعها لإبعاد اللاجئين، وتعرضت الحكومة لانتقادات دولية في هذا الصدد.

ويعتقد الخبراء أن اليونان وافقت على استقبال أولات النساء لاستخدامهن كنماذج بأنها ترحب باللاجئين. ويعيش في أثينا نحو 800 من الأفغان منذ سيطرة طالبان على البلاد.

وتقول نورزاي بالتقرير إنها أسست البرلمان في المنفى مع زميلتها النائبة، نظيفة بيك، وإن تجربتها للوصول للبرلمان في كابول لم تكن سهلة، خاصة أنها من مقاطعة هلمند، وهي منطقة محافظة جداً.

وتشير نورزاي إلى أن والديها كانا يعملان في الحكومة، وبرغم معارضة أخواتها، فإنهن دعمن طموحها السياسي، فبعد الانتهاء من المدرسة، تدربت نورزاي لتصبح ممرضة، وعملت مع أطباء بلا حدود، ثم درست القانون في الجامعة، واعتباراً من عام 2015، عملت كمنسق إقليمي لمنظمة مساعدة محلية تعمل على تعزيز حقوق المرأة وتضمن عملها.

وشاركت نورزاي في إجراءات القضايا التي تتعلق بالجرائم الوحشية ضد النساء، كما أجرت مناقشات مع الملالي الذين دافعوا عن الزواج بالإكراه. وفي ليلة انتخابها بالبرلمان الأفغاني، كان لديها أفراد من عائلتها يقيمون مع أقاربهم لأسباب أمنية. ولكنها تحدت كل ذلك لتصل في صيف 2018 إلى برلمان كابول في سن 26 عاماً، الأمر الذي أثار وقتها ضجة كبيرة، وكان لديها 3 سكرتيرات، وبسبب التهديدات المتكررة التي تلقتها، كان لديها حارس شخصي.

وتطرقت المجلة إلى لقاء نائبة رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي، الألمانية هانا نويمان، بالنائبات في المنفى، والتي عبرت فيه عن اهتمام الاتحاد الأوروبي بهن وضرورة أن يتحدث إليهن بقدر ما يتحدث مع طالبان؛ لمعرفة كيف يعتقدون أن على الاتحاد الأوروبي أن يتفاعل مع أفغانستان تحت قيادة طالبان.

وتقول نويمان، بالتقرير «هذا البرلمان في المنفى أراه برلماناً منتخباً؛ لأن أولات النساء مشرعات شرعيات».

وقالت وزيرة العمل السابقة في عهد الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، وعضو البرلمان، أمينة أفضالي، في إحدى جلسات البرلمان في المنفى «لا أعرف ما إذا كنت أتحدث عن أفغانستان في زمن الماضي أو المضارع. لقد كنا بلداً من المتعلمين والشعراء والعلماء والعقول اللامعة. لقد دمرت طالبان كل هذه الإنجازات».

وتؤكد أن المشكلات الاقتصادية ضخمة. وأن خطر المجاعة كبير، وتضيف «نريد التحدث باسم أولئك الذين ما زالوا في أفغانستان ويعانون».

من ناحية أخرى تشارك البرلمانية، مالالاي إسحاقزاي، في الحوار، وتبدأ نقاشاً ساخناً حول ضرورة رفع عقوبات الغرب حتى يتمكن الأطباء والمعلمون من الحصول على رواتبهم مرة أخرى. بينما تطالب في الجلسة، عزيزة جاليس، بعمليات إجلاء أسرع. وتقول باكية «لا يزال لدى كل شخص أقارب داخل البلاد يكافحون من أجل الحصول على أوراقهم، فهناك امرأة اضطُرت إلى ترك ابنتها وراءها بسبب افتقارها إلى أوراقها».

وتقول نورزاي بالجلسة «نحن هنا في المنفى بحاجة إلى الصخب والاحتجاج؛ لأن هذا يحمي النساء في أفغانستان. إذا كان العالم يراقب النساء الأفغانيات، فلن تجرؤ طالبان على قتلهن».

وأشار التقرير إلى أن المناقشة استمرت لمدة ساعتين، وبرغم أن النساء يعرفن أنهن لم يعد لديهن قوة، فإن ثقتهن بأنفسهن تدعمهن، وخاصة أنه لا يزال لديهن شبكات جيدة، حيث يعرفن السفراء ومنظمات المعونات، ولديهن صلات بالحكومات المختلفة. وعبر بعضهن عن خيبة أملهن من الاتحاد الأوروبي الذي لا يفعل ما يكفي لأفغانستان.

من ناحية أخرى أكدت، نورزاي، بالتقرير أنها تقدمت بطلب للحصول على تأشيرة كندية، حيث تريد أن تذهب إلى الجامعة هناك وربما تنشئ متجراً عبر الإنترنت لبيع الملابس الأفغانية التقليدية. وتقول «إنني أتطلع إلى الأمام دوماً»، ومع ذلك فإنها ستنظر إلى الوراء دائماً أيضاً.