السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

يوميات الحرب ضد دواعش الصحراء في عزّ أزمة «كورونا»

يوميات الحرب ضد دواعش الصحراء في عزّ أزمة «كورونا»

تهدف عملية «برخان» العسكرية لمحاربة الإرهاب في الساحل الأفريقي. (أ ف ب)

في منطقة صحراوية شاسعة ووسط مناخ يتسم بالعواصف الرملية الضخمة وارتفاع درجات الحرارة، رابط مئات الجنود القادمين من مختلف مناطق فرنسا لمدة 5 أشهر لهدف رسمي واحد هو: اصطياد قادة وعناصر جماعات التطرف والإرهاب، ضمن عملية «برخان» العسكرية المشتركة بين باريس وشركائها في دول الساحل الأفريقي.

وفي تحقيق مفصل حول يوميات الجنود المقاتلين ضمن وحدات هذه العملية في دولة مالي، كشفت صحيفة «لوموند» الفرنسية عن حجم الضغط النفسي والبدني الهائل الذي تدور وسطه عمليات الجنود خصوصاً من فوج المشاة الأجنبي الثاني ضمن فيالق الجيش الفرنسي.

وأشارت الصحيفة في تحقيقها الذي واكب عودة هذا الفوج بعد 5 أشهر قضاها في مطاردة تنظيم «داعش في الصحراء الكبرى والساحل الأفريقي»، بعد أن صدرت أوامر عسكرية في يناير الماضي بضرورة تسريع وتيرة استئصال التنظيم من المنطقة.

وفي هذا الإطار وصل إلى مالي في فبراير الماضي فوج من المشاة من مدينة «نيم» الفرنسية مجهزين بمدرعاتهم وكامل عدتهم، حيث قضوا 5 أشهر وصفتها «لوموند» بكونها «أشهر متواصلة من الحرب والحرائق والعواصف وقلة النوم».

ووفقاً للصحيفة فقد عاد الفوج الذي كلف بمطاردة الإرهابيين والوصول إلى شبكات تزويدهم بالمؤونة في الصحراء، دون تسجيل أي حالات قتل أو إصابات خطيرة في صفوفه.



وتركزت عمليات الجنود في منطقة صحراوية مترامية الأطراف تقع بين مدينتي تيمبكتو وغاو في شمال مالي، حيث ينشط تنظيم داعش في الساحل الأفريقي.

وتحدث التقرير عن ظروف حرب قاسية تجري وسط الصحراء في أيام تتجاوز درجات الحرارة فيها 47 درجة، وعن اقتحامات واشتباكات تدوم أحياناً طوال الليل حتى ساعات الفجر، مع عدم وجود أي متسع لوقت الراحة، حيث يلخص أحد قادتهم الواقع بقوله «هنا إذا كانت لدينا 5 دقائق إضافية فإننا نستغلها لتناول وجبات الطعام، وإذا كانت 10 دقائق فهي للنوم».

ومع وصول الفوج الفرنسي كان الجيش المالي قد تعرض لضربات موجعة من طرف عناصر داعش والقاعدة المنتشرين في المنطقة، إلاّ أن التعاون بين الفرنسيين والماليين في هذه الفترة القصيرة مكن من قلب موازين القوة لصالح بامكو، حسب «لوموند».

وعبر أكثر من 20 عملية اشتباك مع عناصر داعش، استطاع الفوج تحقيق انتصارات وتمكن من أسر أحد قادة التنظيم الإرهابي، كما نجح في الاستيلاء على كميات كبيرة من معدات ومواد التفجير المستخدمة من طرف التنظيم لإرهاب المنطقة.

وحول تزامن هذه الحرب مع ذروة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، نقلت الصحيفة عن قادة عسكريين قولهم إن «أزمة الوباء ظلت خارج حساباتهم» مشيرين إلى أنهم كانوا معزولين مع جنودهم وسط الصحراء ويحصلون على الأنباء حول انتشار الفيروس في العالم عبر الفيديوهات والصور التي يبعثها أفراد أسرهم إليهم.