أعلن رئيس الوزراء الباكستاني الجديد شهباز شريف، الثلاثاء تشكيلة حكومته التي خلت من أي مفاجآت، وقد أسند فيها الحقائب الأساسية لممثلي حزبَين ساهما في إطاحة سلفه عمران خان من المنصب بعد أزمة سياسية استمرت أسابيع عدة. ينتمي غالبية الوزراء في الحكومة الجديدة إلى حزبَي «الرابطة الإسلامية» بزعامة شريف و«حزب الشعب»، علماً بأن الفصيلَين عادة ما يكون الخصام سائداً بينهما لكنّهما وحّدا جهودهما لسحب الثقة من خان في الـ10 من أبريل. وتبقى معرفة كم ستعمّر هذه الحكومة، خصوصاً أن غالبية نواب «حركة إنصاف» بزعامة خان استقالوا من البرلمان وسط جهود يبذلها نجم الكريكيت السابق لحشد التعبئة في الشارع للدفع باتّجاه إجراء انتخابات مبكرة، علماً أن الاستحقاق من المقرر إجراؤه في أكتوبر 2023.
وقال المحلل حسن عسكري في تصريح لوكالة فرانس برس «سيكون صعباً على رئيس الوزراء أن يقنع الفرقاء السياسيين بالمضي قدماً في اتجّاه واحد نظراً للمصالح المحلية والإقليمية للبعض وللمصالح الوطنية للبعض الآخر».وتابع «إذا عالجوا المسائل الاقتصادية ستحل مشاكل أخرى، لكن في حال ازدادت الأمور سوءاً، فسيحمل الجميع الرابطة الإسلامية المسؤولية بما أنها تحظى بالغالبية».ولم يسمِّ رئيس الوزراء الباكستاني الجديد وزيراً للخارجية، لكن من المتوقع أن يتولى المنصب بيلاوال بوتو زرداري نجل الرئيس السابق أصف علي زرداري ورئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو التي قتلت عام 2007، وحفيد الرئيس الأسبق للوزراء ذو الفقار علي بوتو الذي أعدم في 1979.وفي حال تم تثبيته في المنصب سيكون بوتو الذي درس في جامعة أوكسفورد أحد وزراء الخارجية الأصغر سناً في العالم وسيكون مكلّفاً بإصلاح العلاقات مع الغرب بعدما تدهورت في عهد خان الذي اتّهم واشنطن بالتآمر لإطاحته. وتم تعيين هينا رباني خار وهي أول امرأة تولت حقيبة وزارة الخارجية في آخر تشكيلة حكومية لرئيس وزراء ينتمي لحزب الشعب، نائبة للوزير.
إقرأ أيضاً..حكومة باكستان الجديدة أدت اليمين الدستورية
ركود اقتصادي
عُيّن مفتاح إسماعيل المنتمي لحزب الرابطة وزيراً للمالية، وقد سبق أن شغل خلال الفترة الممتدة بين العامين 2013 و2018 منصب نائب الوزير كما تولى الحقيبة لفترة وجيزة. وهو يرث اقتصاداً يعاني من الركود ومن مديونية كبيرة وتضخم متسارع وعملة متدهورة. وفي الاجتماعات التي أفضت إلى تعيينه في المنصب قال إسماعيل إن تحسين العلاقات مع صندوق النقد الدولي وإعادة برنامج الاقتراض إلى مساره يشكّلان أولوية أساسية وكذلك تحسين الجباية الضريبية. وسيتعين على وزير الداخلية الجديد رانا ثناءالله أن يتصدى لتسارع وتيرة التمرد في البلاد ومخاطر الاضطرابات الأهلية التي قد تنجم عن تظاهرات حاشدة يدعو خان إلى تنظيمها في مختلف أنحاء البلاد في الأشهر المقبلة. وسبق أن أوقف جهاز مكافحة المخدرات ثناءالله في يوليو 2019 في قضية لم تحل بعد.لكن ثناءالله هو واحد من بين 4 شخصيات حكومية جديدة، بمن فيهم شريف، فُتحت بحقهم تحقيقات جنائية أو يواجهون اتّهامات تعود للفترة التي تولوا فيها مناصب رسمية، وهو أمر غالباً ما تشهده الساحة السياسية الباكستانية عند حصول تغيير حكومي.وتضم التشكيلة الحكومية الجديدة 5 نساء فقط من بينهن مريم أورانغزب التي كلّفت مجدداً حقيبة الإعلام والملقاة على عاتقها مهمة الترويج للقرارات الحكومية في مرحلة من المتوقع أن تشهد تنافساً محموماً وصولاً إلى موعد الانتخابات المقبلة.