السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

«داعش الموزمبيق» تٌحول ثروة الغاز إلى «جحيم»

«داعش الموزمبيق» تٌحول ثروة الغاز إلى «جحيم»

مقاتلون من «داعش» يستولون على ميناء في شمال موزمبيق الغني بالغاز الطبيعي. (أ ف ب)

تحظى دولة الموزمبيق الواقعة في جنوب شرقي أفريقيا باهتمام عالمي متصاعد نتيجة عاملين وضعاها في واجهة الأحداث الإقليمية في السنوات الأخيرة، يتعلق الأول بثروتها الهائلة من الغاز والثاني بتنامي نفوذ جماعات الإرهاب داخلها.

وحسب محللين وخبراء في الشأن المحلي فإن العاملين يرتبطان ببعضهما البعض، حيث تصاعدت وتيرة عمليات «داعش الموزمبيق» بالتزامن مع دخول الحكومة في مشاريع دولية للاستثمار في احتياطات البلاد من الغاز بلغت قيمة أبرزها 25 مليار دولار.

وفي أحدث تطورات الوضع الميداني، استولى مقاتلون من «داعش» الأربعاء على ميناء رئيسي في شمال موزمبيق الغني بالغاز الطبيعي.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن «الإرهابيين سيطروا على ميناء موكيمبوا دا برايا» قرب شبه جزيرة أفونغي حيث يقع مشروع منشأة لتسييل الغاز يعد ضمن أكبر المشاريع الاستثمارية في أفريقيا، ويشكّل الميناء المعبر الأساسي نحو هذا المشروع.

وقال لـ«الرؤية» الخبير البريطاني المهتم بشؤون المنطقة إريك موريير جينود الأستاذ في جامعة الملكة في بلفاست بإيرلندا الشمالية إن النشاط الإرهابي في موزمبيق انطلق من إقليم «كابو ديلغادو» في أقصى شمال البلاد على الحدود مع تنزانيا، وهي المنطقة الغنية بالغاز، مشيراً إلى «تشابك ملفي الإرهاب والغاز ببعضهما البعض هناك».

ولفت إلى أن الحكومة تبذل جهوداً مضنية لتعزيز قدراتها العسكرية والأمنية في المنطقة، حيث لجأت إلى الاستعانة بمرتزقة من روسيا وجنوب أفريقيا لمواجهة هجمات الإرهابيين الشرسة.

وأوضح إريك أن ظهور الجماعات الإرهابية في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة يعود إلى نحو 10 أعوام، حيث برزت في البداية، جماعة تطلق على نفسها اسم «الشباب»، اتبعت نفس أسلوب «بوكو حرام» في نيجيريا وانطلقت عملياتها العسكرية في أكتوبر 2017، وفي يوليو 2019 أعلنت بيعتها لتنظيم «داعش»، موضحاً أن عملياتها شهدت منذ ذلك التاريخ تطوراً لافتاً، كما لاقت أحداث الموزمبيق اهتماماً كبيراً في «إعلام داعش».





بدورها أكدت الباحثة المقيمة في موزمبيق جاسمين أوبيرمان لـ«الرؤية» أن البلاد شهدت في الفترة بين يناير ويوليو الماضي تصاعداً في وتيرة العمليات الإرهابية بواقع 40 عملية في 4 أشهر، مشيرة إلى أن الحكومة ناشدت في مناسبات عدة المنظمات الإقليمية والدولية لمساعدتها في مواجهة خطر انتشار الإرهاب في المنطقة دون تلقي أي عروض عملية بالمساندة حتى الآن.

وحسب تقديرات شركة الطاقة الأمريكية «أناداركو» فإن احتياطات الموزمبيق من الغاز تعد من بين الأفضل والأكبر في العالم.

وأعلنت الشركة منتصف العام الماضي عن توجهها لاستثمار 25 مليار دولار لتطوير حقول غاز قبالة الساحل الشمالي للبلاد.

ويقدر احتياطي موزمبيق من الغاز بنحو 5,000 مليار متر مكعب، وترغب الحكومة في بدء الإنتاج عام 2024 بنحو 12 مليون طن سنوياً.

وتتوقع مؤسسة الاستشارات وود ماكنزي أن تصل إيرادات البلاد مع بداية 2030 من الغاز المسال وحده إلى 3 مليارات دولار سنوياً.