الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

مقتل مهندس إيراني جراء «حادث» في وحدة أبحاث لوزارة الدفاع

مقتل مهندس إيراني جراء «حادث» في وحدة أبحاث لوزارة الدفاع

الرئيس الإيراني. (رويترز)

أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية، الخميس، مقتل مهندس وإصابة آخر جراء «حادث» وقع الأربعاء في وحدة أبحاث تابعة لها في منطقة بارشين جنوب شرق طهران، والتي تضم مجمعاً عسكرياً يشتبه بأنه سبق أن شهد اختبارات تفجير على صلة بالملف النووي.

أتى الحادث الذي وقع الأربعاء، بعد أيام من مقتل العقيد في الحرس الثوري صياد خدائي بالرصاص قرب منزله في طهران.. وتقف إسرائيل، العدو الإقليمي اللدود لإيران، خلف اغتياله، وفق ما كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

وكانت طهران اتهمت عناصر مرتبطين بـ«الاستكبار العالمي»، في إشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها وأبرزهم إسرائيل، بـ«اغتيال» الضابط. كما سبق للجمهورية الإيرانية أن حمّلت إسرائيل مباشرة مسؤولية عمليات اغتيال طالت علماءها النوويين أو تخريب طال منشآتها.

وصباح الخميس، أكدت وزارة الدفاع الإيرانية في بيان على موقعها الإلكتروني «وقوع حادث مساء الأربعاء في إحدى الوحدات البحثية التابعة لوزارة الدفاع في منطقة بارشين».

وأدى ذلك إلى مقتل «المهندس إحسان قد بيغي وإصابة أحد زملائه»، مشيرة إلى فتح «تحقيق في أسباب هذا الحادث»، من دون تفاصيل إضافية.

وأتى بيان الوزارة بعد ساعات من نقل وكالة «إرنا» الرسمية عن «مصدر مطّلع»، أن «حادثاً صناعياً» وقع في بارشين وأدى لمقتل شخص وإصابة آخر.

ولم تقدّم الوكالة تفاصيل بشأن أسبابه أو المكان الدقيق لوقوعه.

وكانت منطقة باشرين شهدت في يونيو 2020، انفجار «خزان غاز صناعي» قرب المجمع العسكري، وفق ما أعلنت في حينه وزارة الدفاع، من دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع ضحايا. وأوضحت في حينه أن الانفجار لم يقع في موقع عسكري، بل في «مساحة عامة».

ويشتبه بأنّ موقع بارشين شهد اختبارات على انفجارات تقليدية يمكن تطبيقها في المجال النووي، وهو ما سبق لإيران أن نفته.

وكانت طهران ترفض قبل ذلك السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بزيارة الموقع، مؤكدة أنهم قاموا بعمليات تفتيش سابقة فيه خلال 2005 من دون إثبات حصول نشاط يثير الشبهات.

إلا أن الموقع خضع لتدقيق من الوكالة عام 2015، بعيد إنجاز الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى. وقام المدير السابق للوكالة في حينه، الراحل يوكيا أمانو، بزيارة المكان.

وأتاح اتفاق 2015 رفع عقوبات كانت مفروضة على إيران في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. لكن مفاعيله باتت في حكم اللاغية منذ انسحبت الولايات المتحدة أحادياً منه في 2018 معيدة فرض عقوبات قاسية على طهران، ما دفع الأخيرة للتراجع عن معظم التزاماتها.

وبدأت إيران والقوى الكبرى، بمشاركة أمريكية غير مباشرة، مباحثات في فيينا بدءاً من أبريل 2021 بهدف تفعيل الاتفاق. وبعد تحقيق تقدّم في المفاوضات، علّقت المباحثات رسمياً منذ مارس مع تبقّي نقاط تباين بين طهران وواشنطن.

وتعد إسرائيل أبرز المعارضين للاتفاق النووي، وتتهم إيران بالعمل على تطوير سلاح ذرّي، وهو ما نفته إيران مراراً.

وأكد مسؤولون إسرائيليون أنهم سيواصلون العمل ضد برنامج إيران النووي، بما قد يشمل عمليات عسكرية، حتى في حال إحياء اتفاق 2015.

كذلك نفذت إسرائيل ضربات جوية متكررة في سوريا حيث تقول إن طهران تعمل على تعزيز وجودها العسكري والميداني.

وأبلغت الدولة العبرية واشنطن بمسؤوليتها عن اغتيال صياد خدائي، حسب ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول استخباري الأربعاء.

اقرأ أيضاً.. أمريكا تصادر شحنة نفط إيرانية قرب جزيرة يونانية

وقال المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه إنّ تل أبيب أبلغت واشنطن أنّ الاغتيال هدفه تحذير لإيران لوقف عمليات وحدة سرّية ضمن «فيلق القدس» الموكل بالعمليات الخارجية في الحرس.

وقتل صياد خدائي الأحد جراء إطلاق مسلّحَين النار عليه وهو في سيارته قرب منزله بشرق طهران. وأفاد التلفزيون الرسمي بأن الضابط كان من كوادر فيلق القدس و«معروف» في سوريا حيث تؤكد إيران وجود «مستشارين عسكريين» لدعم الجيش السوري في النزاع المستمر منذ 2011.

وكانت عملية الاغتيال هذه أبرز استهداف لشخصية إيرانية على أراضيها منذ نوفمبر 2020، حين قتل العالم النووي محسن فخري زاده بإطلاق نار استهدف موكبه قرب العاصمة.

وقُدم فخري زاده بعد وفاته على أنه نائب وزير الدفاع ورئيس إدارة منظمة الأبحاث والإبداع في الوزارة، وشارك خصوصاً في «الدفاع الذري» للبلاد.

واتهمت إيران إسرائيل بالعملية. وأكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حتمية الثأر لصياد خدائي الذي شارك الآلاف في تشييعه الثلاثاء في طهران.