السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

روسيا تطلب مساعدات اقتصادية وعسكرية من الصين لمواصلة الحرب في أوكرانيا

روسيا تطلب مساعدات اقتصادية وعسكرية من الصين لمواصلة الحرب في أوكرانيا

الرئيس الصيني، شي جين بينغ، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين (رويترز)

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية استناداً إلى معلومات من أجهزة المخابرات الأمريكية، أن روسيا طلبت من الصين «مساعدات اقتصادية وعسكرية، لمواصلة الحرب في أوكرانيا». وفي هذا السياق، ارتفعت واردات بكين من حليفتها الاستراتيجية موسكو منذ بدء الحرب الروسية - الأوكرانية؛ خلال شهري مارس وأبريل بشكل خاص، وخلال الربع الأول من عام 2022 بشكل عام، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وتحتاج الصين، وفق تقرير للنسخة الفرنسية من موقع «دويتشه فيله» الألماني، إلى المواد الخام الروسية في قطاعات الطاقة، وتحديدا النفط والغاز والفحم إلى جانب المعادن، وأيضا في المجال الزراعي في ما يتعلق بالقمح. كما تستورد الصين، بحسب المصدر نفسه، معدات عسكرية روسية.

«صداقة» لـ30 عاماً

وأكد وزير الشؤون الخارجية الصيني، وانغ يي، مؤخراً أن الصداقة بين الصين وروسيا «متينة مثل الصخرة»، ومنذ تسعينيات القرن الماضي، تحالفت روسيا، أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، والصين، البلد الأكثر اكتظاظاً بالسكان، على عدة مستويات، لمواجهة الهيمنة الغربية، والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص.

وأبرز تقرير نشره الموقع الإلكتروني الإخباري لقناة «BFM بيزنس» الإخبارية الفرنسية المتخصصة في الأعمال أن الصين، على وجه الخصوص هي الدعم الكبير لروسيا، مبرزا أن بكين رغم عدم دعمها أو إدانتها للحرب، التي يقودها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أوكرانيا، فإنها توفر مخرجاً للشركات الروسية التي تكافح في وجه العقوبات الأوروبية.

ارتفاع التبادل التجاري

وارتفع التبادل التجاري بين موسكو وبكين، خلال الربع الأول من عام 2022، الذي يمتد من يناير إلى مارس، بنسبة 28.7%، مقارنة بنفس الفترة الزمنية في عام 2021، استناداً إلى معطيات الإدارة العامة للجمارك في الصين.

وبشكل خاص، ارتفعت الواردات الصينية من روسيا بعد انطلاق الحرب الروسية - الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، إذ بلغت في مارس 7.84 مليار دولار، بزيادة قدرها 26.4%. ومن جهتها، صدرت الصين إلى روسيا في مارس ما قدره 3.82 مليار دولار. وبلغ التبادل التجاري بين بكين وموسكو، في الشهر نفسه، 11.66 مليار دولار.

ارتفاع صاروخي في أبريل

وارتفعت الواردات الصينية من روسيا بشكل صاروخي في أبريل الماضي، لتسجل زيادة بنسبة 56.6%، لكن في المقابل شهدت الصادرات بكين إلى موسكو تراجعاً خلال الشهر نفسه، وذلك بنسبة 25.9%، مقارنة بأبريل 2021، بعدما كانت الصادرات الصينية إلى روسيا قد سجلت تراجعا قدره 7.7% في مارس 2021، بحسب ما نشرته «رويترز» اعتمادا على بيانات جمركية خاصة بالإثنين 9 مايو الجاري.

استبدال إيران بروسيا

وفي السياق نفسه، رفعت الصين خلال أبريل الماضي، الشهر الثاني من الحرب الروسية - الأوكرانية، وارداتها من النفط الروسي، الذي يعاني تحت وطأة العقوبات الغربية، ويتم نقله إلى بكين عن طريق البحر، بنسبة 16%، إذ استوردت خلال أبريل 860 ألف برميل بشكل يومي، وهي أكبر واردات صينية من ذلك النفط منذ ديسمبر 2021، بحسب معطيات قدمتها شركة «رفينيتيف»، واحدة من أكبر مزودي البيانات والبنية التحتية الخاصة بالأسواق المالية في العالم.

وكانت إيران هي الطرف المتضرر من رفع الصين لوارداتها من النفط الروسي خلال أبريل، إذ خفضت بكين، وفق شركة «فورتيسكا» للتحليلات النفطية، وارداتها من النفط الإيراني إلى 650 ألف برميل يوميا، بعدما كانت النسبة في الشهر السابق (مارس 2022) 700 ألف برميل في كل يوم، وذاك في وقت أصبح فيه خام نفط الأورال الروسي أرخص من النفط الإيراني.

حذر روسي تجاه الصين

ورغم رفع الصين لوارداتها من روسيا بعد انطلاق الحرب الروسية - الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، وفي ظل العقوبات الغربية تجاه موسكو، أكد تقرير نشره الموقع الإلكتروني الإخباري لمجلة «غوفي كونفلي» الفرنسية المتخصصة في الجغرافية السياسية أنه رغم تأكيد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أثناء لقائهما في بكين قبل وقت قصير من غزو روسيا لأوكرانيا، على أن الصداقة بين بلديهما «لا حدود لها»، إلا أن روسيا تكتشف في الوقت الحالي، بحسب المصدر نفسه، أن هذه الشراكة الاستراتيجية الموجهة نحو المستقبل محدودة.

وأضاف الموقع الإلكتروني الإخباري لمجلة «غوفي كونفلي» أنه رغم تشارك الصين مع روسيا على مستوى ازدراء النظام الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، فإن مساعدتها المادية لروسيا في ظل العقوبات الغربية ستكون هزيلة، وأن المسؤولين في بكين ابتعدوا في الأيام الأخيرة عن تصريحاتهم السابقة المؤيدة لروسيا، واعتمدوا لهجة أكثر حيادية، وأنه في الوقت الذي تهدد فيه العقوبات روسيا بجعلها دولة منبوذة معزولة اقتصادياً، فإن الصين لن تنقذها.