السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

اتفاقات عدة للتعاون.. تقارب صيني باكستاني يثير قلق أمريكا

اتفاقات عدة للتعاون.. تقارب صيني باكستاني يثير قلق أمريكا

الرئيس الصيني ورئيس الوزراء الباكستاني - (epa)

كانت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، فرصة كبيرة للصين، لتعزيز علاقاتها مع دول عدة، ومنها باكستان، حيث كانت زيارة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، للعاصمة بكين لحضور الأولمبياد، فرصة لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الصينيين، وعقد اتفاقات عدة، لتعزيز العلاقات الثنائية، بشكل أثار قلق الولايات المتحدة، بحسب تقرير نشرته إذاعة صوت أمريكا.

اتفاقات تعاون صيني باكستاني

وأوضح التقرير أن البلدين تعهَّدا بالتعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتقنية، والصناعة، والاستثمار، والبنية التحتية، والفضاء، واللقاحات، والرقمنة، وإدارة الكوارث، والثقافة، والرياضة، والتعليم المهني.

ويشير ذلك إلى تحول في التحالفات السياسية في منطقة آسيا، ومستقبل الأوضاع الاقتصادية في باكستان، مع انعكاسات متوقعة على دول جنوب شرق آسيا، المتحالفة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

دعم باكستاني للصين

ولفت التقرير إلى إصدار الصين وباكستان بياناً مشتركاً، يعزز العلاقات الاقتصادية المتنامية، فيما بينهما، عقب اجتماع بين الرئيس الصيني، شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الباكستاني.

وجاء ذلك الاجتماع بين قادة الصين وباكستان، في ظل المقاطعة الأمريكية والغربية لدورة الألعاب، وهو الاجتماع الذي اعتبره محللون بمثابة رسالة تأييد ودعم من باكستان للصين في مواجهة تلك المقاطعة الغربية.

ونقل التقرير عن زميلة السياسة الخارجية بمعهد بروكينغز، مديحة أفضل، قولها «أعتقد أن زيارة خان تظهر الدعم الباكستاني للصين، في مواجهة المقاطعة الغربية، وهي إشارة واضحة وعلنية على الدعم، خاصة في ظل الوفد الباكستاني الكبير، من وزراء وقيادات رفيعة المستوى».

العلاقات الاقتصادية الباكستانية الصينية

وأشار التقرير إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين الصين وباكستان، تعود إلى منتصف القرن الماضي، وبالتحديد عام 1951، وتوطدت العلاقات فيما بينهما، في ظل النزاع بين كل منهما وبين الهند، التي يمكن وصفها بأنها «عدو مشترك» لباكستان والصين، كما أنهما يسعيان إلى احتواء نفوذ دلهي في جنوب آسيا.

وبالنسبة للعلاقات الاقتصادية بينهما، فقد تم التوقيع على أول اتفاقية تجارية بينهما عام 1963، وشهدت العلاقات الاقتصادية دفعة قوية عام 2013، مع إنشاء الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC)، وهو حزمة من مشروعات البنية التحتية التي مولتها الصين، والرامية لتحسين البنية التحتية في باكستان، وتحسين اقتصادها، كما أنه يعد جزءاً من مبادرة «الحزام والطريق» الصينية.

الديون الباكستانية للصين

ولا تقتصر العلاقات الاقتصادية على المشروعات فقط، بل إن الصين تعد واحدة من أكبر الجهات التي تقدم القروض لباكستان، وتحظى بكين بنسبة أكثر من 27% من الديون الباكستانية.

فقد زادت البطالة والفقر في باكستان بسبب جائحة كورونا، التي ظهرت في عام 2020، كما انخفض الناتج المحلي الإجمالي الباكستاني بنسبة 26.4% في الربع الثاني من نفس العام، ولم يشهد الاقتصاد الباكستاني انتعاشة منذ ذلك الحين، إلا بشكل جزئي.

ولفت التقرير إلى أن باكستان تواجه انخفاضاً في قيمة عملتها (الروبية)، بخلاف ارتفاع معدلات التضخم، وفي شهر نوفمبر الماضي، أعاد صندوق النقد الدولي إحياء خطة إنقاذ بقيمة 6 مليارات دولار للاقتصاد الباكستاني، كان قد تم الموافقة عليها في عام 2019.

تداعيات جيوسياسية

ويقول بعض المحللين أن البيان الباكستاني - الصيني، يشير بوضوح إلى تعزيز العلاقات بينهما، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أنه سيؤثر على العلاقات الباكستانية - الأمريكية، والتي كانت تتسم بالقوة إلى حد كبير.

إلا أن العلاقات بين واشنطن وإسلام أباد أصابها الفتور، في ظل الاتهامات الأمريكية لباكستان بتوفير ملاذ أمن للجماعات الإرهابية، في حين تشعر إسلام أباد بالإحباط تجاه الهجمات بالطائرات المسيرة الأمريكية التي تستهدف مواقع على أراضيها، وتعدها باكستان انتهاكاً لسيادتها.