الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

خطف الأطفال مصدر رزق جديد للعصابات الإجرامية في نيجيريا

خطف الأطفال مصدر رزق جديد للعصابات الإجرامية في نيجيريا

عشرات المسلحين اقتحموا الجمعة مدرسة في ولاية زامفارا وخطفوا 317 تلميذة - أ ب.

أصبحت المدارس في شمال غرب نيجيريا خلال بضعة أشهر أهدافاً لكسب المال للعصابات الإجرامية التي كثفت عمليات خطف الطلاب، ما يهدد بشكل أكبر العملية التربوية في هذه المنطقة حيث قلة من الأطفال فقط يمكنهم التعلم.

وكان عشرات المسلحين اقتحموا الجمعة مدرسة في ولاية زامفارا وخطفوا 317 تلميذة من مساكن الطلبة، بعد عشرة أيام من خطف عصابة 42 شخصاً من مدرسة في ولاية النيجر المجاورة، وأعلنت السلطات المحلية اليوم إطلاق سراحهم.

وفي ديسمبر الماضي، خُطف أكثر من 300 فتى من مدرسة في كانكارا بولاية كاتسينا المجاورة. وتم الإفراج عن الفتيان فيما بعد.

وهذا الحادث هو ثالث واقعة خطف لتلاميذ في أقل من 3 أشهر، من قبل «قطاع طرق»، كما تصف السلطات هذه العصابات الإجرامية التي كثفت عمليات الخطف من أجل الحصول على فدية من القرويين أو المسافرين في الولايات الموجودة في شمال ووسط نيجيريا.

كانت عمليات الخطف الجماعي للطلاب التي حدثت حتى الآن، تُنسب إلى الجماعات الإرهابية التي تنشط على بعد مئات الكيلومترات في شمال شرق البلاد.

وكانت أبرز هذه الحوادث خطف 276 طالبة من مدرسة ثانوية في شيبوك على يد إرهابيي بوكو حرام في 2014، ما أثار صدمة في العالم.

وقال يان سان-بيار، مدير مجموعة الاستشارات الأمنية الحديثة، إنه ديسمبر، «ازدادت عمليات الخطف الجماعية في الشمال الغربي».

وتنشط هذه العصابات الإجرامية بدافع الجشع وليس العقيدة، لكن بعضها أقام روابط قوية مع الجماعات الإرهابية الموجودة في الشمال الشرقي.

ويرى الباحث أن إدارة السلطات لعملية اختطاف كانكارا، في ديسمبر الماضي قد تفسر هذا الاهتمام الجديد بالمدارس.

أطلقت العصابات الإجرامية، التي عملت نيابة عن بوكو حرام، بعد أسبوع سراح 344 فتى بعد مفاوضات مع السلطات التي أكدت أنها لم تدفع أي فدية.

واعتبر سان-بيار «بغض النظر عما تقوله الحكومة، تم دفع فدية، وأصبحت عمليات الخطف هذه مربحة».

ودان رئيس مجلس الشيوخ أحمد لاوان الجمعة خطف 317 فتاة في زامفارا وحث الحكومة على بذل كل ما في وسعها «لتأمين المدارس التي أصبح يراها هؤلاء المجرمون أهدافاً سهلة».

وقال مورتالا روفاي الأستاذ في جامعة غوساو، لوكالة فرانس برس «لا توجد مدرسة آمنة» في ولاية زامفارا.

وأضاف هذا الأب لستة أطفال أن «تأمين المدارس لن يعيق هذه المجموعات. الأمر سيستمر لأن السلطات تدفع فدية»، مؤكداً «أن أعداد الطلاب الذين يتركون المدرسة تتزايد بسبب الخوف».

وتتضرر هذه المناطق، التي تعاني بالفعل من الفقر المدقع، بشكل خاص من عمليات الخطف إذ يسجل شمال نيجيريا أكبر عدد من الأطفال المتسربين من المدارس في البلاد، وفقًا لتقرير مجموعة الأزمات الدولية.

وحذرت المجموعة من أن هذه الهجمات تثبط عزيمة الأهل الذين يضحون غالباً بمدخراتهم من أجل تعليم أطفالهم.

واعتبرت أن ذلك «يدفعهم لإخراج أطفالهم من المدرسة، وتزويج بناتهم وتشغيل صبيانهم».