الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

مالي: وفد «إيكواس» يلتقي الانقلابيين ويزور الرئيس المخلوع

مالي: وفد «إيكواس» يلتقي الانقلابيين ويزور الرئيس المخلوع

وفد إيكواس وقادة المجلس العسكري. (رويترز)

التقى وفد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس»، أمس السبت، في العاصمة المالية باماكو، قادة المجلس العسكري الذي يدير البلاد حالياً، والرئيس المخلوع إبراهيم أبو بكر كيتا، وذلك بعد 4 أيام على انقلاب عسكري أطاح به من الحكم.

وقال الرئيس النيجيري السابق غودلاك جوناثان الذي يرأس الوفد لوكالة «فرانس برس»: «التقينا الرئيس كيتا. الأمور على ما يرام. المحادثات تتم بشكل جيد».

وقبيل اللقاء مع كيتا، استقبل أعضاء «اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب» وبينهم رجل البلاد القوي الجديد الكولونيل عاصمي غويتا في وزارة الدفاع وفد إيكواس.

وعقب لقاء استمر 30 دقيقة، غادر الوفد المكلّف بـ«ضمان العودة الفورية للنظام الدستوري»، دون الإدلاء بأي تصريح.

وقال مصدر قريب من العسكريين إنه «لقاء تواصل رسمي. ستجري لقاءات أخرى، لن تتم بالضرورة عبر وساطات، لكن لدينا انطباع جيد عن بعثة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا».

وأضاف «علمنا بأن رؤساء دول، على غرار رئيس ساحل العاج الحسن وتارا، يعملون على تخفيف التوتر من أجل حل سلمي، رغم إدانتهم الصارمة لتولينا السلطة. نحن منفتحون على النقاش».

وعند وصوله بعد ظهر السبت، قال جوناثان إنه واثق بأن النقاشات ستقود إلى «أمر في صالح البلاد، وصالح المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وصالح المجتمع الدولي».

ومن المزمع أن يزور مبعوثو المجموعة مدينة كاتي الواقعة في ضواحي باماكو، والتي صارت مقراً للسلطة الجديدة، للقاء «الشخصيات الموقوفة»، وبينها رئيس الحكومة بوبو سيسيه.

ويحتجز العسكريون منذ الثلاثاء الماضي 15 مسؤولاً مدنياً وعسكرياً، بينهم رئيس البرلمان موسى تمبينيه، ورئيس أركان الجيش الجنرال عبد الله كوليبالي.

ومن المقرر أن يلتقي الوفد، صباح اليوم الأحد، سفراء الدول الـخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (فرنسا، الولايات المتحدة، روسيا، بريطانيا والصين).

وطالبت دول إيكواس خلال قمة استثنائية، الخميس، بـ«إعادة» الرئيس كيتا إلى منصبه، وقررت إرسال وفد إلى باماكو من أجل تحقيق «العودة الفورية للنظام الدستوري».

انتخب كيتا عام 2013، ثم أعيد انتخابه في 2018، وواجه طوال الأشهر الأخيرة احتجاجات واسعة في الشوارع بدعوة من تحالف واسع للمعارضة.

ورغم إدانته من طرف المجتمع الدولي، لم يلق الانقلاب معارضة تُذكر في باماكو، إذ استأنف سكان مالي نشاطاتهم غداة الانقلاب، وواصل التلفزيون العام (أو إر تي إم) بثّ برامجه.

ولقي العسكريون الذين استولوا على الحكم ووعدوا بإجراء «انتقال سياسي»، استقبالاً حافلاً، الجمعة، وسط باماكو من الآلاف من أنصار المعارضة التي طالبت لأشهر باستقالة رئيس الدولة وحيت الجيش على تدخله.

وحاول عشرات من أنصار الرئيس كيتا التظاهر في باماكو صباح السبت، قبل أن تفرّقهم الشرطة.

وقال عضو حزب «تجمع القوى الجمهورية» عبد الله نيانغ لوكالة فرانس برس: «جئنا هنا هذا الصباح لإظهار عدم موافقتنا على الانقلاب. لكن جاء أشخاص هاجمونا بالحجارة، واستغلت الشرطة هذا الاعتداء لتفريق نشطائنا».

ومع تواصل النقاشات السياسية والدبلوماسية في باماكو، قتل 4 جنود وأصيب خامس بجروح خطرة صباح السبت في انفجار عبوة ناسفة وسط البلد، وفق مصادر عسكرية وإدارية.

وفي مارس 2012، مع إطلاق المتمردين «الطوارق» هجوماً كبيراً على شمال مالي، تمرد عسكريون على ما اعتبروه تقاعساً للحكومة في التعامل مع الوضع، وأطاحوا بالرئيس آنذاك توماني توريه.

لكنّ الانقلاب عجّل في سقوط شمال البلاد في أيدي الجماعات المسلحة، قبل أن يتم دحرها بعد تدخل عسكري فرنسي في يناير 2013 لا يزال مستمراً.

وتوسعت هجمات الجماعات المسلحة إلى وسط البلاد عام 2015، ما أدى إلى خسائر مدنية وعسكرية جسيمة.

وامتدت هذه الهجمات المتداخلة مع نزاعات محلية إلى النيجر وبوركينا فاسو المجاورتين.

ونددت المعارضة في الأشهر الماضية بعجز السلطات المالية عن السيطرة على مناطق مترامية من شمال البلاد ووسطها.

وعزا العسكريون الذين أجبروا الرئيس على الاستقالة وتسلموا السلطة، خطوتهم إلى انعدام الأمن الذي يسود البلاد وافتقار الجيش إلى الإمكانات.