الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

الرئيس الصيني يشيد بـ«مناخ جديد» في هونغ كونغ لدى استقباله زعيمها المقبل

الرئيس الصيني يشيد بـ«مناخ جديد» في هونغ كونغ لدى استقباله زعيمها المقبل

«عمود العار» يتوسط جامعة هونغ كونغ. (أ ف ب)

استقبل الرئيس الصيني شي جينبينغ، رئيس السلطة التنفيذية المقبل في هونغ كونغ جون لي، في بكين، وفق ما أفاد به الإعلام الرسمي، الاثنين، وأكد لمسؤول الأمن السابق أن الحكومة المركزية تثق به تماماً، ذلك في وقت لن يتم فيه إحياء أي قداس «تيانانمين» في هونغ كونغ لأول مرة منذ 33 عاماً.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عن شي قوله: «أعتقد أن إدارة الحكومة الجديدة ستجلب معها مناخاً جديداً وتسطر فصلاً جديداً في تنمية هونغ كونغ».

وأظهرت لقطات مصورة من قناة (فونيكس تي في) أن لي، الذي من المتوقع أن يتولى منصبه في الأول من يوليو، الموافق الذكرى الـ25 لعودة هونغ كونغ إلى الصين، وهو يتلقى خطاب التعيين قبل لقاء رئيس الوزراء.

زيارة لي روتينية للقادة المحليين المنتخبين حديثا في هونع كونغ، لكنها تأتي في وقت لا يزال السفر من المدينة الواقعة جنوب الصين إلى بقية الصين صعباً بسبب سياسات بكين بشأن فيروس كورونا.

وتمت ترقية جون لي، وهو ضابط سابق بالشرطة، إلى منصب وزير الأمن، ثم المنصب الثاني في هونغ كونغ، الوزير الأول للشؤون الإدارية.

في مايو، خاض لي الانتخابات منفرداً، دون أي مرشحين آخرين، وانتخب ليكون الرئيس التنفيذي التالي لهونغ كونغ. وقالت وكالة (أ ب) للأنباء إنه لم يسمح للغالبية العظمى من السكان في هونغ كونغ بالتصويت في هذه العملية. وتم تكليف لجنة انتخابات قوامها أقل من 1500 شخص بعملية اختيار مرشح واحد.

وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأنه لأول مرة منذ 33 عاماً، لن يتم إحياء أي قداس في ذكرى تيانانمين في هونغ كونغ، في دليل جديد على محو ذكرى قمع المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في بكين في 4 يونيو 1989، في الإقليم الصيني الذي كان يتمتع بحكم شبه ذاتي.

ومنذ أن فرضت بكين قانوناً صارماً للأمن القومي في عام 2020 لإنهاء الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، تم حظر المسيرات التقليدية لإضاءة الشموع التي شارك فيها آلاف الأشخاص في المدينة. وتم إغلاق متحف تيانانمين وتفكيك نصب تذكارية.

وظلت القداديس الكاثوليكية السنوية إحدى الوسائل الأخيرة لسكان هونغ كونغ للالتقاء علناً في ذكرى ضحايا حملة القمع في ساحة تيانانمين. لكن تم إلغاؤها هذا العام أيضاً، خوفاً من أن تتخذ السلطات إجراءات ضد الكنيسة.

وقال مارتن إيب قسيس اتحاد هونغ كونغ للطلاب الكاثوليك وهو أحد المنظمين: «نجد صعوبة بالغة في ذلك في ظل المناخ الاجتماعي الحالي... هدفنا الرئيسي هو عدم خرق أي قانون».

«عميل أجنبي»

في الصين القارية، حيث لم يعبر النظام الشيوعي مطلقاً عن ندمه إزاء مذبحة عام 1989، تعد هذه المسألة من المحرمات. لكن لفترة طويلة في هونغ كونغ، كان من الممكن تعليم هذه الحقبة من التاريخ في المدارس. لقد تغير كل شيء منذ دخول قانون الأمن القومي حيز التنفيذ في يونيو 2020 للسماح لبكين بالسيطرة على الإقليم.

لمدة ثلاثين عاماً، كان تحالف هونغ كونغ ينظم سنوياً وقفة احتجاجية. ولكن التحالف الذي تم حله يُحاكم اليوم بتهمة «التحريض على التخريب» بموجب القانون الجديد.

واتهمت الشرطة التحالف بأنه «عميل أجنبي»، وهو خطاب يلقى صدى في بكين التي تؤكد أن احتجاجات تيانانمين تم تأجيجها من الخارج. واضطر متحف 4 يونيو الذي يديره التحالف، إلى إغلاق أبوابه العام الماضي. وفضل آخرون التراجع لعدم معرفتهم أين الخط الأحمر الذي لا يجب تجاوزه.

وأزالت ست جامعات في هونغ كونغ من حرمها أعمالا كرّمت ضحايا حملة تيانانمين القمعية، ومنها تمثال «عمود العار» للفنان الدنماركي جينس غالشيوت الذي أزيل من جامعة هونغ كونغ قبل عيد الميلاد.

وفي جامعة لنغنان، تمت إزالة لوحة جدارية للفنان تشن وايمنغ. ونُقل تمثال «ربة الديمقراطية» من جامعة هونغ كونغ الصينية إلى «مكان آمن» لم يُكشف عنه.

«حرية التعبير»

اقرأ أيضاً.. سيناريو الكابوس.. 13 ألف رأس بالدول النووية التسع منها 6257 في روسيا

في المكان الذي كان فيه نصب ربة الديمقراطية، لم يبق سوى أثر صغير لقاعدته المربعة. أما الدعامة فقد حلت مكانها مقاعد على شكل حصى وزهور. وقال النحات غالسكيوت: «هذا يعني أنه خلال بضع سنوات لن يعرف أحد ما حدث هناك».

حاول غالسكيوت إعادة منحوتته إلى أوروبا لكن الجامعة رفضت توظيف فرقها لمساعدته، ولا تجرؤ شركات النقل على المساهمة في ذلك. ويقول: «يزعمون أن الأمر معقد وخطير للغاية».

أما تشن وايمنغ فيخوض معركة قضائية ضد جامعة هونغ كونغ الصينية.. وقال بسخط: «يحاولون محو فصل معيب من التاريخ ارتكبت فيها الدولة جريمة بحق شعبها».

في مطلع العام، صبت جامعة هونج كونغ الأسمنت على شعار 4 يونيو رسم في الحرم الجامعي، قائلة إنها «عملية صيانة عادية» للمباني.

وفي المكتبات العامة في المدينة، لم يعد من الممكن استعارة 57 كتاباً عن تيانانمين وفقاً لموقع Hong Kong Free Press.

ومن الآن فصاعداً، لإحياء ذكرى مذبحة تيانانمين يجب الخروج من هونغ كونغ. المعارضون في المنفى ينشئون متاحفهم الخاصة في الولايات المتحدة وينوي ناشطون إحياء «عمود العار» في تايوان.

ويضيف النحات الدنماركي «في نهاية المطاف لا يتعلق الأمر بالرابع من يونيو... يتعلق الأمر بحرية التعبير لقول ما حدث داخل الصين في التاريخ... والحق في الحديث عما حدث في كل مكان».