الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

انعدام الأمن يمنع دخول المساعدات لإقليم تيغراي الإثيوبي

قال موظفو إغاثة، أمس الأحد، إن إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا يشهد اضطرابات شديدة لدرجة يتعذر معها إيصال مساعدات إلى مئات الآلاف من المدنيين المحتاجين، وسط أنباء عن استمرار القتال والنهب والفوضى.

وحذرت منظمات إغاثة من نقص الغذاء والدواء وأكياس حفظ الجثث في تيغراي التي كان 600 ألف فرد من سكانها يتلقون بالفعل مساعدات غذائية قبل اندلاع القتال المستمر منذ شهر بين قوات الحكومة بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد وقوة إقليمية متمردة.

وأعلن آبي انتصاره على الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بعد سيطرة القوات الاتحادية على ميكيلي عاصمة الإقليم قبل 8 أيام، نافياً سقوط أي قتلى من المدنيين في الهجوم.

لكن طبيباً في المدينة قال لـ«رويترز» إن 27 على الأقل، بينهم طفل يبلغ من العمر 4 أعوام ومسن (78 عاماً) وأسرة من 4 أفراد، قُتلوا في الهجوم.

وأضاف أن 2 آخرين قُتلا وأصيب 4 بجروح خطرة، عندما أغلق السكان الطرق، احتجاجاً على أعمال نهب ارتكبتها قوات الحكومة في ميكيلي، محذراً من أن الخدمات الصحية في المدينة على شفا الانهيار.

وقال الطبيب في رسالة نصية: «لا توجد كهرباء ولا وقود ولا مولد للطاقة، ولا قفازات، ولا مسكنات للألم، ولا مضادات حيوية، ولا وجبات للمرضى، ولا أطقم طبية، ولا سبيل للتعاملات المصرفية.. حتى إن الجنود استولوا على سيارة إسعاف».

وطلب الطبيب عدم نشر اسمه ولا اسم المستشفى خوفاً من الانتقام. ولم يرد مسؤولون بالحكومة بعد على طلبات تعقيب.

ويصعب التحقق من مزاعم الطرفين بسبب انقطاع معظم الاتصالات، فضلاً عن سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام ومنافذ دخول المساعدات الإنسانية منذ اندلاع الصراع في 4 نوفمبر.

جاء إعلان آبي السريع عن النصر في الوقت الذي سعت فيه حكومته إلى تهدئة المخاوف في الداخل والخارج من أن الصراع قد يزعزع استقرار ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان واستقرار منطقة القرن الأفريقي الأوسع. ويُعتقد أن الآلاف قُتلوا وفر حوالي 46 ألفاً إلى السودان، الجار الغربي لإثيوبيا.

وقالت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي إنها انسحبت من ميكيلي لتجنب تدمير المدينة، لكنها تعهدت بمواصلة القتال. وقالت الجبهة وسكان ودبلوماسيون إنه لا تزال هناك اشتباكات متفرقة في مناطق خارج المدينة.

وأفاد سكان أيضاً يوم الجمعة بوقوع أعمال نهب واحتجاجات داخل العاصمة. وأحجم مسؤولون حكوميون عن التعليق على ما وصفوه بروايات لم يتم التحقق منها عن استمرار الصراع. وذكرت فرقة الطوارئ المعنية بإقليم تيغراي أن القوات الاتحادية «لا تنهب شعبها».

وأضافت في بيان لرويترز: «بالنظر إلى الفجوة الأمنية التي سبقت تشكيل الإدارة المؤقتة، كانت هناك مؤشرات على تورط أفراد في عمليات نهب مستغلين الفترة الانتقالية كغطاء».

وتابع البيان: «بعض مقاتلي الجماعة الإجرامية يختبئون أيضاً في ميكيلي» في إشارة إلى الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.