السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

«زيادة الإرهاب».. تداعيات رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب

«زيادة الإرهاب».. تداعيات رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب

عمليات القرصنة التي يقوم بها الحرس الثوري في الخليج العربي تهدد الملاحة الدولية

حذر مراقبون وباحثون في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهابية، من رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكية، مؤكدين أن استجابة الولايات المتحدة الأمريكية لإيران في هذا الصدد إن تمت سيكون لها تداعيات خطيرة على الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وسيترتب عليها بالإضافة إلى تغيير سياسات دول الخليج والدول العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية، أيضاً وقوع المزيد من الإرهاب والتخريب في المنطقة. يقول أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، الدكتور حامد فارس، إنه إذا تم رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكية، فإنها ستكون خطوة خطيرة ستقلب موازين القوى، وستتغير معه نظرة العالم العربي للولايات المتحدة بشكل كبير، لأن الجرائم التي ارتكبها الحرس الثوري الإيراني، وتدخله في الشؤون الداخلية لدول الخليج على الأخص، والمنطقة العربية بشكل كبير، له انعكاسات نفسية سلبية سيئة على المجتمع العربي، والشعوب العربية، وليس فقط على الحكام، لأن السياسات الخارجية الإيرانية دائماً ما تهدد المنطقة العربية والشرق الأوسط بأفعال ومواقف غير متزنة. وأضاف أنه حال رفع الحرث الثوري من قوائم الإرهاب ستكون هناك تحولات كبيرة في السياسة الخارجية للمنطقة العربية تجاه التعامل مع الولايات المتحدة باعتبارها حليفاً استراتيجياً، وهذا ما شاهدناه الفترة الأخيرة، سواء في قمة النقب، التي كانت بمشاركة إسرائيل، وأصبح هناك عدوا مشتركا، وهو إيران التي تهدد الشرق الأوسط بأكمله.وأضاف فارس في تصريحات خاصة، أن هناك نموذجاً يجب الاقتداء به في فكرة الرفع من قوائم الإرهاب، ألا وهو ما فعلته أمريكا من رفع جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب، حيث إنه بمجرد قيام الإدارة الأمريكية الحالية برفع الحوثي من قوائم الجماعات الداعمة للإرهاب، زادت العمليات الإرهابية بشكل مطرد، وتضاعفت من 38 عملية إلى نحو 68 عملية شهرياً، وهو ما يدل على أن القرار كان خاطئاً، وبالتالي إذا اتبعت الولايات المتحدة الأمريكية نفس النهج مع الحرس الثوري الإيراني، فسيكون هناك تحولاً كبيراً في وتيرة العمليات الإرهابية، التي تهدد أمن الخليج، وبالتالي أمن المنطقة، حيث سيكون هناك استهداف في هذه الفترة تحديداً لمصادر الطاقة، وهذا ما رأيناه في التعدي على شركة أرامكو السعودية، حيث لم يكن الهدف السعودية فقط، وإنما تهديد إمدادات وسلاسل الطاقة، التي تقوم بها السعودية لدول العالم، وهذا سيكون له انعكاسات سلبية كبيرة للغاية على أمن المنطقة العربية بأكملها. وتابع بأن جرائم الحرس الثوري واحدة تتمثل في التعدي على الأمن القومي للدول، ومنها الأمن القومي السعودي، من استهداف للمدنيين، والأعيان المدنية، وتهديد الملاحة في البحر الأحمر، والقيام بأعمال إرهابية، والتدخل في الشؤون الداخلية للبنان، وعدم استقرار الأوضاع، والتدخل في العراق، حيث تسعى إيران إلى تعطل استقرار الأوضاع في الدول العربية، وزيادة الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق أكبر مكاسب في الاتفاق النووي الإيراني من ناحية أخرى.

خطوط دفاع متقدمة

يقول أستاذ العلوم السياسية اللبناني بالجامعة الأمريكية بلبنان، الدكتور رائد المصري، إن الهدف الأساسي لإيران من مطالبتها برفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، أن تحيد الحرس الثوري من لائحة العقوبات الأمريكية والغربية، وهو ما يتعلق بنفوذ إيران على مستوى الإقليم والمنطقة، والجميع يعلم أن الحرس الثوري الإيراني هو الذراع العسكرية والأمنية لإيران، لإقامة خطوط دفاع متقدمة في دول مثل العراق ولبنان واليمن وسوريا، وغيرها من البلدان، وهو بالأساس المشرف عليها على المستوى العسكري والأمني وعلى المستوى الإعلامي، وهناك مخصصات وميزانية كبيرة للحرس الثوري تتعلق به للقيام بكل هذه الأنشطة، فلذلك جزء من التفاوض النووي بين إيران والغرب، هو موضوع تقليم أظافر إيران في المنطقة، إلى جانب الموضوع النووي والصواريخ الباليستية، لذا تسعى إيران من خلال رفع هذه العقوبات إلى التهرب والتحايل على الغرب. وأضاف أن إيران في حاجة لإنهاء ملف المفاوضات النووية، لأن العقوبات قد أحكمت الخناق عليها، ومن ناحية أخرى لا تريد أن تتنازل أو تقدم تنازلات تتعلق بنفوذها ليبقى المنفذ الأساسي لهذا الحضور، وهو الحرس الثوري، ولا تريد إلا رفع العقوبات عنه بصورة أساسية، وبالتالي يبقى جزء من هذا التفاوض ليقولوا للرأي العام الداخلي الإيراني، والرأي العام العالمي، إنهم لم يتنازلوا أمام الغرب، وما زالوا يحققون إنجازات على مستوى النفوذ ومستوى رفع العقوبات عن الحرس الثوري، وغيرها، فإيران تريد تحقيق انتصارات داخلية وخارجية، وكسب الرأي العام الداخلي، لذا فإن الأمر يتعلق بسياسات على مستوى الداخل الإيراني وعلى المستوى الإقليمي، ويبقى الهدف الأساسي لإيران هو الإبقاء على نفوذ الحرس الثوري كذراع إعلامية وأمنية وعسكرية، ممتدة في المنطقة بعيداً عن أي عقوبات. وتابع أن أمريكا أصبحت تتعامل مع ملفات المنطقة بإهمال، وتريد تحقيق إنجاز في الاتفاق النووي الإيراني، لافتاً إلى أن أمريكا ربما تسير في هذا الأمر وربما تتجه لرفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، إلا إذا كانت هناك قوى أخرى ستحض من ذلك، كإسرائيل، أو دول أخرى نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية. وأشار، إلى أنه لاحظنا كيف كان القصف الصاروخي الباليستي على أربيل، مقصوداً بأن يعلن الحرس الثوري استهدافه والقيام بهذه العملية، لإيصال رسالة لأمريكا بضرورة فك العقوبات في المفاوضات، وإلا سترون ماذا سيحدث منه على مستوى المنطقة العربية، من قصف وتخريب.

إقرأ أيضاً..«قمة القاهرة».. دفاع متواصل عن الحق الفلسطيني ودعم العمل العربي
مزيد من الإرهاب

ويقول الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة والجهادية، منير أديب، إن إيران تريد برفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكية، مزيدا من الإرهاب بالمنطقة العربية، مضيفاً: لا شك أن الحرس الثوري نجح في إنشاء أذرع عسكرية تابعة لإيران موجودة في المنطقة العربية، وفي أكثر من عاصمة منها اليمن، سوريا، العراق، لبنان، هذه الأذرع مثل حزب الله اللبناني، وحزب الله العراقي، والحشد الشعبي في العراق، والحركة الحوثية في اليمن، ويعمل جميعها وفق الأجندة الإيرانية، وبالتالي تمثل خطرا، وخنجرا مسموما في ظهر الأمة العربية، والإسلامية. وأضاف أن الحرس الثوري، الذي لا يؤمن بالحدود الجغرافية، يسعى لاحتلال العواصم العربية، وتجنيد أكبر عدد ممكن من الجنود، لذا فهو خطر كبير، ليس للمنطقة العربية فحسب، وإنما يمتد للعالم بأكمله، وذلك لأن الحرس الثوري يريد أن يقفز على فكرة الحدود الجغرافية، وينشر أفكار إيران الداعية إلى تصدير ما يمكن تسميته بالثورة الإيرانية، واحتلال مزيد من الدول.

وأضاف أديب في تصريحات خاصة، أنه إذا تمت الاستجابة لطلب إيران برفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب، فإن ذلك يؤدي إلى مزيد من الإرهاب الإيراني، الذي يصعب مواجهته، حيث تحصل طهران على أموال تزيدها قوة، وستدعمها دول، وسوف ما يسهل عليها ممارسة هذا النشاط الإرهابي، وبالتالي سوف يترتب على ذلك مزيدا من الفوضى، والإرهاب ليس فقط على المنطقة العربية، وإنما على أمن العالم.وتابع، أنه باستمرار وضع الحرس الثوري على قوائم الإرهاب، يكون من الصعب أن يمارس دوره التخريب، وبالتالي يصعب دعم وتمويل الأنشطة الإرهابية، التي يقوم بها، موضحاً أن الحرس الثوري الإيراني نجح في تكوين مليشيات مسلحة داخل عواصم عربية، ففي اليمن هناك الحركة الحوثية، التي تعمل بإمرة الحرس الثوري، وتعتدي على الدول المجاورة منها المملكة العربية السعودية، وأيضا الإمارات، والحشد الشعبي في العراق يجري عليه هذا الأمر، وحزب الله العراقي واللبناني كمثال، فالحرس الثوري يهدد أمن المنطقة العربية، بهذه الأذرع التي أنشأها، والتي تقوم بدور تخريبي في المنطقة.