السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

«التنين القوي».. باكستان تتجه شرقاً وسط تفاقم التوتر مع الهند

المقاتلات الجديدة تنافس الرافال الفرنسية التي حصلت عليها الهند

بكين تؤكد أنها تتمتع بنفس قدرات أحدث طائرات (F-16)

مقاتلات «التنين القوي» الصينية، متعددة المهام، بقدراتها الكبيرة، أصبحت أخيراً بحوزة القوات الجوية الباكستانية، في أهم خطوة لتحديث القوات الجوية الباكستانية، منذ سنوات طويلة. وذكر تقرير نشرته «إذاعة صوت أمريكا»، أن باكستان أقامت احتفالاً الجمعة، باستلام الدفعة الأولى المكونة من 6 طائرات مقاتلة صينية من طراز (J-10C)، لتعزيز وتحديث قواتها الجوية، وذلك في حفل خاص، بحضور رئيس الوزراء عمران خان وقادة القوات المسلحة الباكستانية.

قدرات كبيرة

ووصف سلاح الجو الباكستاني المقاتلة الجديدة بأنها «التنين من الشرق»، مشيراً إلى أنها مقاتلة متعددة المهام، ومزودة بأسلحة إلكترونية متطورة. ومن المعروف أن المقاتلة الصينية (تشنغدو جيه-10) أو (J-10C)، هي مقاتلة نفاثة متعددة المهام، متوسطة الحجم، من الجيل 4.5 ومن تصميم وتصنيع مجموعة تشنغدو الصينية لصناعة الطائرات، وتلقب في الغرب باسم «التنين القوي»، وتقول الصين إن هذه المقاتلة لها نفس قدرات أحدث نسخة من المقاتلة الأمريكية (F-16). والمقاتلات الجديدة مزودة بمحركات توربينية من طراز (WS-10B Taihang) كما أنها ستعزز بشكل كبير القدرات القتالية للقوات الجوية الباكستانية. وبمقدورها أن تحمل صواريخ جو- جو من الجيل الرابع، بما في ذلك صاروخ (PL-10) قصير المدى، وصواريخ (PL-15) بعيدة المدى، كما أنها يمكن أن تنافس طائرة رافال التي دخلت الخدمة مؤخراً مع سلاح الجو الهندي.

سعادة باكستانية

وألقى رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان كلمة في مراسم أقيمت في قاعدة مينهاس كامرا التابعة للقوات الجوية الباكستانية، في البنجاب الباكستانية، بمناسبة استلام المقاتلات الجديدة، وقال إن وصولها إضافة كبيرة لباكستان، بعد نحو 40 عاماً، عندما تم إدخال طائرات (F-16) التي قدمتها الولايات المتحدة في سلاح الجو الباكستاني. كما شكر خان الصين لتوفيرها الطائرات في فترة قصيرة تبلغ نحو ثمانية أشهر فقط، بينما يستغرق الأمر سنوات للحصول على طائرات حديثة.وفي إشارة مستترة إلى الهند، قال خان: «إن أي دولة يجب أن تفكر مرتين قبل أن تشن أي عدوان على باكستان.. والقوات المسلحة الباكستانية مجهزة ومدربة جيداً للتعامل مع أي تهديد».

ومن جانبه قال رئيس الأركان الجوية الباكستاني، المارشال زهير أحمد بابار سيدو «إن المقاتلة الجديدة تعد سلاحاً متكاملاً، ونظام إلكترونيات طيران ونظاماً قتالياً، وإن إدخالها في القوات الجوية الباكستانية سيعزز من قدراته».

وقال مسؤولون باكستانيون إن الاتفاقية مع الصين للحصول على المقاتلات الصينية الجديدة، تم توقيعها في يونيو 2021.

تعاون دفاعي

ولفت موقع «ذا نيوز» الباكستاني، إلى إشادة المحللين الصينيين بالتعاون الدفاعي بين البلدين، قائلين إن هذه الخطوة لها أهمية كبيرة بالنسبة لهما، من حيث تعزيز القدرات القتالية للجيش الباكستاني، وتعزيز معدات الطيران الصينية، والاستجابة لمصالحهما الأمنية في المنطقة. كما ذكرت إذاعة صوت أمريكا أن صفقة المقاتلات لم تكن صفقة السلاح الوحيدة بين الصين وباكستان، ففي وقت سابق من العام الجاري، حصلت البحرية الباكستانية على أول 4 فرقاطات صينية حديثة.

التوتر الباكستاني الهندي

وجاء حفل استلام المقاتلات الجديدة، بعد يوم من حادثة سقوط صاروخ هندي غير مسلح أرض-أرض «أسرع من الصوت»، في عمق الأراضي الباكستانية، مما تسبب في أضرار طفيفة في الممتلكات المدنية ولكن بدون وقوع إصابات. كما قدمت إسلام أباد احتجاجاً على ما وصفته بانتهاك «صارخ» للمجال الجوي الباكستاني من قبل الهند، والتي أكدت من جانبها أن الحادث وقع بسبب «عطل فني مما أدى إلى إطلاق صاروخ عرضي»

باكستان تتجه شرقاً

ويقول محللون إن العلاقات المتوترة بين إسلام أباد وواشنطن، دفعت باكستان إلى الاعتماد بشكل متزايد على الصين، لتحديث قواتها المسلحة، كذلك تتجه لتقوية علاقاتها مع روسيا. فقد زار رئيس الوزراء الباكستاني، العاصمة الروسية موسكو قبل أيام، والتقى الرئيس فلاديمير بوتين، بعد ساعات من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. ومنذ ذلك الحين، قاومت إسلام أباد الضغوط الغربية بقيادة الولايات المتحدة لإدانة روسيا، وبدلاً من ذلك دعت إلى الحوار والدبلوماسية لإنهاء الأزمة.. يقول بعض المحللين السياسيين إن الإجراء الروسي زاد من حدة التوترات الدبلوماسية الباكستانية مع إدارة بايدن. ورفض وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، التلميحات إلى أن علاقات بلاده مع واشنطن، قد تعرضت لضغوط، بسبب زيارة خان لموسكو.

وقال قريشي: «أعتقد أن علاقتنا مع الولايات المتحدة جيدة، ونعتبرها شريكاً مهماً، ونود استمرار الدعم من الولايات المتحدة».