أعلن الرئيس الكوري الجنوبي المنتهية ولايته «مون جيه-إن»، الجمعة، أنه سيقرر العفو عن الرئيس الأسبق «لي ميونغ-باك» بعد مراعاة العدالة القضائية والإجماع العام في الاعتبار. ويقضي «لي» عقوبة بالسجن لمدة 17 عاماً بتهمة الاختلاس والرشوة. وقال «مون» عن الالتماسات التي تعارض العفو: «هناك الكثير من الأشخاص الذين لديهم نفس رأي الملتمسين، ومن ناحية أخرى هناك العديد من الآراء المؤيدة للعفو من أجل الانسجام والتكامل الوطنيين، وتابع: سأصدر حكماً من خلال المراجعة الدقيقة للعدالة القضائية والإجماع العام، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الكورية"يونهاب".
ويعقد مون جيه، اجتماعاً أخيراً الثلاثاء المقبل، قبل مغادرة منصبه في 9 مايو المقبل، لذلك من المحتمل أن يصدر قرار العفو قبل تركه منصبه. وأعلن مون جيه، رفضه لرغبة الرئيس المنتخب يون سيوك-يول، لنقل المكتب الرئاسي، على مقر وزارة الدفاع بسبب تأثيره المحتمل على الأمن القومي وسط التوترات المتزايدة مع كوريا الشمالية. وكان الرئيس المنتخب «يون»، قد ذكر أن من ضمن برنامجه الرئاسي نقل المكتب الرئاسي من البيت الأزرق إلى مجمع وزارة الدفاع في منطقة يونغسان في العاصمة الكورية سيئول، في محاولة للخروج من «رمز القوة الإمبريالية» الذي يحمله البيت الأزرق والاقتراب من الناس.
وقال «مون» إنه من المشكوك فيه ما إذا كان ينبغي نقل المكتب الرئاسي، لأنه اضطر وزارة الدفاع إلى نقل مقرها وسط التوترات المتزايدة في شبه الجزيرة الكورية .وأضاف أن الحكومة المنتهية ولايتها ليس لديها خيار سوى قبول مسعى الحكومة المقبلة لنقله، متسائلاً عما إذا كان نقل المكتب الرئاسي لمجمع الدفاع، ورداً على ذلك دعا الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب «مون»، أن يكون «مهذباً مع الشعب» في الأيام الأخيرة لمنصبه. وقال الفريق الانتقالي: إنه لا يعتقد أنه من المناسب نقل المكتب الرئاسي وفتح البيت الأزرق أمام الجمهور فإنه يناقض مرة أخرى الوعد الذي قطعه على نفسه للشعب خلال حملتيه الانتخابيتين الرئاسيتين، في إشارة إلى تعهدات حملة"مون" الانتخابية بنقل المكتب الرئاسي خلال انتخابات 2012 و2017. وسيبدأ «يون» عمله من مكتبه الجديد بمبنى وزارة الدفاع بمجرد تنصيبه في 10 مايو.
وفى سياق متصل، دعا الرئيس المنتهية ولايته، الجيش إلى الحفاظ على الموقف الدفاعي القوي، خلال مأدبة غداء أقامها على شرف كبار المسؤولين العسكريين، وأعرب عن قلقه من أن استمرار كوريا الشمالية في اختبار الأسلحة قد يعيد الوضع في شبه الجزيرة الكورية إلى الأزمة في الوقت الذي يتولى فيه الرئيس القادم يون سيوك-يول منصبه .وقال مون للمسؤولين العسكريين إنه بالنظر إلى الإشارات المختلفة التي أظهرتها كوريا الشمالية بما في ذلك إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات مؤخراً فإن الأزمة في شبه الجزيرة الكورية يمكن أن تتفاقم مرة أخرى. وأضاف أن كوريا الشمالية قد تعيد إحياء نمط قديم من سياسة حافة الهاوية، ظهر في عام 2017 عندما أطلقت صواريخ باليستية عابرة للقارات وأجرت تجربة نووية في فترة انتقال السلطة في كوريا الجنوبية. وأجرت كوريا الشمالية منذ بداية العام الحالي 13 جولة من التجارب الصاروخية بما في ذلك إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات في يوم 24 مارس والذي أنهى الحظر الذي فرضته بيونغ يانغ على تجارب الصواريخ طويلة المدى بعد 4 سنوات، وأعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون، عزمه على تعزيز الترسانة النووية، وذلك خلال عرض عسكري بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الجيش الشعبي الكوري الشمالي.