حذر مراقبون وباحثون في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهابية، من رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكية، مؤكدين أن استجابة الولايات المتحدة الأمريكية لإيران في هذا الصدد إن تمت سيكون لها تداعيات خطيرة على الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وسيترتب عليها بالإضافة إلى تغيير سياسات دول الخليج والدول العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية، أيضاً وقوع المزيد من الإرهاب والتخريب في المنطقة. يقول أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، الدكتور حامد فارس، إنه إذا تم رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكية، فإنها ستكون خطوة خطيرة ستقلب موازين القوى، وستتغير معه نظرة العالم العربي للولايات المتحدة بشكل كبير، لأن الجرائم التي ارتكبها الحرس الثوري الإيراني، وتدخله في الشؤون الداخلية لدول الخليج على الأخص، والمنطقة العربية بشكل كبير، له انعكاسات نفسية سلبية سيئة على المجتمع العربي، والشعوب العربية، وليس فقط على الحكام، لأن السياسات الخارجية الإيرانية دائماً ما تهدد المنطقة العربية والشرق الأوسط بأفعال ومواقف غير متزنة. وأضاف أنه حال رفع الحرث الثوري من قوائم الإرهاب ستكون هناك تحولات كبيرة في السياسة الخارجية للمنطقة العربية تجاه التعامل مع الولايات المتحدة باعتبارها حليفاً استراتيجياً، وهذا ما شاهدناه الفترة الأخيرة، سواء في قمة النقب، التي كانت بمشاركة إسرائيل، وأصبح هناك عدوا مشتركا، وهو إيران التي تهدد الشرق الأوسط بأكمله.وأضاف فارس في تصريحات خاصة، أن هناك نموذجاً يجب الاقتداء به في فكرة الرفع من قوائم الإرهاب، ألا وهو ما فعلته أمريكا من رفع جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب، حيث إنه بمجرد قيام الإدارة الأمريكية الحالية برفع الحوثي من قوائم الجماعات الداعمة للإرهاب، زادت العمليات الإرهابية بشكل مطرد، وتضاعفت من 38 عملية إلى نحو 68 عملية شهرياً، وهو ما يدل على أن القرار كان خاطئاً، وبالتالي إذا اتبعت الولايات المتحدة الأمريكية نفس النهج مع الحرس الثوري الإيراني، فسيكون هناك تحولاً كبيراً في وتيرة العمليات الإرهابية، التي تهدد أمن الخليج، وبالتالي أمن المنطقة، حيث سيكون هناك استهداف في هذه الفترة تحديداً لمصادر الطاقة، وهذا ما رأيناه في التعدي على شركة أرامكو السعودية، حيث لم يكن الهدف السعودية فقط، وإنما تهديد إمدادات وسلاسل الطاقة، التي تقوم بها السعودية لدول العالم، وهذا سيكون له انعكاسات سلبية كبيرة للغاية على أمن المنطقة العربية بأكملها. وتابع بأن جرائم الحرس الثوري واحدة تتمثل في التعدي على الأمن القومي للدول، ومنها الأمن القومي السعودي، من استهداف للمدنيين، والأعيان المدنية، وتهديد الملاحة في البحر الأحمر، والقيام بأعمال إرهابية، والتدخل في الشؤون الداخلية للبنان، وعدم استقرار الأوضاع، والتدخل في العراق، حيث تسعى إيران إلى تعطل استقرار الأوضاع في الدول العربية، وزيادة الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق أكبر مكاسب في الاتفاق النووي الإيراني من ناحية أخرى.
خطوط دفاع متقدمة
إقرأ أيضاً..«قمة القاهرة».. دفاع متواصل عن الحق الفلسطيني ودعم العمل العربي
ويقول الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة والجهادية، منير أديب، إن إيران تريد برفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكية، مزيدا من الإرهاب بالمنطقة العربية، مضيفاً: لا شك أن الحرس الثوري نجح في إنشاء أذرع عسكرية تابعة لإيران موجودة في المنطقة العربية، وفي أكثر من عاصمة منها اليمن، سوريا، العراق، لبنان، هذه الأذرع مثل حزب الله اللبناني، وحزب الله العراقي، والحشد الشعبي في العراق، والحركة الحوثية في اليمن، ويعمل جميعها وفق الأجندة الإيرانية، وبالتالي تمثل خطرا، وخنجرا مسموما في ظهر الأمة العربية، والإسلامية. وأضاف أن الحرس الثوري، الذي لا يؤمن بالحدود الجغرافية، يسعى لاحتلال العواصم العربية، وتجنيد أكبر عدد ممكن من الجنود، لذا فهو خطر كبير، ليس للمنطقة العربية فحسب، وإنما يمتد للعالم بأكمله، وذلك لأن الحرس الثوري يريد أن يقفز على فكرة الحدود الجغرافية، وينشر أفكار إيران الداعية إلى تصدير ما يمكن تسميته بالثورة الإيرانية، واحتلال مزيد من الدول.